لم يعُد لديَّ بعضٌ من كَلام ..

لقد باتت الصورةُ …

أبلغُ من كل الكلمات ..

ومن كل اصنافِ الكلآم ..

الواقع المرُ الأليم والمؤلمُ أكبر من التوصيف ..

وابلغُ من كل صورِ الخَيال ..

لم يعُد عندِي كلامّ ..

ولا كلماتّ لوصفِ الواقع المُحال ..

الصَمتُ بالتأكيد جريمةٌ ..

والسكوتُ بالتأكيد خِيانة ..

إلى متى يستمر الصمتُ والسكوتُ ..

ويستمرُ جريانِ النزيف ..

من جراحكِ من دماركِ ..

يا غزة العزة والشهادة ..

متى متى تنتهي ..

هذه المأساة والمعاناة ..

كفى كفى كفى رقصاً ..

أيها الراقصونَ ..

على اشلاءِ غزة ..

لم يَعُد لدينا قدرةٌ على الصبرِ ..

لقد كَلَّ ونفذَ الصبرُ من صَبرِنا ..

دونَ أن يتحركَ المسعفُ لوقفِ النزيف ..

الجاري دون توقف ..

لقد استمرأ المسعفُ لون الدمِ القاني ..

الجاريِ من شرايينكِ يا غزةَ ..

ايُ تبلُدٍ في الإحساس هذا ..

قد اصابهُ ..

وايُ تيبسٍ في العقولِ هذا ..

قد اصابهُ ..

الذي قد أصاب الدنيا كلَها ..

لِيترُكَ السفاحُ حراً طليقاً ..

يمارسُ هوايته ..

في القتل والدمار والتشريد فيكِ يا غزةَ ..

أنتِ الشاهدةُ والشهيدةُ يا غزةَ ..

على ذلنا وعهرنا ..

ونطالبكِ بالصمتِ وكتم الأنفاسِ ..

فيكِ يا غزة ..

لا تتوجعي ..

ولا تكشفِي عن وجهكِ يا غزةَ ..

صوناً لعِزتنا المنتهكةُ ..

وكبريائِنا المجروح ..

يا عارنا ..

ويا ذلنا ..
وك؟
في صمتنا وسكوتنا ..

في خَيمتنا وخَيبتنا ..

كفى كفى رقصُ الراقصيِن ..

على أشلائِكِ يا غزةَ العِزة ..