بالامس قام قطعان المستوطنين وجنود جيش الموت الاسرائيلي بارتكاب جريمة جديدة في القدس ضد شعبنا، جريمة تمثلت باختطاف طفل من مخيم شعفاط، وقامت بقتله وحرق جثته ثم القائها في احراش قرية دير ياسين المحتلة منذ عام النكبة في الـ 1948. وبالتمثيل بجثة ابو خضير، تكون دولة الارهاب المنظم الاسرائيلية اغتالت وقتلت اربعة عشر، واصابت العشرات من المواطنين الفلسطينيين خلال العشرين يوما الماضية.
ولعل الدلالة والرسالة الاجرامية الابشع للحرب الاسرائيلية المسعورة، تتمثل في القاء جثة الشهيد محمد أبو خضير في دير ياسين، وهو ما يعني مواصلة نهج المجزرة والمذبحة كلغة وحيدة مع الشعب العربي الفلسطيني، ورفض خيار المفاوضات والسلام.
ما هو الرد على الحرب الوحشية الاسرائيلية؟
اولاً- التمسك بخيار المصالحة الوطنية، وقطع الطريق على اي قوة محلية او إسرائيلية او غيرها تسعى لإيقاف تقدمها.
ثانياً - الاسراع في الانضمام للمنظمات والمعاهدات الدولية دون انتظار، وخاصة الانضمام لمحكمة الجنائيات الدولية، وتفعيل المشاركة الفلسطينية فيها، وقبل ذلك تفعيل المعاهدات الدولية، التي تم الانضمام لها، ومنها اتفاقيات جنيف الاربع.
ثالثاً- تأمين الحماية الدولية لشعبنا في كل الاراضي المحتلة في القدس وعموم الضفة والقطاع، من خلال اللجوء للمنظمات الدولية وخاصة الجمعية العامة للامم المتحدة بعد ان استخدمت اميركا حق النقض الفيتو ضد مشروع قرار لادانة السياسات الاجرامية الاسرائيلية.
رابعاً- ترتيب شؤون البيت الفلسطيني بما يعزز عوامل الصمود، وتفعيل المقاومة الشعبية في القدس ومختلف المحافظات والمدن والقرى ضمن برنامج وطني عام. وفي نفس الوقت، ضبط ايقاع الشارع الوطني، ولجم كل النزعات الفوضوية، والتصدي لكل القوى العابثة بوحدة الشعب والارض والمصالح العليا للشعب الفلسطيني.
خامساً- مطالبة الدول العربية الشقيقة وجامعة الدول بعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لمناقشة تداعيات الحرب الاسرائيلية المجنونة، والمبادرة بتقديم كل اشكال الدعم لدولة فلسطين وخاصة الالتزام بتأمين شبكة الامان المالية؛ وايضا التحرك الفوري تجاه الامم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وكل الاقطاب الدولية لمطالبتهم باتخاد موقف من الارهاب الاسرائيلي المنظم ضد الفلسطينيين.
سادساً- تحميل الولايات المتحدة بشكل مباشر وبالدرجة الاولى المسؤولية عن فشل التسوية السياسية، وبالتالي مسؤوليتها عما اصاب وسيصيب ابناء الشعب الفلسطيني من انتهاكات وعمليات قتل وتدمير للمصالح الوطنية. وفي السياق، مطالبة اقطاب الرباعية الدولية فرض عقوبات اقتصادية وسياسية ودبلوماسية على إسرائيل لوقف جرائمها ضد الشعب الفلسطيني، ولالزامها باستحقاقات التسوية وخيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967.
التحرك الفلسطيني الرسمي والشعبي على قاعدة برنامج عمل وطني، أكثر من ضروري الآن، لمواجهة التحديات الاسرائيلية على الصعد والمستويات كافة. واي تأخير يصب في خدمة دولة التطهير العرقي الاسرائيلية.