أنا وأنت لسنا هنا، نحن لسنا موجودين على أرضنا، ولا نتجول في جبالنا ولا نزرعها ولا نفلحها ولا نبني عليها، لأننا لسنا هنا. حكومة الاحتلال ومعها أغلبية اسرائيلية تتصرف وكأن الفلسطيني غير موجود، تضع خطط الاستيطان على أرض خالية من العرب، فوجودنا غير مرئي وغير مقبول وهو مؤقت، وفقاً لأقوال المؤرخ العسكري الاسرائيلي مارتين فان كارفيلد الذي اعترف في مقابلة مع موقع الكتروني أن نتنياهو ينتظر اللحظة المناسبة لتنفيذ مخطط الترانسفير الجماعي للفلسطينيين، وأشار الى أن نسبة المؤيدين للطرد الجماعي ارتفعت خلال أعوام قليلة الى 55 في المائة. وهو هنا لا يتورع عن التهديد بالسلاح النووي ويقول ان اسرائيل تملك مئات الصواريخ النووية يمكنها تدمير معظم العواصم الاوروبية والانتقام لليهود ضحايا النازية بإبادة ملايين الألمان. فالمؤرخ يطلق صواريخه شرقاً وغرباً طبقاً لوصفه وهو أن اسرائيل يجب ان تتصرف ككلب مسعور مثلما قال موشيه دايان. وغاب عن ذهن هذا المسعور أن النووي لا يرهب فلاحنا ولا ابن مخيمنا لأننا متداخلون مع مستوطنيه، فهو سلاح دمار شامل لا يصيب قرية دون مستوطنة ولا يستثني موديعين ويضرب نعلين مثلاً.
الكلاب العنصرية المسعورة حتى لو زادت نسبتها لدى اسرائيل لا تغير من وضعنا شيئاً، منذ قرن والتهجير والقتل والمجازر والمؤامرات مستمرة، فهل التهجير والنزوح والحصار أخل بالتوازن الديمغرافي؟ وهل كف الفلسطيني حتى في أسوأ حالاته وأضعفها عن أن يكون فلسطينياً واستسلم؟
الآن واتفاق أوسلو يلفظ سنته الـ 21، نتأكد من أن حكومات الاحتلال لم تفكر يوماً ما في اقامة دولة فلسطينية وأن أقصى ما يمكن أن يكون دولة في غزة، وأن الاحتلال نقيض للسلام ولا يريده ولا يبحث عنه ولا يطيقه لأن هناك من صمم هيكلية اسرائيل لكي تظل دولة «غيتو» لا تريد أن تكون دولة شرق أوسطية، بل دولة عنصرية احتلالية عدوانية في حالة تأهب واستنفار دائمين، وكأن تسليح كل اسرائيلي بدبابة وصاروخ عابر وقنبلة نووية يكفي لتحقيق الأمن والسلام!
فليعش الاسرائيلي بهذه الترسانة حتى تصدأ ويصدأ ونحن نتجدد كل يوم مع براعم الأرض ونزهر.