يحدث ذلك غالبًا، تصيب الأكاديمية بعض من يحملون شهاداتها، البعض ليس أكثر بوهم أنهم قد ختموا العلم كله، وبعض هذا البعض، يصل في ذلك إلى حال العراف الفقيه، لا في شؤون المستقبل فحسب، وإنما كذلك في شؤون البحث والتنقيب الآركيولوجي، بينما هو في الواقع من كتاب سيناريوهات السلعة، في الوقت الذي لا يرى فيه أبعد من أرنبة أنفه ...!! هذا العراف البحثي يتوهم دائمًا أن توصيفات اللغة الأكاديمية هي توصيفات الصواب المطلق، غير أن هذا ليس هو السبب وراء تخريفاته، وتطاوله على القامات التي تمنح له بكرمها الديمقراطي ظلاً، لا يستحقه، بل السبب هو التمويل الغربي الاستعماري، لتخريفاته، والخوف من انقطاعه، لأنه إذا ما انقطع هذا التمويل، بات حاله من حال "هبنقة" الذي ضرب فيه المثل بالحمق، وقيل عنه إنه من أعيا العرب، ولأنه العراف فلا شك أنه سيحمل في عنقه، كما حمل "هبنقة" قلائد الودع، والعظام، والخزف، كمثل تعاويذ وأدعية..!!!

والواقع هبنقات كثر تخلفهم شهادات الأكاديمية، وتخلفهم كراريس الآيديولوجيات الحالمة، ونصوص التهويمات الثقافية، ومعظم هؤلاء هم من وقعوا على البيان الذي طعنوا فيه الرواية الفلسطينية طعنة نُصر على أنها جنائية، ولصالح الرواية الصهيونية واستخداماتها الدعائية...! أجل الأمر أمر الرواية الفلسطينية، وليس أمر سيادة الرئيس أبو مازن فحسب، فالرئيس حامل الرواية، وناشرها في كل ساحة وموقع، يعرف بلا أدنى شك أن الشجرة المثمرة، وحدها التي تضرب بالحجارة، ولأن البشرية اليوم تعيش عصر التسطيح المعرفي، والتمجيد الكهنوتي للسلعة يصبح "الهبنقات" نجومًا كحراس للتفاهة والتسطيح والترويج لسقط الكلام وحماقاته .

ستنزف روايتنا دمًا من جسد حراسها، جراء هذه الطعنة، فالاحتلال الإسرائيلي لن يفوت الفرصة ليستغل ذلك البيان أوسع استغلال، ليصعد من حربه الفاشية ضد مشروعنا الوطني التحرري، الساعي لانتصار روايتنا بكل ما فيها، وبكل ما تتطلع إليه من إحقاق الحق، وتمكين العدل، وإنجاز السلام.  

اللعنة على النازية التي لم تخلف فقط محرقة بشعة ضد اليهود الألمان، وإنما أيضًا تاريخًا مشوهًا للبشرية، ما زال البعض يناور فيه لأغراض سياسية، ودعائية، وتمويلية، ليس إلا، وبيان الهبنقات شيء من هذه المناورة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.