انهالت المواقف المندّدة بالمجازر الصهيونية والقصف الاسرائيلي المكثف على قطاع غزة ضمن عملية عسكرية واسعة النطاق أطلقت اسرائيل عليها إسم "الجرف الصامد"، لا سيما مع استمرار العدوان على الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس، حيث انطلقت المسيرات الاحتجاجية وأقيمت الوقفات التضامنية في عدد من المخيمات الفلسطينية في لبنان وبعض المناطق، مطالبة "المجتمع الدولي وجمعيات حقوق الإنسان بالتحرك الفوري لوقف نزيف الدّم وقتل الأطفال والشّيوخ والنّساء".

ودعا بعض الأحزاب اللبنانية والجمعيات الأهلية الفلسطينية إلى «أوسع تظاهرات احتجاجية تجاه الجرائم الاسرائيلية، ولعلّ آخرها وليس أخيرها، عملية حرق الفتى محمد أبو خضير حياً، وإلى تعزيز الوحدة الوطنية واعطاء الأولوية لمواجهة العدوان، مؤكدين أن سياسة القتل والتدمير لن تزيد الشعب الفلسطيني إلا تصميماً وارادة على مواصلة طريق المقاومة.

غضب في مخيمات صيدا

شهدت مخيم عين الحلوة على مدى عدة أيام مسيرات غضب واستنكار، شاركت فيها مختلف القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية وجابت شوارع المخيم. ورفع المشاركون لافتات منددة بالاعتداءات الاسرائيلية وداعية إلى نصرة صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني.

وفي مخيم المية ومية تظاهرة مماثلة دعت فصائل المقاومة الفلسطينية إلى الاقتصاص من العدو.

ونظم فريق شعلة ناشط الشبابي بالتعاون مع تجمّع شباب اليرموك وشباب مستقلين، وبمشاركة ممثلين عن بعض القوى السياسيّة واللجان الشعبية، وقفة تضامنية ضّد الهجمة الصهيونية وضد الصمت الدولي، وذلك أمام جمعيّة ناشط الثقافيّة الإجتماعيّة. وكانت كلمة لمنسّق فريق شعلة ناشط محمّد عزّام، أكّد فيها "ضرورة استمرار التحرّكات ضدّ العدوان"، وطالب "المجتمع الدّولي وجمعيّات حقوق الإنسان بالتحرّك الفوري لوقف نزيف الدّم وقتل الأطفال والشّيوخ والنّساء".

مسيرات شاجبة في صور

ففي مخيم الرشيدية انطلقت مسيرة دعم ﻟﺼﻤﻮﺩ اهلنا ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻂﻴﻦ المحتلة ﻭﺗﻨﺪﻳﺪﺍ ﺑﺎﻟﻌﺪﻭﺍﻥ الصهيوني ﺍﻟﻐﺎﺷﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻨﺎء ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻗﻞ ﻣﺎ ﻧﺴﺘﻂﻴﻊ ﺗﻘﺪﻳﻤﻪ ﻟﺪﻋﻢ ﺻﻤﻮﺩ ﺍﻫﻠﻨﺎ ﻭﻣﻘﺎﻭﻣﺘﻨﺎ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻐﻂﺮﺳﻪ ﺍﻟصهيونية.

وفي مخيم البص نظمت مسيرة حاشدة وسط الهتافات المؤيدة للمقاومة والوحدة الوطنية، وذلك في حضور ممثلين عن الفصائل الفلسطينية والقوى واللجان الأهلية والشعبية والمؤسسات التربوية والرياضية.

كما نظمت قوى التحالف الفلسطينية في منطقة صور، وقفة تضامنية، أمام المركز الثقافي الفلسطيني. وألقى المسؤول الإعلامي في حركة «أمل» صدر الدين داوود كلمة جاء فيها: «نقف اليوم مع المقاومة ومواجهة الإحتلال الذي يعبر مجددا عن عنصريته وهمجيته في شنه حربا جديدة على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة».

مسيرات في البقاع

وفي بعلبك، انطلقت مسيرة جابت شوارع مخيم الجليل بعنوان نداء فلسطين البنيان المرصوص.

وفي مخيم البداوي، انطلقت تظاهرة شبابية من أمام محطة سرحان، بمشاركة الفصائل الفلسطينية كافة، حيث رفع المتظاهرون أعلام فلسطين، شاجبين "ما يتعرض له فلسطينيو الداخل من قتل وارهاب واعتقال من قبل جنود الاحتلال الصهيوني".

وجابت المسيرة شوارع المخيم الرئيسية والفرعية على وقع الأغاني والأناشيد الوطنية، وفي الختام ألقيت كلمات، وتلا إمام مسجد المخيم الشيخ أبو عثمان منصور الدعاء للمقاومة وللشعب الفلسطيني بالنصر.

وقفة تضامنية في «دار الندوة» في بيروت

ونظمت دار الندوة في محلة الحمرا، وقفة تضامنية مع الفلسطينيين بعنوان "ملتقى الوفاء لفلسطين"، في حضور السفير الفلسطيني أشرف دبور وفعاليات سياسية واعلامية وممثلين عن الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية.

مواقف مندّدة ودعوات للتظاهر

دعت منظمة الشباب التقدمي إلى اعتصام رمزي في ساحة سمير قصير، وسط بيروت عند السابعة من مساء اليوم (الخميس)، تضامناً مع غزة والشعب الفلسطيني الصامد بوجه آلة القتل الاسرائيلية، ولكي لا تبقى صرخات أطفال غزة دون صدى.

وناشد المكتب السياسي لـ«حركة أمل» في بيانه "الأحزاب والقوى الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني والنقابات كافة، وخصوصا نقابة المحامين العرب، إلى التحرك الفوري واستنهاض الموقف العربي، وكذلك استنهاض ادانة دولية وإلى أوسع تظاهرات".

ووجّه اتحاد الوفاء لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان رسالة تضامن إلى الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، أكدوا فيه "ادانة العدوان الاسرائيلي"، مشدّدين على أن "الجهاد الفلسطيني لن تثبط عزيمته غفلة بعض العرب أو تآمرهم وانحراف بوصلة اهتماماتهم".

ودعت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان «شاهد» وجمعية الإسراء للتنمية «كشافة الإسراء»، إلى وقفة تضامنية تُقام غداً (الجمعة) أمام مقر الإسكوا، بيروت عند العاشرة صباحاً، وتشارك فيها مجموعة من الأطفال والناشئة، "للتعبير عن تضامنهم مع أطفال فلسطين ورفض سياسة القتل والعنصرية". وستسلم خلال الوقفة مذكرة إلى مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.

من جهته، دان «اللقاءاليساري العربي»، في بيان، العدوان الصهيوني وقال: "مرة جديدة يسقط الشهداء والجرحى بالعشرات، ويلجأ العدو عبر مستوطنيه إلى الخطف والاغتيال وهدم البيوت فوق رؤوس ساكنيها، في ظل صمت عربي رسمي مريب وتجاهل كامل من قبل الأمم المتحدة".

وأشار إلى أن "هذا الارهاب المتمادي وتلك الجرائم الموصوفة، تدعونا إلى التحرك بكل الأشكال المتاحة من أجل دعم مقاومة الشعب الفلسطيني الهادفة إلى تحرير أرضه المحتلة والدفاع عن حقه في إقامة دولته الوطنية وعاصمتها القدس"، ودعا اللقاء إلى تنظيم أوسع حملة تضامن عربية وعالمية، يوم غد (الجمعة).

كما انتفض مخيم شاتيلا فصائلاً وشعباً "شيوخاً وشباباً أطفالاً ونساءً" هبوا لنصرة الشعب الفلسطيني ولما يتعرضون له رافعين علم فلسطين.