أهلاً بكم قداسة البابا فرانسيس سيد الفاتيكان في زيارتكم التاريخية للأراضي المقدسة في دولة فلسطين، لبيت لحم مدينة الميلاد، للقدس مدينة القيامة، للناصرة مدينة البشارة.
أهلاً بكل من يرافقونكم في هذه الرحلة، رحلة المحبة والسلام، وفي مقدمتهم قداسة البطريرك الماروني مار بطرس بشارة الراعي سيد بكركي.
كل عيون المؤمنين في هذه المنطقة والعالم ستتابعكم، وكل القلوب ستهفوا إليكم إلى حيث البدايات، والمعجزات، وتجدد القيامة في الأرض، والمسرة في الناس، وانتصار السلام الحتمي على الكراهية والعنصرية والتعصب والاحتلال وعربدة القوة الغاشمة.
ولأن الله سبحانه وتعالى اختار أن يكون المسيح بشارة فلسطينية ومشرقية، فإنه يسكن في أعماق قلوبنا مسيحيين ومسلمين على حد سواء، كنا دائماً معاً حفاظاً على ميراثنا الإنساني المقدس في مواجهة أعداء هذا الميراث مهما كانت الرايات التي يرفعونها، وبقينا على امتداد الأجيال نعتز بما أراد الله لنا أن نكون، ولعلها معجزة أيضاً أن تحل أضواء زيارتكم التاريخية لبلادنا في وقت تحل فيه ذكرى معجزة كبرى، معجزة الإسراء والمعراج من البيت الحرام إلى المسجد الأقصى شقيق كنيسة القيامة، وصعوده من القدس إلى السماء، للتأكيد على معنى القيامة بأن تكون القدس طريق المؤمنين عبر العصور من الأرض إلى السماء.
يا فلسطين، قومي إلى الصلاة، قومي إلى الحياة، توضئي وتطهري بذكرى الشهداء، بصمود الأسرى، بحنين اللاجئين إلى ذاكرة بيوتهم وقراهم ومدنهم التي أخرجوا منها بقوة الحديد والنار، لا لشيء سوى أن يقولوا ربنا الله، قومي على صوت الأذان وقرع الأجراس، وعبقرية الإيمان والإخلاص بأن المخلص الأول المسيح بدأت بشارته من هنا، واكتملت تجربته هنا، حمل صليبه على ظهره ومشى في طريق الجلجلة هنا، وقام من موته هنا، وها نحن على طريق القيامة نتقدم بخطوات واثقة بأن الله معنا، لأن الحق معنا، ولأننا على طريق هذا الحق صامدون، مكافحون، مصرون، ومعنا كل من يؤمنون بالحق والعدل في هذا العالم، وزيارة قداسة البابا فرانسيس لبلادنا ودولتنا، هي تأكيد ساطع على أن الحق ينتصر، والسلام يبقى في الأرض، وأن الظلم والعدوان والاحتلال زائل مهما تشبث به أصحابه، الظلم زائل والاحتلال زائل حتى ولو كره المعتدون.
يا فلسطين قومي، تهيئي، فلقد حل أوانك، وحضر زمانك، وصدق وعدك، وانبلج فجرك رغم عواء الليل وعربدة المعتدين.
المسيح قام، حقاً قام
و فلسطين تقوم، حقاً تقوم