دلال المغربي- غزة

خاص - مجلة القدس

خاضت مدن الضفة الغربية، في العشرين من أكتوبر الماضي انتخاباتهاالبلدية، مواصلَةً للمسيرة الديمقراطية التي انتهجها الشعب الفلسطيني منذ العام1996، حيثُ جرت هذه الانتخابات بشفافية ونزاهة عالية وبشكل مباشر وديمقراطي، وهذا ماأكده رئيس لجنة الانتخابات المركزية، د. حنا ناصر في تعقيبه على النتائج.

وفي الوقت الذي قاطعت فيه حماس هذه الانتخابات بالضفة،وأبدت رفضها المتواصل لإجرائها في قطاع غزة ورغبتها بوقف عمل لجنة الانتخابات المركزيةفي القطاع، تستمر أجهزتها الأمنية في قطاع غزة بالسيطرة والاستيلاء على ما تبقى منمجالس بلدية تم انتخابها،قبل سيطرة حماس بالقوة العسكرية على مقاليد الحكم في قطاعغزة.

 

فقد استولت حركة حماس على بلدية وادي غزة "جحرالديك" الواقعة شرق مدينة غزة، بعد أن طردت مجلسها البلدي وعيَّنت أعضاء آخرينموالين لها.

 

وأكدت مصادر مطلعة أنَّ  وزارة الحكم المحلي التابعة لحماس، طردت أعضاء المجلسالبلدي المنتخب منذ عام 2005 وهم: وحيد شاكر أبو عيسى ، ومحمد الزوارعة، وخالد العويدات،وفلسطين أبو اسعيد وجمعة السواركة، ثمَّ عمدت إلى تعيين عناصر موالين لحماس وهم :هانيالعويدات(حارس مدرسة)، وهاني الزوارعة(من شرطة البلديات)، وجبر أبو حجير(مدير مدرسة)،وأحمد أبو عيسى(الخدمات العسكرية الطبية)، وأبو حسن أبو سعيد، وامرأتين إحداهما منعائلة المصري والأخرى من عائلة النباهين.

 

وأكد أحد أعضاء المجلس البلدي السابق أن وزارة الحكمالمحلي أرسلت لهم خلال العام كتاب تمديد لولايتهم بالبلدية، ولكنهم فوجئوا الآن بطردهموتعيين آخرين، لافتاً إلى أنَّ بعض هؤلاء الآخرين فشل فشلاً ذريعاً في الانتخابات عام2005، مثل العضو المعين حالياً جبر أبو حجير ومحمد أبو السعيد، ومشيراً إلى أنَّ جميعالأعضاء المعينين حالياً لا يحظون بأي قبول لدى العائلات في منطقة جحر الديك.

 

وتمتد منطقة جحر الديك الواقعة شرق مدينة غزة من مفترقالشهداء- نتساريم حتى حدود وادي غزة- البريج بالمنطقة الوسطى، وتخضع لسلطة بلدية واديغزة، ويقطن فيها  حوالي 5000 نسمة من عائلاتمعروفة  في مساحة تبلغ 7256 دونماً.

 

وتخضع منطقة جحر الديك لقانون العائلات، حيث تحظى العائلاتالكبرى الأكثر عدداً وقوة وشهرة على احترام وطاعة الجميع، ومن هذه العائلات عائلة أبوعيسى، وأبو عيادة، وأبو ضاهر، وأبو مكتومة، والسواركة، والنباهين، والعويدات، وأبوحجير، وأبو اسعيد.  

 

وفي سياق متصل، أشارت مصادر في المجلس البلدي للـ"قدسإلى "أنَّ حماس أبقت على سالم أبو عيادة، رئيس المجلس البلدي في منصبه، حتى يتمتنفيذ مشاريع قيد لتنفيذ حصل عليها المجلس البلدي السابق.

 

وأكدت المصادر أن أسباب سيطرة حماس على البلدية بشكلمفاجئ تعود الى أن المجلس البلدي المنتخب والذي تم طرده قد حصل على تمويل لعدة مشاريعضخمة بقيمة 28 مليون دولار من البنك الإسلامي للتنمية وذلك لإقامة مدرسة، وبناء مدينةالهناء السكنية، وبناء مجمع طبي يشمل كل التخصصات، ومشروع لدفن النفايات وإعادة تصنيعها،ورصف الشوارع بالإسفلت، وإقامة شبكة بُنى تحتية شاملة للمجاري والكهرباء والماء، إضافةًإلى مشروع بناء مدرسة حصلت عليه من وكالة الغوث،وروضة أطفال وبئر وخزان مياه.

 

المصادر لفتت إلى أنَّ  حماس حصلت على رزمة مشاريع جاهزة تُحسِّن بها سمعتهاوترفع من شعبيتها التي وصلت إلى الحضيض في منطقة جحر الديك.

 

على صعيد آخر استولت حركة حماس وذراعها العسكري، كتائبعز الدين القسَّام على 70 دونماً زراعياً تعود ملكيتها لعائلة زنداح(طافش) في منطقةالسيفا المحاصرة بمستوطنتي إيلي سيناي ودوغيت المقامتين على أراضي المواطنين شمال غرببيت لاهيا، شمال قطاع غزة.

 

وفي هذا الصدد علَّق أفراد من عائلة زنداح بالقول:"تفاجأنا بقوات كبيرة من شرطة حماس تحرسها كتائب القسام، ومعهم شرطة نسائية حاصرواأصحاب الأرض، واعتدوا بالضرب على النساء والأطفال والمزارعين هناك، بعد أن فتشوا منازلهموصادروا جميع أجهزة الاتصال، ثمَّ شرعوا باقتلاع الأشجار المثمرة وجرف الأراضي، مماأدى الى وقوع اشتباك بينهم وبين العائلة وإصابة عدد من قوات حماس وعدد من العائلة،واعتقال عدد آخر".

 

مضيفين: "استفزنا سلوك عناصر حماس وهم يتلذذونبقهر أصحاب الأرض، حين شرعوا بأكل التين والعنب والبرتقال من أشجارهم المقلوعة أمامأعينهم. وبعد أن أنهوا أعمال الجرف، قاموا بتسييج الـ 70 دونماً، بعد أن طردوا أصحابهاوحذروهم من الاقتراب منها، وأعلنوها موقع تدريب للقسَّام".

 

وأكد شهود عيان أنَّ الأرض المصادرة بقيت بحراسة عناصرالقسَّام، علماً بأنها مكشوفة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي كان يراقب ما يحدث منعلى أبراج مستوطنة دوغيت التي تبعُد حوالي نصف كلم فقط.

 

بدورها، هددت كتائب القسَّام أصحاب الأرض وحذرتهم منالحديث لوسائل الإعلام، وبحسب الشهود فإنَّ إبراهيم رضوان، مسئوول سلطة الأراضي الذيكان برفقة  قوات حماس، قال لعائلة زنداح :"عليكم بالتفاوض مع كتائب القسَّام".

 

في حين استغرب المواطنون ممارسات حماس، علماً أنَّ  حوالي 30 أسرة تعتاش من هذه الأرض،منذ أيام حكمالإدارة المصرية لقطاع غزة. كما استهجن المواطنون اعتداء قسَّام حماس والشرطة النسائية،على النساء واهانتهن بأقذع الألفاظ التي تتنافى مع الدين الإسلامي. حيثُ روى أحد الجيرانللـقدس ما حدث قائلاً :"إنَّ عائلة زنداح صمدت صموداً أسطورياً في وجه لاحتلالالإسرائيلي في الحفاظ على هذه الأرض، وكان أصعبها خمس سنوات، قامت خلالها قوات الاحتلالبفرض الحصار على منطقة السيفا بداية اندلاع انتفاضة الأقصى، وأغلقتها بالكامل ولم يُسمحبمرور سكانها إلا عبر حاجز إسرائيلي ومن خلال إبراز بطاقات ممغنطة أصدرها الجانب الإسرائيليلهم، وكانت تسمح بخروج سكان المنطقة في تمام الساعة الثامنة صباحا و تغلق الحاجز وتسمحبعودتهم إليها في تمام الساعة الثالثة عصراً من كل يوم، وكانت حياتهم طيلة الخمس سنواتمرتبطة  بوجود "كلب" بصحبة قوات الاحتلاليقوم بتفتيشهم، وتشمم أغذيتهم وطعامهم وملابسهم، وفي حالة عدم وجوده فإنَّهم لا يستطيعونإدخال أي شيء إلى منازلهم.

 

 ويرويالشهود بأنَّ عناصر حماس  قتلت الكلب منذ بدايةالاشتباك، واقتلعت أقدم شجرة جميز مزروعة هناك منذ أكثر من مائة عام،وصادرت الأكشاكوباراكسات المواشي، وآذت بعض المواشي وأطلقتها لتهيم على وجهها باتجاه مستوطنة دوغيت،مؤكدين أنَّ هذه الأرض تمَّ جرفها والاعتداء عليها من قبل قوات الاحتلال عدة مرات،ولكنَّ أصحابها أعادوا زراعتها من جديد لأنَّها مصدر رزقهم الوحيد.

 

من جهة أخرى، أكدت مصادر خاصة للـقدس أنَّ مسئول سلطةالأراضي إبراهيم رضوان كان في ضيافة كتائب القسام لتناول الغداء في قطعة الأرض المجاورةللأرض المصادرة قبل الهجوم بيوم واحد، وقام بجولة معهم بالمنطقة، لوضع الخطوط النهائيةلمخطط السيطرة على مساحة 1000 دونم محيطة بدوغيت، بهدف بسط النفوذ على مواقع إطلاقالصواريخ من قِبَل أجنحة المقاومة على المستوطنة، مشيرةً إلى أنَّ  احتلال بقية أراضي المواطنين في المنطقة آتٍ لامحالة، خصوصاً في ظلِّ اعتبار كتائب القسَّام نفسها بأنَّها أولى من المواطنين بهذهالأرض.