بدعـوة من الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة أستضافت دورة الشهيد هاني فاخوري للتعبئة والتثقيف والتوجيه السياسي، رئيسة المكتب العربي لحقوق الانسان في لبنان المناضلة جمانه مرعي في مركز الأمل للمسنين في عين الحلوة.

بدايةً تمَّ قراءة الفاتحة على أرواح الشهداء، والوقوف مع النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، ثم كلمة ترحيبية قدمها بأسم الدورة مسؤول مدرسة ياسرعرفات للكوادر عادل السـودا، فرحب بكل من مرعي ورئيسة فرع الاتحاد العام للمراة الفلسطينية في لبنان آمنة سليمان،  وأشاد خلالها بالنساء وتضحياتهن، ووصف علاقة الفلسطينيات بالمرأة اللبنانية بعلاقة كفاحية تعمدت بالعرق والـدم.

وأشادت مرعي بدور المرأة الفلسطينية وكفاحها منذ فترة الانتداب البريطاني على فلسطين، وأثر تداعيات نكبة العام 1948، حيث أبلت في سبيل الحفاظ على الهوية الوطنية والعائلة، والوقوف بمعارك الصمود، والدفاع عن الثورة الفلسطينية إبان إنطلاقتها العام 1965، مروراَ بمشاركتها المباشرة في معارك المواجهة مع جنود الاحتلال الاسرائيلي والتصدي لمشاريع الاستيطان والتهويد.

وفي مقاربة بين حقوق المرأة وشـرعة حقوق الانسان رأت بأن التمييز ضد المرأة هو بمثابة قاسماً مشتركاً تتعرض له النساء العربيات عموماً، ولا يستثني المرأة الفلسطينية أواللبنانية، وأن من خصوصية النساء فلسطين فمرده برأيها لواقع الاحتلال الاسرائيلي ومواجهته من جهة، وحالة اللجـوء وتداعياتها من جهة أخرى، وتوقفت عند عدة نقاط أبرزها:

-      إلى أي مدى باتت قضية المرأة قضية لعموم المجتمع، ربطاً بالإقرار بأن المرأة تُمثلْ نصف المجتمـع، وشريك بالعملية الوطنية- البنيوية.

-      مستوى حضور المرأة عند الأحزاب والنقابات والقيادات الفلسطينية ومشاركتها بصناعة القرار.

-      مكانـة المرأة بقوانين السلطة الوطنية الفلسطينية "الأحوال الشخصية، حماية حقوق المرأة".

وعلى ضوءه دعـت لتحويل الإرادة السياسية لـدى الأحزاب لممارسات يومية "على مستوى العضو والهيكلية"، بدل الإكتفاء بالكوته النسائية وإن بحدود 20% وغير ذلك، وسجلت عدم رضاها لخلو أنظمة السلطة الفلسطينية وحتى حينه من قانون يحمي حقوق المرأة ويعاقب المخلين بحقها، وردت وجود قيادات نسائية بمراتب متقدمة بالسلطة الوطنية الفلسطينية لصلاحيات خاصة بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، وخلصت للقول: "أنه طالما أستمر التمييز ضد النساء عموماً فالمشكلات الاجتماعية-الاقتصاديه بتزايـد مستمر، وتجـد متنفسها بشكل أساسي على مستوى الأسرة والمجتمع، ومعها يصبح الأفـق السياسي لحل القضايا الوطنية مفقـود".

بدورها، رئيسة فرع الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في لبنان آمنة سليمان عرفت منسبي الدورة التسعون مشاركاً بمسببات ودواعي تكريس الأمم المتحدة للثامن من أذار يوماً عالمياً للمرأة، بإعتباره قراراً صريحاً وإعترافاً بحقها في المساواة والعدالة الاجتماعية.

وأصافت: "لا معركة للمرأة الفلسطينية مع الرجل رغم الحاجة الماسـة لتغييرالنظرة الدونيه تجاهها"، المعركة الحقيقية نخوضها معاً دفاعاً عن حقنا بالعودة ودحر الاحتلال الاسرائيلي وفي سبيل أقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس"، وطالبت  دعـاة الوقوف لجانب المرأة وحقوقها لربط القول بالعمل ودفع نسائهم وأخواتهم للمشاركة بالنشاطات النسوية- الوطنية، لا بمنعهم وإلا أصبحوا عرضة للإصابة بداء الإنفصام، وتمنت على اللجان الشعبية بمختلف مستوياتها رفع مستوى تعاونها مع مندوبات الاتحاد ودعوتهن مثـلاً لحضور الاجتماعات، وعرضت لعمل الاتحاد في مجال تعزيز القدرات، والتأهيل، وبرامج التكافل الأسري، وبرامج القروض والتمكين الاقتصادي.

من ناحية أخرى وبعد تثمينها لموقف الرئيس أبـو مازن تجاه المرأة ومصادقته على اتفاقية مناهضة التمييز الدولية "السيداو" أستغربت حملة التهديد والوعيد التي يتعرض لها الرئيس من الأمريكيين والإسرائيليين لمواقفه بالمفاوضات وعدم رضوخه للإملاءات وتلويح بتوجه دولة فلسطين للمؤسسات الدولية، واستهجنت تعرضه بذات الوقت لهجمات فلسطينية من هنا وهناك.