أجرى وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأربعاء في واشنطن محادثات "بناءة" مع مسؤولين فلسطينيين تناولت المفاوضات المرتقبة بشأن قطاع غزة والعلاقات مع اسرائيل، كما أعلنت وزارته.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جنيفر بساكي ان كيري، مهندس استئناف مفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين بين تموز 2013 ونيسان 2014، اجتمع على مدى ساعتين مع كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج.
واضافت ان "المحادثات كانت بناءة تم خلالها التطرق الى موضوعات عديدة بينها غزة والعلاقات الاسرائيلية-الفلسطينية والتطورات الأخيرة في المنطقة".
وهذا أول لقاء يتم وجها لوجه بين الادارة الأميركية والسلطة الوطنية منذ تموز، ويأتي في الوقت الذي تسعى فيه الأخيرة الى استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بانهاء الاحتلال الاسرائيلي في غضون ثلاث سنوات، وهو قرار دونه الفيتو الأميركي.
واكدت بساكي ان كيري اتفق مع المسؤولين الفلسطينيين "على مواصلة الحوار في الأسابيع المقبلة".
واعلنت المتحدثة ايضا ان كيري اجرى الثلاثاء مباحثات هاتفية مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.
واضافت ان كيري جدد لنتنياهو التعبير عن "قلقه" ازاء قرار اسرائيل مصادرة اربعة آلاف دونم من الأراضي في الضفة الغربية المحتلة. وكانت واشنطن دعت اسرائيل الاثنين الى "العودة" عن هذا القرار.
واكدت الخارجية الأميركية ان الولايات المتحدة تعارض استمرار النشاط الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددة على ان "هذه الاجراءات تتعارض والهدف الاسرائيلي المعلن بالتفاوض مع الفلسطينيين للتوصل الى حل نهائي".
وقال عريقات بعد الاجتماع انه سلم الوزير كيري رسالة من القيادة تتعلق بوجوب انهاء الاحتلال الاسرائيلي ضمن سقف زمني محدد وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وفق حدود عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية لتعيش بأمن وسلام الى جانب اسرائيل.
وأعربت إسرائيل عن خشيتها من تعاطي الولايات المتحدة بشكل إيجابي أو محايد مع خطة القيادة الفلسطينية، وأن تمتنع عن استخدام حق النقض "الفيتو" على مشروع القرار الذي تعتزم السلطة تقديمه لمجلس الأمن.
وذكرت صحيفة "معاريف" ان الأزمة في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة تثير خشية لدى المسؤولين الإسرائيليين بشأن موقف الولايات المتحدة إذا ما تقدم الرئيس محمود عباس بطلب اعتراف بالدولة الفلسطينية بحدود 1967، ومن إمكانية عدم استخدام الولايات المتحدة لحق النقض "الفيتو".
وقالت الصحيفة إن الأزمة المتفاقمة مع الولايات المتحدة تثير الخشية لدى إسرائيل بكل ما يتعلق بالمظلة السياسية التي تمنحها الولايات المتحدة لإسرائيل.
يشار إلى أن المنظمة اليهودية الأميركية "جي ستريت" المقربة من اليسار الإسرائيلي نشرت أمس الأول عريضة تطالب الرئيس الأميركي باراك أوباما، باعتبار المستوطنات في المناطق المحتلة عام 1967 بأنها غير قانونية.
وقال عضو الكنيست المتطرف داني دانون انه اذا توجه الفلسطينيون الى مجلس الأمن "فسنرد عليهم بإعلان السيادة الإسرائيلية على أجزاء أخرى من الضفة الغربية".
جاءت تصريحات دانون خلال جولة له برفقة النائب الأميركي مايك ماكفي في مستوطنة "غوش عتصيون".
من جانبه قال وزير الاقتصاد الاسرائيلي زعيم حزب "البيت اليهودي" نفتالي بينيت إن "خيار الدولة الفلسطينية سقط بشكل كامل خلال الشهرين الماضيين" حسب قوله، داعيا كل "المؤيدين لهذا الخيار للتراجع عن مواقفهم وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو".
واضاف بينيت في لقاء مع صحيفة "معاريف" نشر أمس "أن خيار الدولة الفلسطينية سقط وانتهى بشكل كامل" وذلك في معرض رده على سؤال حول تجديد المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، داعيا نتنياهو للتراجع عن التصريحات والمواقف التي عبر عنها في خطابه في جامعة بار ايلان في تل أبيب، والتي أبدى فيها تأييده لخيار الدولتين واقامة دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل، معتبرا أن موقف نتنياهو ألحق الضرر الكبير باسرائيل.