نظَّمت حركة "فتح" قيادة منطقة الشمال احتفالاً جماهيريًا يوم الجمعة 5\9\2014 احتفاءً بصمود اهالي غزة ومقاومتها وانتصار الدم الفلسطيني على آلة الحرب الصهيونية حضره ممثلو قوى واحزاب لبنانية وفلسطينية، ورؤساء بلديات ومخاتير الجوار اللبناني، ولجان شعبية، واتحادات من مخيمات الشمال وفعاليات لبنانية وفلسطينية.

بداية كانت كلمة لعضو مجلس امناء المنتدى القومي العربي وعضو المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى للأستاذ خلدون نجا حيثُ اكّد فيها بأن منبر فلسطين وغزة اكبر واعلى من كل المنابر الحزبية والفصائلية، وبأن معركة غزة اعطت للعدو درسًا لن ينساه ابدًا وصفعة لكل حكام العرب المتخاذلين الذين لا يقدمون لهذا الشعب العظيم إلا الفتات من بقايا اموالهم من الملاهي الليلية.

ورأى بأن "الدماء التي تسفك في البلاد العربية انما هي مؤامرة على الامة العربية وحري بنا ان نقدّم هذه الدماء على مذبح فلسطيني، ويجب ان تحشد الطاقات لمواجهة العدو الصهيوني".

ثم كانت كلمة لعضو المكتب السياسي في تيار المستقبل الاستاذ محمد مراد الذي اعتبر قضية فلسطين بأنها قضية العرب المركزية،  وأضاف "الشعب الفلسطيني اعطى دروس ود وانتصار غزة  لكل العرب واحرار العالم بأن الوحدة التي تمثّلت في غزة بالأجنحة العسكرية والالتفاف الجماهيري وصبر الاطفال والنساء هزم اقوى جيش في العالم لأن هناك فرقًا بين من يريد الاستشهاد من اجل رضى الله ومن يريد ان يُقتَل من اجل الدنيا"، مردفًا "انه لمن العار ان يجتمع مجلس الامن الدولي ويتّخذ اجراءات عقابية بحق العدو الصهيوني الذي ارتكب المجازر بحق الاطفال من ابناء غزة".

اما القيادي في حركة الجهاد الاسلامي بسام موعد فأكّد أن "الانتصار في غزة تحقّق بفضل صمود اهلها أولاً ووحدة اجنحتها العسكرية على ارض المعركة، وبوحدة القرار السياسي من رام الله  الى القاهرة، وبفضل تأييد ومساندة الشعوب العربية والإسلامية وأحرار اميركا اللاتينية وبفضل الدعم المباشر من محور المقاومة بدءًا من طهران".

وحذّر من وجود من  يتربّص بالشعب الفلسطيني لشقه، داعيًا الى  انعقاد الاطار القيادي لمنظمة التحرير لانجاز هيكلية لها على اساس وطني والانصياع لمطالب الشعب الفلسطيني.

ثم القى امير حركة التوحيد الاسلامي فضيلة الشيخ بلال شعبان كلمة جاء فيها "ان طينة الشعب الفلسطيني فريدة من نوعاها فعجبا لهذا الشعب ينتصر على عدو بعد تشرد لأكثر من 67 سنة  ويحاصر ويقتل من عدوه في لم يستطع كل الحكام العرب من محاصرة هذا الكيان الغاصب".

ولفت إلى أن وحدة هذا الشعب هي التي حقّقت الانتصار، وأشار الى أن نُصرة العديد من دول العالم للشعب الفلسطيني قبل العرب والمسلمين، فجاءَ الغوث لهم من اميركا اللاتينية ومن كوزو اكوموتو قبلاً، ومن غالاوي ووديع حداد وهذا ما يُثبِت بأن فلسطين أممية ولكل احرار العالم  وتطرق الى الافكار المغلوطة التي يحملها من يدعون تمسُّكهم بتعاليم الاسلام فيقتلون ويرتكبون كل الاخطاء باسم الدين محذّرًا من الفتن ما ظهر منها وما بطن في شوارعنا و مدننا العربية.

 أمّا مسؤول الشؤون الدينية في المؤتمر الشعبي اللبناني وعضو المؤتمر الاسلامي لبيت المقدس الدكتور اسعد السحمراني فأشار الى ان كل من يصمد في ارضه فهو مقاوم وكل من يحمل القلم ليكتب فهو مقاوم وكل من يحمل السلاح فهو مقاوم، وأكد بأن النصر الذي تحقق في غزة فهو من نصيب كل ابناء الشعب الفلسطيني في كل اماكن تواجدهم ولا يحق لأي فصيل ان يختصر النصر على مقاسه ولا يجوز التجزئة على الكل الفلسطيني ان يكون لكل فلسطين  لافتًا الى أن حركة فتح قدّمت في العدوان الاخير من 300 شهيد ابنائها وحركة الجهاد الاسلامي قدمت 100 شهيد، وهذا يعني ثلث عدد الشهداء الذين سقطوا في هذا العدوان.  وطلب من الفصائل الفلسطينية ان تعمل على توجيه اعضائها سياسيًا في مكاتبها وان تخرج الى الشارع من اجل فلسطين، وذكّر بأن من دعم المقاومة هم الشرفاء في الدول العربية ومحور المقاومة وبأننا جميعا قدمنا الدماء من اجل فلسطيني وطيلة سنوات النضال منذ انطلاقة الثورة.

ثم كانت كلمة امين سر حركة "فتح" في الشمال ابو جهاد فياض حيث وجه التحية لأهالي فلسطين التاريخية والضفة الغربية والقدس وغزة العزة.

واضاف "ننحني لصمود اهلنا في غزة هاشم ولمقاومتها العسكرية الموحدة التي تصدت طيلة واحد وخمسين يومًا لآلة الحرب الصهيونية التي عاثت قتلاً وتدميراً في قطاعنا الصامد

الذي انتصر بدماء شهداءه واشلاء اطفاله هو نصر للشعب الفلسطيني لا يمكن لأحد التنازل عنه لاي  طرف كان.

يا اهلنا في غزة لقد اثبتم انكم الاحرار حماة الارض والتراث والحلم الفلسطيني احييكم من مخيمات الشتات على صمودكم على ارض الرباط اقدس بقاع الدنيا.. احييكم من القلب باسم شهدائكم وجرحاكم واسراكم نساءً واطفالاً ورجالاً.

  باسم هؤلاء جميعاً الذين يرسمون لوحة نضالكم نحو فجر الحرية والاستقلال واقامة الدولة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين الى ديارهم  تنفيذا لقرار الدولي 194".

وأردف "ان اهلنا في قطاع غزة يستحقون المكافأة على صمودهم وانتصار مقاومتهم برفع الحصار وفتح كافة المعابر وادخال مواد البناء لأننا مقبلون على فصل الشتاء ولا يجوز ان نختلف على اعادة اعمار غزة، وشعبنا الفلسطيني هو من دفع الثمن وهو بانتظار اعادة اعمار ما هدمته الة الحرب الصهيونية لان حكومة الوفاق الوطني برئاسة السيد رامي الحمدلله هي المسؤولة عن اعادة  الاعمار بالتنسيق مع كافة الفصائل السياسية وهي الحكومة التي بدأت لقاءاتها مع المؤسسات والمنظمات الدولية لحثها على دفع الاموال لبدء عملية الاعمار لقطاع غزة المنكوب.

وكذلك ان الرئيس  ابو مازن بدأ اتصالاته الدولية لعقد مؤتمر للمانحين لاعادة اعمار قطاع غزة لان المبلغ المطلوب هو حوالي ثمانية مليارات دولار حسب التقديرات الاولية  ولان الدول المانحة لا تدفع الاموال الا لحكومة الوفاق الوطني  الفلسطيني".

وطالب فياض الفصائل الفلسطينية ان تبقى على التزامها بما تم الاتفاق عليه في القاهرة بأن تكون حكومة الوفاق الوطني هي المعنية بتنفيذ كل  ما تم الاتفاق عليه في القاهرة، داعيًا الجميع للاتزام بوحدة القيادة السياسية للشعب الفلسطيني واستكمال المعركة في مواجهة غطرسة الاحتلال الصهيوني التي بدأها بمصادرة اربعة الاف دونم جنوب بيت لحم لبناء مستوطنات جديدة، واستمرار هجمة المستوطنين على المسجد الاقصى لتدنيسه ومنع جيش الاحتلال وصول المصلين اليه من النساء والشباب من ابناء شعبنا الفلسطيني.

وأردف "إن معركتنا مع العدو الصهيوني لم تنتهِ فصولاً بعد لذلك فنحن نصر على التمسك بسلاح المقاومة وهو ليس قابلاً للمساومة لا في مفاوضات القاهرة  ولا في اي مكان، لانه ما زال هناك احتلال جاثم على ارضنا من حقنا ان نقاومه بكافة الاشكال حتى المقاومة المسلحة وهذا ما كفلته لنا الشرعية الدولية.

ان حركة فتح وحرصاً منها على الوحدة الوطنية، ولانها هي الضمانة الحقيقية للقضية الفلسطنية ولحماية حقوق شعبنا وتحصين المجتمع الفلسطيني، فإننا نطالب حركة حماس بإلغاء حكومة الظل افساحاً لحكومة الوفاق الوطني بأخذ دورها في قطاع غزة  لرفع المعاناة عن ابناء شعبنا وفي السياق نطالب حركة حماس بايقاف الملاحقة والاعتقالات والاقامة الجبرية على كوادر وابناء حركة فتح في غزة  الموصل الى جمع  الصف وتمتين  الوحدة الوطنية  الفلسطينية لمواجهة تداعيات الحرب الاخيرة على قطاع غزة.

لقد سقط الرهان على اعتبار اميركا الراعي للمفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية لانها لم تكن وسيطاً نزيها وانما انقلبت لتكون شريكاً وطرفاً الى جانب العدو الصهيوني، فنحن نعتبر بأن اميركا ليست قدراً محتوماً علينا ونحن لنا من الاصدقاء الاوفياء الكثير  في هذا العالم فعلينا ان نفكر ملياً بالاتجاه نحو اوروبا وروسيا ودول اميركا اللاتينية والصين وايران من اجل ان يكون هناك مرجعية دولية لحل الدولتين".

وأكَّد فياض أن "م.ت.ف" لن تقبل بأي مفاوضات غير مجدية وليست مشروطة بسقف زمني لأنها ملتزمة بترسيم الحدود للدولة الفلسطينية على حدود 1967 موضحًا "هذا هو حل الدولتين وما اعترفت به 137 دولة وأصبحنا عضوا مراقبًا في الامم المتحدة.  إن المفاوضات العبثية منذ عشرين عاما كانت دون جدوى وبات المطلوب تفعيل المقاومة الشعبية في الضفة الغربية و القدس وصولا الى انتفاضة ثالثة في وجه الاحتلال الصهيوني البغيض".

وأضاف "من هنا فإننا نطالب القيادة الفلسطينية الاسراع بالدخول في كل المنظمات الدولية وتحديداً محكمة الجنايات لمحاكمة القادة الصهاينة على ما ارتكبوه من جرائم بحق ابناء شعبنا.

وفي الختام نُحيي لبنان قيادة وشعباً على مواقفهم الداعمة لقضية فلسطين ونحن مع الحفاظ على امن ووحدة لبنان واستقرار السلم الاهلي في هذا البلد المضياف ونؤكد التزامنا الحفاظ على مخيماتنا بعيدًا عن ما يجري من احداث أليمة في هذا البلد".

وأضاف "ان ازمة نهر بارد مستمرة هناك وعود بدفع اموال من اجل استكمال الاعمار بعد لقاء رئيس حكومة لبنان مع السفراء العرب و الاجانب وحثهم على الايفاء بما تعهدوا به في مؤتمر فيينا، ونطالب الاونروا بالاستمرار في خطة الطوارئ والاغاثة واعطاء بدل  ايجارات والتقديمات الصحية لأهالي البارد الى حين الانتهاء من اعادة اعماره وعودة اهله اليه بانتظار عودتنا الى فلسطين".

واستنكر فياض استمرار الحصار لمخيم اليرموك مشدّدًا على ضرورة فك الحصار عنه ومطالبًا الاونروا بتقديم المساعدات والإغاثة لأهالي مخيمات سورية النازحين وبدلات الايجار لمساعدتهم على تحمل المعاناة خاصة أننا على ابواب فصل الشتاء.