الرئيس أوباما أعطى زيد الفلسطيني، كما أعطى عمرو الإسرائيلي، يمكنك استبدال زيد بإسماعيل، وعمرو بإسحاق، (حسب الخرافة السائدة) هذا توازن في العطاء، لولا أن زيد الفلسطيني (اسماعيل) ينظر الى ما أُعطي الى عمرو (إسحاق) الإسرائيلي؛ وهذا إلى ما سيأخذه زيد من أيدي عمرو. غير مهم (او لعله مهم؟) ما سيقوله، بعد ذلك، نتنياهو في كونغرس أوف أميركا؛ وما سيقوله أوباما في كونغرس أوف يهود أميركا (إيباك) فإذا نطق نتنياهو "بالكلمات السحرية" التي هي دولة فلسطينية ضمن حدود 1967 أمام (إيباك) وهو لن يفعل على الأرجح، أعطى أوباما مبرراً للتصويت بالصمت أمام الجمعية العامة في أيلول، أو في الأقل رفع الحظر عن صوت "الرباعية" التي أجبرها أوباما على الصمت. منذ القرار 242 حمال الأوجه في العام1967 يكاد خطاب الرئيس في الخارجية الأميركية أن يضاهيه في أهميته.. الأول وضع أسس الحل الدولي للنزاع العربي-الاسرائيلي؛ والثاني يضع أساس الحل الدولي للصراع الفلسطيني-الاسرائيلي، لأنه فتح أفقاً لموضوعه "حل الدولتين" حسب بوش الابن، ومن "دولة فلسطينية مترابطة الأركان" إلى دولة فلسطينية متاخمة حدودياً لجاراتها الدول العربية، ولجارتها اسرائيل "على أساس حدود 1967". منزوعة السلاح؟ من قال إننا نريد "جيش الدفاع الفلسطيني"؟ السؤال الملح هو: هل تبددت موجة المدّ السياسي-الدبلوماسي العالمية في أيلول، أو ما وصف اسرائيلياً بـ"تسونامي أيلول"؟ ظاهرياً الجواب: نعم، شرط أن تقبل اسرائيل نتنياهو بمباشرة التفاوض المباشر على أساس خطبة أوباما (حدود 1967 معدلة مع اسرائيل، وحدود فلسطينية متاخمة للدول العربية).. وليس دولة محتواة (حبة فاصوليا في قرن فاصوليا)! الفلسطينيون في مأزق ظرفي صغير، والاسرائيليون في مأزق سياسي وجغرافي خطير.. هل أن تصويت الجمعية العامة بأكثرية الثلثين على دولة مستقلة هو إجراء "أحادي الجانب"؟ علماً أن اميركا أعلنت (كما في خطاب أوباما) استقلالها عن بريطانيا. من جانب واحد، وعلماً، كما لاحظ نبيل شعث، أن سلوفينيا أعلنت انفصالها عن يوغسلافيا أحادياً. الاستقلال يؤخذ ولا يعطى! يريد أوباما أن يقطع الطريق على خطوة مضادة اسرائيلية للاستقلال الفلسطيني بضم الكتل الاستيطانية إليها، لأن "التعديلات الحدودية" المتقف عليها تفاوضياً غير الضم أحادي الجانب، علماً أن اسرائيل ضمت القدس والجولان دون أن يخرجا من التفاوض. بعد الخطاب انقسم العالم السياسي ثلاثة أقسام: أوروبا المحرجة من انقسامها في التصويت الأيلولي رحبت بشدة شديدة، وفلسطين أظهرت الرضا قليلاً، وإسرائيل أظهرت الرفض والامتعاض (إلا من القلة العاقلة).. وأوباما قفز عن خطبته العام الماضي أمام الجمعية العامة، بأن يرى فلسطين عضواً فيها هذا العام. ما الذي على الفلسطينيين فعله؟ يمكنهم تعديل صيغة الطلب من الجمعية العامة، وبدل التصويت على الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة قد يطلبون التصويت على الاعتراف بحق فلسطين في تقرير المصير.. تحت إشراف الجمعية العامة للأمم المتحدة. بذلك، ستسقط الحجة من أيدي دول أوروبية بأن الوقت غير مناسب للتصويت لصالح الدولة، لكن التصويت لصالح حق تقرير المصير هو تصويت على المبدأ الذي لا خلاف عليه: حق الشعوب في تقرير مصيرها. أوباما انحاز لحق الشعوب العربية المنتفضة ضد أنظمتها الفاسدة، ومن ثم فمن حق الشعب الفلسطيني أن يقرر مصيره بنفسه.. وأن ينفصل عن الاحتلال! خطاب أوباما ملزم لأميركا أكثر من رسالة بوش الى شارون حول الكتل الاستيطانية، ومقالة الرئيس عباس في "نيويورك تايمز" ملزمة لفلسطين. .. والسلطة الفلسطينية ملزمة أن تذهب في أيلول للجمعية العامة.. لكن، بدل التصويت على الدولة سيكون تصويت على حق تقرير المصير الذي يعني الحق في الاستقلال. ليس المهم تأخير الاستقلال عاماً أو عامين.. الأهم أن نكون جاهزين وأكثر جهوزية للدولة بعد عام أو عامين | |
تقرير المصير يسبق الدولة!:
23-05-2011
مشاهدة: 929
حسن البطل
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها