في هذه الأيام تطل علينا نحن الشعب الفلسطيني الصابر والمجاهد والمرابط على ثرى أرض فلسطين، أرض التاريخ والنضال، أرض الوحدة والحرية، ذكرى رجل وثائر ومناضل عرفته فلسطين وعرفته كل دول العالم، وعرفه العدو قبل الصديق، ثائرًا ومناضلاً ورجل سياسية وصانع سلام روى بدمه أرض فلسطين، وظل يدافع عنها وعن القدس والأقصى بمواقفه الوطنية، هو المناضل من أجل حرية الإنسان والأرض والمحافظ على الثوابت الفلسطينية.
استشهد من أجل هذا كله هو الشهيد القائد الرئيس ياسر عرفات أبو عمار، رجل المواقف، الرقم الصعب في معادلة الصراع العربي الإسرائيلي، رجل رفع لواء الثورة وغصن الزيتون لتحقيق النصر والحرية، وهذه الذكرى الخالدة والعطرة، تأتي اليوم على الساحة الفلسطينية وهي تمر في أخطر المنعطفات السياسية التي يعاني منها وبسببها داخليًا وخارجيًا شعبنا الفلسطيني، من حصارٍ وتهويدٍ لمدينة القدس والأقصى وفرقة بين أبناء الشعب الواحد وانقسام جغرافي بين شرطي الوطن ومشاريع استسلام تريد القضاء على المشروع الوطني الفلسطيني وعدم اتمام المصالحة الوطنية وإجراء الانتخابات كاستحقاق دستوري من قبل من يتغنون بشعار الشرعية الذين انقلبوا عليها لصالح تقاطع المصالح الحزبية والإقليمية والعربية وكذلك للتهرب من استحقاقات المرحلة سواء على الصعيد الفلسطيني من قبل حركة حماس التي رفضت إقامة مهرجان وطني إحياءً لذكرى أبو عمار متحججة بالأمن وهذا غير صحيح بل الخوف من المد الجماهيري والمبايعة لفلسطين وفتح على أرض الواقع.
وأمام هذا المنعطف الخطير لا بد لنا كفلسطينيين وكأبناء حركة "فتح" وكافة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية أن نحيي هذه الذكرى الخالدة لهذا القائد الكبير، شهيد الأمة لنستطيع بشتى الأشكال بالكلمة والصورة والأغنية والمسيرات إحياء سيرة وذكرى أبو عمار، ولا بد للالتفاف حول القيادة الفلسطينية بقيادة الرئيس أبو مازن الذي سار على نفس نهج الشهيد أبو عمار.
تلك ذكرى لإنسانٍ صنع تاريخًا لأمة وبني لها مجدًا يعتز به كل من ينتمي إليها. إنسانٌ ليس بالإنسان العادي بل هو رمز التاريخ المعاصر لفلسطين ولكل فلسطيني معارض وغير معارض أيًّا كان انتمائه أو لم يكن لديه إنتماء. إنها ذكرى القائد الرمز أبو عمار، رمز فلسطين ونضالها وكوفيتها وتاريخها وثورتها وسلامها العادل، رجل جعل من نضاله رمز لنضال المسلم والمسيحي والعربي والعالمي.
فإن إحياء ذكراه تكون بالسير على نهجه النضالي والمحافظة على الثوابت الوطنية وتطبيقها على أرض الواقع. عاشت ذكراك الخالدة بالتمسك بالثوابت وبالوحدة الوطنية. وعاشت ذكراك بالمقاومة بكافة أنواعها وأشكالها في وجه الاحتلال. عاشت ذكراك برفع أغصان الزيتون عاليًا. عاشت ذكراك بالتصدي لكل مشاريع التصفية، والانقسام والتبعية ليكن يوم 11/11 نبراسًا لنا نحو إنهاء الانقسام.
رحمك الله يا أبو عمار أنت وسائر شهداؤنا وأمواتنا.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها