منذُ انبلاج فجر مسيرة كفاحنا العتيد رفضت منظمة التحرير الفلسطينية وحركتنا الرائدة "فتح" كلَّ محاولات فرض الوصاية والتَّبَعية عليها أو جعلها ورقةً ضمن المعادلات الإقليمية، فأصبحت رائدةً للثورة، وقائدةً للمشروع الوطني، وحارسة للقرار الوطني الفلسطيني المستقل، وهو حقٌّ أصيلٌ انتزعته قيادتنا الوطنية عبر مسيرتنا النضالية الطويلة، مثلما هو واجبٌ تتشرّف بحمله، خائضةً غمار كل التحديات والمشاريع التآمرية لضرب وحدتها وشرعية تمثيلها وتصفية وجودنا وقضيتنا. 

محاولاتٌ شتى للإخضاع والتركيع والتطويع واجهتها قيادتنا الوطنية وشعبنا الفلسطيني على مر عقود، بهدف ضرب وحدانية منظمة التحرير الفلسطينية وشرعيتها كممثل للكل الوطني الفلسطيني، ومحاولة الالتفاف عليها وإيجاد البدائل عنها، وتصفية وجود شعبنا وقضيته، تحقيقًا لمصلحة ومشروع العدو الصهيوني، لكنّ قيادتنا كانت لها على الدوام بالمرصاد، فوقفت سدًّا منيعًا في وجه كل المؤامرات المحاكة ضد شعبنا وقضيتنا ووجودنا. 

وليس بالغريب أن تكون قيادتنا الوطنية اليوم محطَّ استهداف من أصحاب الأجندات المشبوهة، لكنَّ المستهجَن والأليم أن يكون ذلك صادرًا عمّن يُفترض بأن يكونوا النصير لقضيّتنا وحقوق شعبنا. ففي الوقت الذي تتعرض فيه قضيتنا وشعبنا وأرضنا لإحدى أشرس الحملات الإرهابية المسعورة من العدو الصهيوني وقطعان مستوطنيه طالعتنا أبواق مأجورة بهجمة مشبوهة تبنّاها قلّةٌ من المتآمرين ضد سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية الأخ أشرف دبور. 

هذه الحملة الممنهجة التي لم تأتِ من فراغ، فهي وإن حيكت في ظاهرها لتبدو موجهةً ضد شخص سعادة السفير، إلا أنه قد غدا واضحًا على عين الأشهاد أنها إنما تهدف إلى إضعاف الموقف الفلسطيني وجبهتنا الوطنية، وتصفية مشروعنا الوطني، وضرب الشرعية الوطنية التي يشكل الأخ المناضل أشرف دبور وسفارة دولة فلسطين في لبنان عرينًا وعنوانًا عريضًا لها.

إننا في إعلام حركة "فتح" - إقليم لبنان وإذ نستهجن لغة التشكيك والمزايدات الرخيصة التي انتهجتها هذه الأبواق المأجورة لأجندات لا يمكن إلا أن تكون في خدمة العدو الصهيوني، فإننا نؤكد أن مثل هذه المحاولات الدنيئة لا تصب سوى في خانة التآمر والقفز على مكتسبات شعبنا الفلسطيني التي حقّقها عبر مسيرته النضالية الطويلة والتي قدّم من أجلها آلاف الشهداء والجرحى والأسرى. 

 

وباسم إعلام حركة "فتح" نقول للأخ الفدائي أشرف دبور، سفير الإنسانية والدبلوماسية ومنبع الانتماء وعنوان الشرعية الوطنية الفلسطينية في لبنان، ليس غريبًا أن تصوَّب إليكم سهام الاستهداف المسمومة لتحاول النيل من شخصكم ومكانتكم وصفتكم كعنوان جامع للشعب الفلسطيني والمرجعية الوطنية الفلسطينية، ولكنّنا نؤكد أن هذه الهجمة الشعواء لن تزيدنا إلا تأييدًا والتفافًا حولكم، وحول ثباتكم ومواقفكم الصلبة، وحول سفارة دولة فلسطين البيت الجامع للكل الوطني الفلسطيني، ومنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني في كل أماكن وجوده. 

السفير المناضل الأخ أشرف دبور،

"قسمًا قسمًا قسمًا لن تمرَّ كل المؤامرات إلا على أجسادنا"، هي كلماتُكم الصادقة التي اتّخذنا منها نبراسًا يضيء مسير نضالنا نحو العودة، وها نحن نجدُ فيها الآن شعارنا لهذه المرحلة، مرحلة المشاريع التآمرية المحيقة بقضيتنا ووجودنا وعنوان شرعيتنا. 

واليوم نقول لك: سر على بركة الله، فشعبك كله معك، لأنك الأمين على ثوابتنا وحقوقنا المشروعة ومشروعنا الوطني، ولأنك العين الساهرة على أمن وأمان شعبنا الفلسطيني في مخيمات وتجمعات لبنان، ولأنك المتمسك بأبجديات الثورة الفلسطينية وبنهج الشهيد ياسر عرفات وخليفته سيادة الرئيس محمود عبّاس، ولأنك الرافض للمساومة على أي من حقوقنا، والسائر على القاعدة الثورية نفسها (لا للتبعية لا للوصاية لا للخضوع) دون خشية من أي تهديد أو مؤامرة تحاك علنًا أو في الخفاء.

الأخ الفدائي المناضل أشرف دبور،

التحية لك أيها الصامد الصابر القابض على جمرِ القضية، التحيّة لك وأنت في كل يومٍ تقهر مُحالاً وتصنع مجدًا لفلسطين وشعبنا مُتجاوزًا كل التحديات، مُتسلحًا بالإيمان وبالإرادة الفلسطينية الصلبة التي لا تلين. 

 مسيرةُ نضالنا طويلةٌ وشاقةٌ، ولكنّنا بإذن الله سنتابعُها معًا وسويًا بعزيمةِ الجبابرةِ وأهل الحق.

 

إعلام حركة "فتح" - إقليم لبنان