عيدٌ بأية حال عدت يا عيدُ، بما مضى أم لأمرٍ فيك تجديد.. 
لأن العيد يأتي هذا العام مضرَّجاً بدماء شهداء غزة الحبيبة، ولأن الشهداء هم من عبَّدوا طريق التحرير بدمائهم الطاهرة الزكية، والتزاماً بقرار السيد الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين على اقتصار فعاليات عيد الأضحى المبارك على الشعائر الدينية فقط، ونظراً للظروف الصعبة التي يمر بها شعبنا جراء استمرار حرب الإبادة التي يتعرَّض لها من قبل قوات الإحتلال في قطاع غزة، والعدوان على الضفة الغربية بما فيها القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، فقد التزمت سفارة دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني" فتح" في منطقة بيروت بقرار السيد الرئيس محمود عباس.

 فصبيحة عيد الأضحى المبارك، الذي صادف السادس عشر من شهر حزيران ٢٠٢٤، أمَّت مقابر الشهداء في العاصمة اللبنانية بيروت وفود لبنانية وفلسطينية تقدمهم سعادة سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، ومسؤول الملف الفلسطيني في الحزب التقدمي الاشتراكي الدكتور بهاء ابو كرُّوم، ومنسق عام الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة معن بشُّور على رأس وفد من الحملة، ونائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني علي فيصل.

وحضر الزيارة أيضاً أعضاء مجلس وطني، أمين سر وأعضاء قيادة إقليم حركة فتح في لبنان، أمين سر وأعضاء قيادة حركة فتح في بيروت، قائد الأمن الوطني في لبنان، مسؤول شؤون أسر الشهداء في لبنان. ووفد أسر الشؤون القادم من الأردن، ممثلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية، والأجهزة الأمنية الفلسطينية والمؤسسات والجمعيات والهيئات والتيارات والروابط اللبنانية والفلسطينية، أمناء سر وأعضاء الشعب التنظيمية في بيروت، أشبال وكشافة حركة فتح، وفرقة البيادر للفنون الشعبية، ومشاركة واسعة من كافة الأطر التنظيمية والمكاتب الحركية.

واقتصر إحياء فعاليات عيد الأضحى المبارك لسفارة دولة فلسطين وحركة فتح على قراءة سورة الفاتحة لأرواح الشهداء، ووضع أكاليل من الورد على النصب التذكاري لشهداء الثورة الفلسطينية، باسم السيد الرئيس محمود عباس، منظمة التحرير الفلسطينية، حركة التحرير الوطني الفلسطيني"فتح"، الجبهة الديمقراطية وأسر الشهداء.
وجال السفير دبور والوفود المشارِكة في أنحاء المقبرة وقرأوا الفاتحة لأرواح الشهداء.

من جهة ثانية، ألقى نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الرفيق علي فيصل كلمة منظمة التحرير الفلسطينية، توجَّه فيها بالتحية للشهداء والأسرى والجرحى ولشعبنا المقاوم الصامد في مواجهة مشاريع الحسم والضم والتهجير الأمريكية الصهيونية وحرب الإبادة الجماعية الإستئصالية للوجود والحقوق الفلسطينية، داعياً لإنهاء العدوان على القطاع وانسحاب جيش الإحتلال وفك الحصار وإدخال المساعدات اللازمة، وعودة النازحين وتحرير الأسرى بصفقة تبادل منصِفة لصمود شعبنا وتضحياته، كما دعا لمحاكمة إسرائيل على جرائمها وعزلها باعتبارها دولة إرهاب ممنهج على مستوى الدولة، وسوق قادتها كمجرمي حرب للمحاكم الدولية.

وختم فيصل بتوجيه التحية لجبهات المقاومة المسانِدة والشريكة في مواجهة العدوان وللأحرار في العالم، مؤكِّداً على ضرورة استكمال وحدة الشعب ومقاومته بوحدة سياسية ينضم فيها  الجميع في إطار منظمة التحرير الفلسطينية ببرنامجها الوطني تصون التضحيات وتراكم بالإنجازات.

على صعيد القوى اللبنانية، ألقى كلمة الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية نبيل حلاق بدأها بالتأكيد على الإلتزام بالعهد والقسم، تقديراً لتضحيات الشهداء في فلسطين ولبنان، معتبراً أن الصمود الأسطوري في غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان على الرغم من التضحيات الكبيرة ساهمت في تحريك الشعوب الحرة نصرة لفلسطين، مؤكِّداً أن النصر سيكون حليفاً للشعب الفلسطيني والإحتلال الصهيوني الى زوال. 

هذا والتُقطت خلال الزيارة صوراً لسعادة السفير أشرف دبور مع أعضاء قيادة اقليم لبنان وأعضاء قيادة حركة فتح في بيروت المنتَخَين، وأشبال حركة فتح.