الشاعرة الفلسطينية نهى عودة

أيها الأسمر 
نخجل مِن فرحِنا دونَك
ونخشى مِن ضحكاتنا التي تجلُدنا وأنت في أَسْرك
أيّها الحُرُّ
أنتَ مقيمٌ فينا.. لم نلتقيك ولكنّنا نعرفُك..
تقاسمنا معك حبَّ وطنِنا المقهورِ
وأحاديثَ فنجانِ قهوةٍ في مُخيَّمِنا
خُضْنا وإيّاك القتالَ ضدّ المُحتَلّ
القتال بالدِّم والمِداد والألم
ولمّا سُجِنت.. لم نرَ النور كاملا 
إذْ كُنّا نَعُدُّ معك أحْجارَ السِّجنِ مرّاتٍ ومرّات 
ونُعِيد قراءةَ ما كَتَب السّابقونَ على جُدرانه 
عَلّنَا نُصبر من خلف الجَماد
نرى شيئًا يُوحي بالحرّية
أو أملًا يُغيِّر أيَّ شيءٍ في القضية
لقد بَكينا حين فقدْتَ الأمَّ والأختَ
لكنّ عيونَك أشارَتْ إلى وجهةِ النّصرِ المُبين
أنتَ البوصلةُ لأرواحنا أيّها السّجين
وحُروف اسمِكَ الخمسة
صنَعَت لك هويّةً
فالزّايُ زيّنَ الله وَجهَك بالقُبول
والكافُ كفُّك المُمتدُّ في وجهِ عدوِّك على امتدادِ عمرك
والرّاءُ رُوحُك التي لم تعرف معنى الانكسار
والياءُ يَقينُك بأنَّ تحرير وطنِك آتٍ لا مَحالة
والألفُ أنتَ الشّامخُ المِغْوار 
لا انحناء في وقوفك أمام العدو 
يا زكريا
يا رجل الحريّة