نظَّمت حركة "فتح" اعتصامًا تضامنيًا مع أسرانا البواسل في سجون الاحتلال الصهيوني، دعمًا لإضرابهم عن الطعام الذي قارب الشهرين، واستنكارًا للهجمة الصهيونية الشرسة على أهلنا الصامدين في القدس والضفة وغزة، اليوم الخميس 2014/6/19، وذلك امام مقر الصليب الاحمر الدولي في مدينة طرابلس.

وشارك في الاعتصام ممثّلو الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية وقوى وأحزاب وطنية وإسلامية لبنانية وحشد جماهيري من أبناء مخيّمات ومنطقة الشمال.

بدايةً كانت كلمة لمسؤول حركة التوحيد فضيلة الشيخ بلال شعبان حيثُ أكّد أن شعب فلسطين وشرفاء الأمة يقفون الى جانب الاسرى في مطالبهم، وأن لا سبيل امام الجميع إلا العمل على اطلاق سراحهم مستخدمين كافة الوسائل.

وأضاف "سنلاقيكم على ابواب المسجد الاقصى بإذن الله فاتحين محررين مدافعين عن مقدسات الأمتين العربية والإسلامية"، مشيرًا إلى أنها ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة حتى يندحر العدو الصهيوني عن كل الارض الفلسطينية.

ثمَّ كانت كلمة المؤتمر الشعبي اللبناني ألقاها عضو قيادة الشمال خالد المصري حيث قال: "إننا نقوم اليوم بأقل الواجب لأن المناضلين الفلسطينيين الذين قاوموا الآلة العسكرية الصهيونية، وتمسّكوا بثوابتهم الوطنية، يدافعون عن كل فرد من ابناء العروبة والإسلام".

وأضاف" أصبح من البديهي القول ان ما يقوم به العدو يخالف القوانين، ولكننا نُدرك جميعاً ان تلك القوانين لا تُطبَّق إلا علينا وتحت الفصل السابع من نظام مجلس الامن".

ودعا المصري لتعزيز الوحدة الوطنية وتحصينها بمزيد من الاجراءات التوحيدية، لافتًا إلى أن "الوحدة تصنع الانتصارات، في حين لا يجلب الانقسام إلا الهزائم والانكسارات".

وبعد ذلك كانت كلمة لجنة الاسير يحيى القاها شقيقه السيد جمال سكاف جاء فيها "صبراً ايها الاسرى.. مهما طال الزمن، فستنالون الحرية من خلال إرادتكم، وعزيمتكم، وصبركم، فأنتم الاحرار، أما نحن ماذا فعلنا لكم ايها الاسرى والمعتقلون في السجون الاسرائيلية؟! ونسأل ماذا فعلت الشعوب العربية لكم؟! وماذا فعلت هيئات الامم المتحدة وحقوق الانسان؟؟".

وأضاف سكاف "نُجدِّد من طرابلس العروبة عهدنا ووعدنا مع يحيى سكاف، ومروان البرغوثي واحمد سعدات، وإبراهيم ابو حجلة، وكل أسير ومعتقل ان نبقى اوفياء لكم".

أمَّا كلمة حركة "فتح" فألقاها أمين سرها في منطقة الشمال ابو جهاد فياض، حيث قال: "بكل قوة، وعنفوان، وصلابة، وتحدٍّ، واصرار، وعزيمة، ما زال اسرانا الابطال البواسل في الوطن يخوضون معركتهم العادلة بإضرابهم المفتوح عن الطعام، والمتواصل لليوم السادس والخمسين، على التوالي في معركة "مي وملح" معركة الأمعاء الخاوية، وذلك ضد إدارة السجون الصهيونية احتجاجًا على سياسة الاهمال الطبي، والتعذيب، والعزل الانفرادي، والتفتيش العاري، والاعتقال الاداري والتعسفي الذي يُمارَس بحقهم دون توجيه أي تهمة أو محاكمة عادلة" .

وتابع "إنَّ تضحيات ومعاناة هؤلاء الابطال مع تجاهل المجتمع الدولي الظالم والعديد من مؤسساته  الحقوقية الذين يعمون عيونهم، ويصمون آذانهم، ويكمّمون أفواههم عن مطالب هؤلاء الأسرى، في حين تقوم الدنيا ولا تقعد، وتتحرّك كل المؤسسات المشبوهة مطالِبةً بالإفراج الفوري عن الجنود الصهاينة الثلاثة الذين تم اسرهم قبل ايام على يد ابطال المقاومة الفلسطينية، إنَّ ما قام به منفّذو عملية اسر الجنود الصهاينة بغض النظر عن هويتهم التنظيمية، وبغض النظر عن الأهداف الكامنة وراء العملية المتقَنة إلاّ أنك  كعربي لا تستطيع إلاّ أن تُحَيي وتحترم العملية من حيث المبدأ أولاً لأنها استهدفت ثلاثة جنود صهاينة، وفي أراضي الضفة الغربية المحتلة العام 1967، وهي إحدى المستوطنات التي تمارَس الإجرام والعدوان على شعبنا يومياً".

 وأكّد فياض أن "المصالحة مستمرة بخطوات حثيثة رغم بعض التصريحات المشكِّكة لأنه لا خيار امام شعبنا الفلسطيني سوى مقاومة الاحتلال الصهيوني بإستراتيجية موحَّدة لاقتلاعه من كامل التراب الفلسطيني. فمعركة الاسرى تقتضي رصَّ الصفوف نصرة لهم، وانتصارًا لقضيتهم العادلة".

وفي الختام سلَّم فياض مذكرة لتصل الى الامين العام للأمم المتحدة عبر الصليب الاحمر الدولي.