بقلم عضو المجلس الثوري / المحامي لؤي عبده

 

فتح التي شخصت الصراع بانه صراعا وطنيا وليس طبقيا اودينيا لا يمكنها اليوم، ولا كذلك السلطة الوطنية، ان تقدما حلا اجتماعيا واقتصاديا،ليس لانها لا تطرح ايديولوجيا فحسب وانما لانها لم تحرر الارض، ولم تصل الى تسوية سياسية،ولم تقيم دولة مستقلة كاملة السيادة

ففي بداية المسيرة الثورية والنضالية قالت فتح شعارهاالمعروف المنسي (( الارض للسواعد التي تحررها ولمن عليها )) وكانت قد اختصرت به النظريةالاجتماعية وعدم الدخول في الصراع الطبقي والايديولوجي والحزبي وركزت على العدو المركزيبنضالها وقتالها، وجنبت مقاتليها الهرطقة الفكرية وماشابه،لانها ومنذ البداية ايضااعتبرت كل تناقض فلسطيني فلسطيني تناقضا ثانويا، فما بالك اليوم وفي هذا العصر الرهيب،عصر الثورة الراسمالية المسلحة التي تقودها الولايات المتحدة الامريكية، والصهيونيةالعالمية واسرائيل بالقوة العسكرية .

من ناحية اخرى لماذا لانحسم الامر ونعود للاتجاه الحقيقيالذي اختاره شعبنا قبل عقود ودفع الثمن التضحيات الجسام، وان هؤلاء مبجلي الهزيمة والهاربينمن الحقيقة، ان يتراجعوا عن خيارهم الذي لم يعد يمثل احدا ولا حتى مصلحة الشعب الفلسطيني .

هؤلاء القلة القليلة هكذا حجمهم في فتح والرب اعلم ايكان اتجاههم وعقيدتهم فان فتح خيارنا الوطني النضالي، ولا يمكن ان تسمح القوى النضاليةمن الاجيال الاولى او الاجيال اللاحقة، ان تهدم القلعة حتى وان سيطروا على الحراس .

ثقافتنا وقيمنا وتراثنا واخلاقنا، تقوم على اساس فلسفةالتحرر الوطني، بكل الاشكال النضالية، وهي الثقافة التي حافظت على قضيتنا الوطنية،وحقوقنا بالحرية، وتقرير المصير وحق العودة وهذا بحد ذاته لا تريده الفلسفة الاستعماريةالامريكية الصهيونية، لما يشكل خطرا في واقع الشعوب، ومايحمله من تناقض حقيقي ورئيسيمع مصالح هذا الاستعمار الدنيء، الذي رفض على مدار عقود الاعتراف بحقنا الوطني سياسياوقانونيا  

وبالتالي لا يمكن ان نصعد الى قطارهم السريع وان نصبحلهم خدم وعبيد وعملاء، او جنود في سياستهم مقابل امتيازات غير شرعية ومشبوهة قبل البعضان يتمتع بها على حساب شعبه وقضيته . 

نعيش على الامل ونصنع من احلامنا حقائق وننتزع حريتناانتزاعا، لا استجداءا واغلبية شعبنا لم يشعر او يلمس او يحس بما يسمى السلام في المنطقة،خدعة انجرف لها البعض ليبقى يجلس في الصفوف الامامية حتى لو كان ذلك وهما، من هنا اخييا ابن فتح يارفيق الدرب، حركتنا جاءت الى الواقع لتحرير الارض والانسان من نير الاحتلالوالاستعمار الاستيطاني التهويدي، ورفضت الخضوع والذل، والوصاية لاي محور اقليمي كان،وحددت بان العودة طريق الوحدة، ووضعت نفسها راس حربة في هذا الصراع الدامي صراع الوجوداو اللاوجود، وان الحرية لن تاتي بالمفاوضات العبثية والخداع وتجاهل الحقوق والوجود،ولا حياة ولا كرامة مع الاحتلال، وان الشتات والمنافي مؤامرة هذا الاحتلال والصهيونيةوالهيمنة الامريكية حيكت ضد شعبنا، بالتالي على كل فلسطيني ان يدرك ان الحركة افضلمن السكون والانتظار، وان النضال وسيلة من اجل الوصول الى الحرية، هذا الاتجاه الاساسيواي حراك او عمل لا يخدم هذا الاتجاه لا يمكن ان يصل الى شيء، حتى وان اعتقد البعضانه تكتيك لحماية الذات والوجود والمصالح ومرونة التعايش مع القوي، كل هذا وذاك لميعد لصالح قضيتنا العادلة ومستقبل حريتنا، طالما الاحتلال الاسرائيلي مستمرا بوجوده،واستيطانه بحماية الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها، ولا يجدينا نفعا ان نتنازلعن ثقافتنا وقيمنا، وارتباطنا بالقضية، لنعيش على فتات موائدهم ونحن مازلنا نعتز ونفتخربارادتنا الواعية، ونضالنا العادل، وقدرتنا على انتزاع حريتنا بدلا من ان نندمج بخياراتهموسياسة الامر الواقع، وجلد الذات، والهروب من المسؤولية، والحقيقة ونلهث وراء الوهمليستمر هؤلاء بالسيطرة والاحتلال . 

وبكل الاحوال ساعة الانتفاضة على الذات اولا قادمة،ولحظة الحقيقة قادمة والصحوة قادمة شاء من شاء وابى من ابى 

لماذا الان لانستطيع ان نجيب على سؤال ماذا نريد ؟

وهناك مازق مررنا بها كمناضلين وفدائيين واحرار وتجاوزناها،بل لماذا لا نجيب على ماوصلنا اليه من مازق؟ فرضه الاحتلال وراعيه الولايات المتحدةالامريكية علينا وعلى امتنا، بسبب موازين القوى الاقليمي والعالمي!!

متى كان ميزان القوى لصالحنا منذ الحرب العالمية الثانيةونحن الذين فجرنا واقعنا السلبي في الستينات من القرن الماضي ولم يكن هناك مرة واحدة،ميزان قوى لصالح نضالنا ... عشرات السنين مرت علينا ونحن نقاتل لوحدنا الم يحصل هذا؟فيالماضي والحاضر...

انها مضاربة فكرية وجدل تساؤلي يعم اوساط المجتمع والشعب،وعلى القلة القليلة ان تصحوا امام ذلك، لان لعنة التاريخ والوطن والشعب، ان نزلت عليهافلن تعود وبالتالي لا بد من اجراء مصالحة مع الذات، واعتراف مع الحقيقة والمستقبل قبلفوات الاوان . 

هذا مايفرضه منطق التاريخ، على واقع الحال وعلى من يعتقدانه في الصواب، وهو بالحقيقة يكابر يغرق في قناعاته الذاتية، متعصبا لها فاقدا لارادةالحقيقة والواقع .

فالنظام القائم في الارض المحتلة لا يمكن ان نعتبرهنظاما سياسيا، سينقل الشعب الفلسطيني من حالة الاحتلال الى حالة الحرية والاستقلال،طالما هذا النظام لا يملك اي من المقومات.

بالتالي مااجبرنا ان نكون فيه يمكن ان نطلق عليه دولةالمدن الوهمية، يتحكم بها الطاغية الاحتلال ليدعنا نلهو في التناقض الذاتي  

(الثانوي ) وننسى تناقضنا معه ( العدو الرئيسي ) هذاالنمط لا يمكن ان يدوم لانه سقط في التاريخ اساسا لانه ايضا تعارض مع ارادة الشعوبوالتطور والحضارة، ومن يقف امام حركة التاريخ الانساني سيسقط حقيقة حتى لو امتلك الجبروتوالقوة المطلقة . 

هذا نابع من الرؤيا الحقيقية لوجودنا وطبيعة قضيتناوعدالة حقوقنا لموقعنا المنسجم مع حركة التاريخ الانساني وقوانين حركته، وديمومته،الثورة طريق الشعوب المظلومة، المضطهدة، المستعمرة. 

طريق الحرية التي تصهر كل التناقضات والتباينات وهؤلاءالذين خرجوا عن السرب تاهوا وضاعوا حتى لو كانت عقيدتهم وطن ودعوة واممية . 

فالوطن هو الارض الذي زرعها الاجداد والاباء والابناء،ورووها بالدم والعرق، والتضحية دفاعا عن حريتها، ومنها وعليها بنينا ثقافتنا وحضارتناكيف نفهم ذلك ولا نستطيعان نجيب على ماوصلنا اليه من مازق لا مخرج له، حسب البعض ((الا الوقوفبالانتظار والصبر )) والتمسك بالامتيازات والحقوق مسلوبة، والحريات مفقودة وحياتناشكلية ملهاة لهؤلاء الذين سلبوا بلادنا وبيوتنا واصبحنا نعيش في العراء والهواء المر،هؤلاء الذين خدعوا القلة القليلة منا ، وحملناهم عشرين عاما، من التيه والخداع، والغربةعشرين عاما من المراوحة المكانية والخداع  

وكنا نعتقد اننا اقرب الى الدولة من العودة الى الثورة، اقرب الى السلام من التورط في الحرب، هل اصبحنا دمية بايديهم؟... وهل تم احتوائنابلا رجعة؟! ان مرارة الوضع القائم وان نتحول ((نحن شعب ثائر)) الى اضحوكة وسخرية لهؤلاءوحلفائهم بعد ان كنا قدوة الشعوب وحركات التحرر الوطني، لاسباب مازال مبجلي الخطايايجتهدون حولها، امر لا يمكن القبول به، ان نبقى نبكي على الماضي، ونجلد انفسنا علىالحاضر، ونخشى المستقبل، امر لا يقبل به لا احياء، ولا الشهداء ولا الاسرى ولا الذيناصيبت اجسامهم بجراح دائمة. لان من يصنع التاريخ العظيم لشعبه ليضيء نور المستقبل،هو الذي يحرس القلعة ومازال يرابط على الجبل، حتى لو نزل البعض عنه.