هل كانوا "متحمسين زيادة"؟!!!

أن تطلب إحدى الشخصيات التي تعتبر نفسها مرجعية اعلامية لبنانية مقاومة، التخفيف من الحماسة تجاه فلسطين والدفاع عن الفلسطينيين فهذه الطامة الكبرى! لمن علينا أن نتحمس إذا وننفعل؟.. لأجل سوريا ومصر وتونس.. ويجب علينا أن نتعاطى برويّة في الملف الفلسطيني! الان بتنا نعرف بوضوح سبب تراجع القضية عن أولوياتهم، لم تعد مادة دسمة للمتاجرة!

غضب هذا الاعلامي حين رددت عليه وعلى زميلته، حين اعتبر أن لا فنانين أو مثقفين في المخيمات ولا اعلام فلسطيني، وحين قالت زميلته المحسوبة على مؤسسة اعلامية تدّعي الدفاع عن فلسطين وتهاجم الفلسطينيين، قالت: إن عين الحلوة تحوَّل إلى معقل للارهابيين، وهناك من أجّر بندقيّته عن قصد أو غير قصد.

قلت له: إن في عين الحلوة أي في مخيم واحد أربعة مسارح و160 فنانًا، وإن الاعلام اللبناني لا يرى في المخيمات إلا بؤرا أمنية، وإن الاعلام الفلسطيني الذي يتجاوز الاربع فضائيات، لا تتابعونه. لماذا تذكرون اسم الفلسطيني كاملا وتعرِّفون بجنسيته في حال كان مشتبها فيه حتى قبل محاكمته، في حين أنكم تلتزمون بالقانون وتتكتمون على الاسم الا الاحرف الاولى في حال كان لبنانيا أو من جنسية أخرى!

فكان ردّه:

كنا نحنا نقاتل قبل ما تولدي، وأين هي المسارح في المخيمات. فقاطعه مدير الجلسة.

قالت زميلته إن القدس أبعد عاصمة عنا، فقلت لها يبدو أن المخيمات باتت أبعد من القدس بالنسبة لكم، حتى لا تلحظوا ما فيها!

دنوت منه بعد انتهاء الجلسة، فقلت له: هل تريد أن أنقل لك المسارح بشاحنة إلى مكتبك كي تراها؟ لماذا لا تزورون المخيمات وترون ما فيها ومن فيها، من مختلف الفئات المحرومة من حق العمل رغم كفاءتها؟! فقال "ليش الحماسة هيك ما بدها هالقد.. ما بدها حماسة روقي!"

وأقول له بحماسة.. إذا كان يقاتل في الماضي قبل أن أولد، فأين هو اليوم من الدفاع عن أقدس القضايا! أَيعيش على أمجاد ماضٍ ولّى؟ وأين هم اليوم من الدفاع عن الفلسطينيين في وجه الاستهداف الذي يطالهم.

واستعير منهم عبارة: عن قصد أو غير قصد فأنتم مشاركون في المؤامرة.

لك يا فلسطين أن تبكي التجار بقضيّتك!

الاعلامية زينة عبد الصمد