الشاعرة الفلسطينية نهى عودة

كان على أيلول أن يبقى أنيقًا 
أكثرَ دقّة في موعده 
فهو لم ينظّم رحلات الراحلين
على قدرِ وجعَ الغياب 
لم يأتني هذه المرّة 
بجريدة أبي الصباحية 
سألته ماذا عن أرجوحتي التي سَلبْتَ لونَها ؟ 
يدُ أمي التي كانت تلوِّح لي
وأنا أتوق شوقًا لمدرستي
التي لم تُصلِحُ حتى الآن أبوابها ؟

أما سيجارتي فقد أصابتها الدّهشة 
وأنتَ ابتدأت لكنها لم تنتهِ بعد ! 

أيلولُ لا يتحلى بالشّجاعة الكاملة 
لا يحملُ طقسًا ولا رونقًا ثابتًا لأفهمه 
لا أعرف أصفره من أخضره 
لأثقَ به 

أيلول الحكاية بكَ لم تكتملْ بعد 
وزهرة الحي ما زالت تنتظر من يشم رحيقها 
أيلول عليك أن تتمهل 
ففيك انتصرتُ لإنسانيتي وذاتي
فيك ارتشفتُ الرشفة الأولى من كأس الحياة 

وما زلت أحتسيه على وقعِ القدود الشّامية 
أهمله وأدلّلهُ عَمدًا
 تعرفُ أنتَ جيدًا ما هي أسوأ عاداتي 
أنا يا أيلول العمر
 لا أشربُ من الكأسِ مرتين .