الشاعرة الفلسطينية نهى عودة
كان في مستشفى عكا قسم خاص للأطفال وهو مستشفى الناصرة وهو خاص بالأطفال المعوقين والأطفال الخدج الذين يوضعون في حضانات خاصة، ورغم ذلك توجهت لهم يد الغدر للأسف ولم يتبق منهم أي طفل ولم يبق في المستشفى شيء سوى الدمار والخراب والموت.
بعد انتهاء حصار مخيَّمي: صبرا وشاتيلا، حيث شهدَا واحدة من أكبر المجازر دموية ووحشية في تاريخ البشرية، كانت بيروت لا تزال تعاني من تبعات الحرب والدمار. في ظل هذه الأجواء المشحونة والمتوترة، وقع الانفجار الكبير الذي هزّ بيروت، وهو الانفجار الذي أدى إلى اغتيال الرئيس اللبناني الأسبق "بشير الجميل".
استمرَّت بناء الحياة واستقرَّت الأمور، وعاد الناس إلى مزاولة أعمالهم، ودخل الجيش اللبناني إلى مخيّم "برج البراجنة" وأحاط بالمخيم من كل الجهات وطالب الناس عبر مكبّرات الصوت الالتزام بمنازلهم كما طالبوا الأهالي ممّن لديه أيّ قطعة سلاح في منزله أن يقوم بتسليمها للجيش حالا وإلا يبقى تحت طائلة المسؤولية القانونية. وطبعا كان هناك الكثير من الناس ممّن كان لديهم قطع صغيرة اضطروا لتسليمها إلى الجيش اللبناني، ولم يتبقّ أيّ قطعة سلاح في المخيم إلا عند من استطاع إخفاء ما لديه.
وبقي الجيش محاصر المخيّم حتى تسلّم كل السلاح الموجود، وكان عبارة عن قطع بسيطة وقليلة، وأصبح سكّان المُخيّم عُزّلاً لا سلاح ولا ظهر لهم بعد خروج منظمة التحرير الفلسطينية وبدون حماية أيضا.. وبعد مرور بضعة أشهر واستقرار الحال، عادت الحياة إلى طبيعتها.
مع بداية عام 1983 تم إبلاغنا من قبل أهالينا في فلسطين بأنه قد تم استخراج تصاريح لدخولنا إلى فلسطين عن طريق جنوب لبنان "الناقورة"، وحدّث ولا حرج عن جمال بلادنا وسهولها الجميلة وبساتينها الغنية بأشجار الزيتون والليمون، وكم كانت فرحتنا كبيرة بلقاء الأهل والأقارب الذين لم أكن أعرفهم من قبل سوى من خلال حكايات أبي رحمه الله.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها