ينام المواطن الفلسطيني ابراهيم محمد التوم (85 عاما) على حشية رقيقة على الأرض في غرفة باحدى مدارس غزة بعد أن نزح عن منزله للمرة الثالثة خلال ستة أعوام.
يعمل التوم مزارعا للبرتقال والليمون وتعرض منزله في شمال مدينة غزة للقصف في كل مرة من مرات الصراع منذ عام 2008. ولا يجد تفسيرا لاستهداف منزله بهذه الطريقة. وقال اثناء جلوسه على الحشية في الغرفة المدرسية وحوله افراد عائلته الكبيرة "لماذا فعلوا هذا؟ لماذا؟ هذا ظلم ظلم! أنا رجل مسالم".
وقال التوم إن على القوى الخارجية أن تفعل شيئا لانهاء الصراع. وأضاف "كانت الدول العربية تغط في النوم عندما وجهت إسرائيل ضربتها..الحل هو أن تضغط الدول العربية وأميركا على إسرائيل. لا أريد المزيد من الحروب. لماذا اندلعت الحرب؟".
ولا يعرف التوم كيف سيصلح منزله مرة أخرى. وكان التوم وهو أب لعشرة أبناء فر من حي التوام في شمال غزة الشهر الماضي بعدما حذر الجيش الإسرائيلي بانه سيقصف المنطقة.
وكانت المزارع تغطي حي التوام في الماضي ولكن خلال عمر التوام حلت الكثير من المنازل المبنية بالخرسانة المسلحة محل المزارع وهو ما قلص الرقعة الزراعية. والتوم قلق على أشجار الحمضيات (الموالح) التي يرعاها فهي لم تحصل على ماء كاف خلال الحرب ويتوقع أن تكون ميتة.
وتعرض الحي لأضرار طفيفة نسبيا في القتال الحالي. فقد لحق الدمار بعدد من المنازل وبأحد المساجد الذي سقطت قبته وسط الانقاض. وعندما اندلع القتال توجه التوم مع افراد عائلته إلى المخيم التابع للأمم المتحدة في المدرسة على عربة يجرها حمار ولم يأخذ معه سوى حشيتين وغطاء رمادي خشن الملمس استخدمه بعد ذلك أربعة منهم.
وبعد ذلك بوقت قصير تعرض منزله الخرساني البسيط للقصف ما أدى إلى انهيار اجزاء من اثنين من طوابقه الأربعة. وحاول التوم العودة مع زوجته آمنة (75 عاما) بعد ذلك بعدة أيام لكن المنطقة كانت محفوفة بالمخاطر. وقال "عندما عدت أنا وزوجتي لمحاولة أخذ المتعلقات قصفونا مرة اخرى خلال (شهر) رمضان. لم نشعر بالعيد هذا العام بسبب الحرب".
وسبق ان عاش مثل هذه التجربة مرتين من قبل ويقول ان في كل مرة قد تستغرق الرحلة إلى المخيم نحو ساعة "اعتمادا على صحة الحمار". وقال وسط بكاء بصوت منخفض "في 2008 جاءت الطائرات وقصفت المنزل. ذهبت إلى مخيم في مدرسة في غزة. عشنا على الخبز وعلب الأسماك لمدة 23 يوما. ثم عدنا إلى (حي) التوام ووجدنا انهم دمروا منزلي".
وكانت الأمم المتحدة قدمت له 4000 يورو لاعادة بناء المنزل ولكن بعد مرور أربعة أعوام تعرض للقصف مرة اخرى. وفي عام 2012 كان التوم في غرفة نومه عندما بدأ القصف الإسرائيلي. ولدى عودته بعد عدة أيام قضاها في مخيم للاجئين كانت آثار الأعيرة النارية على جدران غرفة النوم بالاضافة إلى فجوة واسعة قرب النافذة.
ويقول انه سيظل هذه المرة في المدرسة إلى أن تعود المياه والكهرباء إلى منزله ويشعر بأن المنطقة اصبحت آمنة مرة اخرى. وأضاف "ولكن لا مكان افضل من المنزل".