قرر اتحاد الصحفيين الدولي طرد إسرائيل من عضويته نتيجة للانتهاكات الخطيرة، التي ترتكبها ضد الصحفيين والمنابر والمؤسسات الاعلامية الفلسطينية. وكونها تمس بحقوق حرية التعبير والوصول الى مواقع الاحداث، والاعتداء على الصحفيين، واعتقالهم دون وجه حق، وتحول دون نقل المعلومات، ولاغلاقها غير المشروع للمؤسسات والمنابرالاعلامية.
كان القرار للاتحاد الدولي خطوة مهمة في مواجهة الغطرسة والعنصرية الاسرائيلية، ولطمة لصناع القرار السياسي في دولة الارهاب المنظم، الدين افترضوا أن منطق البلطجة والاستقواء بسياسة قانون الغاب المتوحش، بات "مستساغا" و"مقبولا" من قبل الرأي العام الدولي، ونسيوا او تناسوا ان العالم إن قبل للحظة الرواية الاسرائيلية، التي تلعب فيها دور "الضحية"، فإنه مع تصاعد الكفاح الوطني الفلسطيني بالوسائل والاساليب المتناغمة مع روح القانون وقرارات الشرعية الدولية، واتضاح الصورة الحقيقية لدور الجلاد المحتل الاسرائيلي، وتجلي المشهد دون رتوش، فإنه (العالم) لن يبقى صامتا وصاغرا، وسينحاز الى جانب العدالة السياسية، وداعما للشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال والعدوان الاسرائيلي، الدي تنتهك ابسط حقوقه على مدار الساعة.
نعم قرار اتحاد الصحفيين الدولي طرد دولة التطهير العرقي الاسرائيلية، يعتبر قرارا بالاتجاه الصحيح للاتحاد، كونه حامل من عوامل الدفاع عن حرية الرأي والتعبير ونقل وتبادل المعلومات، وممثل السلطة الرابعة دوليا. والقرار لا يمثل انحيازا للشعب الفلسطيني، إنما هو انعكاس لدور الاتحاد كمعبر صادق عن معايير الحرية وحقوق الانسان عموما وحقوق الصحفيين والاعلاميين خصوصا ومنابرهم، ولتجليس الصورة والمشهد على قدميه، بعد ان كان مقلوبا وواقفا على رأسه.
إضافة لما تقدم، فإن اهمية القرار تتمثل في تعميق عزلة دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية؛ وتوسيع دائرة التضامن مع الشعب العربي الفلسطيني وحقوقه الوطنية المشروعة، ودقجرس إندار لكل من يقف مع دولة إسرائيل المحتلة، بضرورة إعادة النظر بالسياسات العمياء والمتناقضة مع قرارات ومواثيق الشرعية الدولية، وتحفيز لقوى ومنظمات وقطاعات جديدة من الرأي العام العالمي لاتخاد مواقف مماثلة لحماية شعوب المنطقة والاقليم والعالم من استشراء مظاهر العنصرية والفاشية الاسرائيلية المتنامية مع صباح كل يوم.
ولحماية القرار الدولي للاتحاد من النكوص والتراجع تحت ضغوط اللوبيات والاحتكارات الاعلامية ومن يقف خلفها في العالم، ولقطع الطريق على اي محاولة تود الانتقاص من القرار،على اتحادات الصحفيين الفلسطينيين والعرب بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني دات الصلة بحقوق الانسان، مواصلة توثيق جرائم وانتهاكات دولة الاحتلال الاسرائيلية، ووضعها امام الهيئات القيادية للاتحاد، وتعميمها على المنابر واللجان الدولية دات الصلة بهذا الجانب.
موقف اتحاد الصحفيين الدولي يستحق الثناء والتقدير من كل مواطن ومؤسسة فلسطينية، رغم انه واجب عليه، ولكن على قيادات وقطاعات الشعب تثمين موقف الاتحاد، لأن قراره خطوة متقدمة في تطوير وتوسيع دائرة عزلة دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية، وإماطة اللثام عن وجهها الاستعماري البشع. والفلسطينيون بحاجة لكل صوت في العالم ينادي بالعدالة ويدافع عن حقوق الانسان.