اجتمع الرئيس محمود عباس، مساء امس في واشنطن، مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري في منزله، تحضيرا للقائه اليوم الاثنين مع نظيره الاميركي باراك أوباما. فيما انتقد وزير اسرائيلي موقف كيري من الاعتراف باسرائيل "كدولة يهودية". وقد انطلقت امس العديد من الفعاليات الجماهيرية والشعبية في العديد من المدن في اطار "النفير العام" الذي يبلغ ذروته اليوم دعما للرئيس الذي يخوض معركة سياسية ووطنية في البيت الأبيض للدفاع عن الثوابت الوطنية والحقوق المشروعة لشعبنا الفلسطيني في كافة أمكان تواجده، وقد صدمت فعالية دعم الرئيس في غزة بمنع حماس لاقامتها، حيث قامت اجهزتها امس بفض مسيرة دعم للرئيس. وقال القيادي في فتح محمد النحال لفرانس برس انه "بدعوة من الحملة الشعبية للحفاظ على الثوابت تم تنظيم تظاهرة اليوم (الاحد) في ساحة الجندي المجهول وسط غزة، وفور تجمع عشرات الشبان والمثقفين من كل الفصائل انقض عليهم افراد من الشرطة والامن الداخلي التابعين لحماس وفضوا التظاهرة واعتقلوا 13 شخصا واعتدوا بالضرب على عدد آخر".

وأكد الناطق باسم شرطة حماس ايوب ابو شعر انه "تم فض تجمع لمجموعة من الاشخاص قاموا بمسيرة غير مرخصة، والشرطة فضت هذه المسيرة لانها لم تحصل على ترخيص حسب الاصول".

ورفضت حركة فتح المبررات التي ساقتها أجهزة حماس لتبرير منعها فعاليات مساندة الرئيس عباس، معتبرة دعمه والالتفاف حوله مسؤولية وطنية تقتضيها المصالح الوطنية العليا لشعبنا، مؤكدة وحدة الحركة وتماسكها والتفافها حوله.

وقال الدكتور فايز أبو عيطة المتحدث باسم حركة فتح في تصريحات صحفية له امس : "ان التبريرات التي تسوقها أجهزة حماس لمنع فعاليات دعم الرئيس مرفوضة، مؤكدا أن حركة فتح موحدة ومتماسكة وتلتف حول الرئيس عباس ومواقفه الشجاعة المتمسكة بثوابت شعبنا وحقوقه الوطنية. واعتبر أبو عيطة مساندة الرئيس ودعم مواقفه الوطنية في معركة الدفاع عن الثوابت الوطنية مسؤولية وطنية تقتضيها المصالح العليا لشعبنا، متسائلا "وهل مساندة السيد الرئيس في معركة الثوابت تحتاج إلى تصريحات وتراخيص مسبقة ؟".

وأكد إياد صافي منسق عام الحملة الشعبية لدعم الرئيس عباس والحفاظ على الثوابت الوطنية "إحنا معك" أن الحملة ستتواصل حتى انتزاع حقوق الشعب الفلسطيني من الاحتلال الإسرائيلي، معتبرا اليوم الاثنين يوما تاريخيا يسجل في صفحات النضال الفلسطيني. وقال صافي "نؤكد للرئيس أنت لست وحدك ونحن الفلسطينيون في الوطن والشتات معك"، داعيا للنفير العام اليوم لإرسال رسائل للعالم أن الشعب الفلسطيني ملتف حوله ويدعمه في حفاظه على الثوابت. وأضاف "غدا (اليوم) وبالتزامن بين غزة ورام الله الساعة الحادية عشرة صباحا سيكون تجمع في ساحة الجندي وداور المنارة دعما للرئيس وتأكيدا للحفظ على الثوابت".

على صعيد آخر، انتقد وزير اسرائيلي موقف كيري من الاعتراف باسرائيل "كدولة يهودية".وقال وزير البيئة الاسرائيلي غلعاد اردان وهو مقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للاذاعة العامة "من المؤسف للغاية ان كيري اخطأ ومارس ضغوطا على الطرف الخاطئ (اسرائيل)". واضاف "يجب ان يسأل جون كيري من ابو مازن قبيل وصوله الى البيت الابيض لماذا يرفض بعناد الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية".

وكان كيري انتقد اصرار اسرائيل على ضرورة اعتراف الفلسطينيين بـ"يهودية الدولة".

وقال كيري الخميس ان هذا الاعتراف ورد اصلا في قرارات للأمم المتحدة وحصل من قبل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ولذلك فمن الخطأ أن تواصل إسرائيل الاصرار على هذا الامر في وقت يعمل فيه الطرفان لايجاد اتفاق سلام يقوم على حل الدولتين.

وتابع اردان "من الواضح ان الفلسطينيين يرغبون في مواصلة طرح مطالب جديدة حتى بعد التوصل الى اتفاق ولا يريدون انهاء النزاع الذي لا يمكن ان يحدث الا مع الاعتراف بالدولة اليهودية".

وكان وزير الجيش الاسرائيلي موشيه يعلون صرح السبت للقناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي ان الرئيس عباس ليس "شريكا لتوقيع اتفاق نهائي".

ويلتقي الرئيس عباس اليوم، اوباما في واشنطن ويبحث معه مفاوضات السلام مع اسرائيل التي تنتهي مهلتها في نهاية نيسان ، لكن دون اي مؤشر الى تقدم يتيح تمديدها. وستتناول المحادثات "الاتفاق-الاطار" الذي يحدد الخطوط العريضة لاتفاق سلام والذي يتفاوض عليه وزير الخارجية الاميركي مع الطرفين لاقناعهما بمواصلة المفاوضات الى ما بعد 29 نيسان.

واكدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في اجتماعها الاربعاء برئاسة عباس "رفضها الحازم لأي وثيقة تتضمن انتهاكا لمرجعية عملية السلام، التي تتمثل في قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".