بمناسبة يوم الأرض الفلسطيني وإحياءً للذكرى السنوية الخامسة والخمسين لمعركة الكرامة البطولية، وتأكيدًا على التَّشبُّث بالأرض والهوية الوطنية، وانتصارًا للقدس ودعما لصمود الأسرى، نظمت حركة "فتح" مهرجانًا جماهيريًا في الشمال يوم السبت ١٨-٣-٢٠٢٣ في قاعة مجمع الشهيد الرمز ياسر عرفات في مخيم البداوي. 

 

تقدّم الحضور كلٌّ من أمين سرّ حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في الشمال مصطفى أبو حرب، وأمير حركة التوحيد الإسلامي فضيلة الشيخ بلال شعبان وممثلو فصائل الثورة الفلسطينية واللجان الشعبية، والأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، وقيادة وكوادر الحركة وضباط وجنود الأمن الوطني الفلسطيني، كما شاركت فعاليات ومرجعيات وطنية ودينية والأخوات، وحشد من جماهير شعبنا الفلسطيني في مخيمات الشمال وقرى الجوار. 

 

استُهِلَّ المهرجانُ بكلمة ترحيب قدمها الأخ أحمد الأعرج داعيا الحضور لقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء الثورة الفلسطينية، والإستماع للنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني ومن ثم نشيد العاصفة. 

 

كلمة فضيلة الشيخ بلال شعبان توجه فيها بالتحية إلى شعبنا الفلسطيني في الداخل والشتات، وإلى الذين رفعوا رؤوسنا عاليا في بصمودهم ومقاومتهم على أرض فلسطين. 

 

وأشار إلى مناسبات شهر البطولة والتضحيات يوم الأرض ومعركة الكرامة، مؤكدا أننا على بوابة معركة كرامة جديدة في نابلس وأريحا ورام الله وجنين والقدس، فأكثر من ٩٠ شهيدا من شبابنا الذين أتقنوا فن المواجهة، وفهموا حقيقة الإسلام والدين وحقيقة القومية والوطنية، أدركوا أن عين الحق تقاوم مخرز الباطل. 

 

كما أكد أن هذا الشباب المؤمن هو الذي يشكل رأس حربة في مشروع مواجهتنا القادمة، هؤلاء يؤسسون لانتفاضة ثالثة لتحرير أرضنا المقدسة فلسطين. 

 

كلمة الجبهة الشعبية - القيادة العامة ألقاها عضو لجنتها المركزية ومسؤولها في الشمال أبو عدنان عودة حيث قال: "إن ذكرى معركة الكرامة مجيدة على نفوسنا ليس لأننا أحرزنا نصرا على العدو، بل لأنها جمعت بين الدم الفلسطيني والأردني في معركة أكدّت عمق القضية الفلسطينية بعد هزيمة حزيران عام ٦٧ لتستعيد للأمة كرامتها ومجدها".

 

وتابع: "في يوم الأرض المجيد أكدّ شعبنا وشهداؤنا أحقيتهم في أرضنا التاريخية في كل فلسطين، لأن كرامة الإنسان من كرامة أرضه".

 

وأكد ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية في إعادة بناء (م.ت.ف) وتشكيل مجلس وطني وقيادة جماعية لترتقي في مستوى التضحيات الذي يقدمها شعبنا. 

 

كما أكد التمسك بهيئة العمل الفلسطيني المشترك للحفاظ على أمن واستقرار المخيمات، معربًا عن ترحيبه بتسليم الجاني في إشكال مخيم عين الحلوة.

ووصف القرار الجائر الذي صدر بحق المدرس رياض نمر بالتعسفي، مطالبًا الأونروا بالتراجع عنه. 

 

كلمة منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" ألقاها أمين سرّها في الشمال مصطفى أبو حرب، أشار فيها إلى أن أبناء شعبنا يحيون ذكرى معركة الكرامة ويوم الأرض مستذكرين أيام عزيزة ومجيدة.

وتوجه بالتحية للمرأة الفلسطينية وللشهيدة دلال بطلة عملية كمال عدوان البطولية، وأشار إلى معركة الكرامة التي جاءت لتحقق نصرًا بعد هزيمة ثلاثة جيوش عربية لتعيد لهذه الأمة كرامتها، حيث انتصر الشعب الفلسطيني، وسقطت مقولة موشي ديان (الثورة الفلسطينية كما البيضة في يدي أكسرها ساعة أشاء).

وتوجه أبو حرب بالتحية للأبطال الذين يصنعون كرامتنا اليوم.. وإلى الرجال الرجال يوم تخلى العرب الأعراب وذهبوا كي ينبطحوا أمام الأعداء الغاصبين.. وإلى الذين امتشقوا السلاح وتخلوا عن كل شيء وذهبوا لمواجهة الكيان الغاصب يستشهدون في جنين ونابلس وقلقيلية والخليل يذودون عن المسجد الأقصى ويرجون الشهادة. 

 

وتابع: "ويأتي من يتهمون زورًا وبهتانًا يجارون الصهاينة بأصواتهم النشاز يتهمون القوى الأمنية بإعتقال المقاومين.. فمن الذي يجود على أرض فلسطين هم ضباط القوى الأمنية، فالشهيد الضابط زياد زريعي ارتقى بطلا في عملية حوارة إلى جانب أربعة من رجال شهداء الأقصى رجال فتح العاصفة.. ويأتي من يزايد علينا من قطر وتركيا ولبنان.. يا ليتهم كانوا من الرجال الذين يتسابقون من أجل الشهادة.. ٩٠ شهيدا لم يحركوا ساكنا ولا حركوا بالمشاعر شيئا، وتضحي حركة فتح وطيف فلسطين المقاتل ويجودون بالدماء".

 

وأضاف أبو حرب: "هناك تصنع الكرامة.. أبو جندل وإبراهيم وضياء وداوود... إنهم أول الرصاص وصانعو النصر رجال الفتح رجال طيف فلسطين تحت علم فلسطين سيرفعون العلم خفاقا فوق أسوار القدس ومآذن القدس وكنائسها".

 

وأكد بأن معركة الكرامة ويوم الأرض لم يكونوا ليحفروا بالذاكرة لولا وحدة ميدانية تجسدت على أرض المعركة بين أبناء فلسطين لمواجهة المحتلين، مشيرا إلى حاجتنا لنكون وحدة واحدة على قلب رجل واحد نواجه العدو.

 

وأكد بأن حركة "فتح" ستبقى العين الساهرة التي تحمي كل مخيماتنا، فأنتم أمانة في أعناقنا ولن نألو جهدا بالضرب على يد كل مسيء يريد العبث بأمن هذه المخيمات.

 

ونوه أبو حرب إلى أن هيئة العمل الوطني هي سياج يحمي وحدتنا وقوة تكسبنا إحترام القوى والأحزاب اللبنانية وأيضا الأجهزة الأمنية في لبنان.

 

وأردف: "هذا هو الشعب الفلسطيني الذي ينظر إلى كل المخيمات وكأنها بيت لقائد ومدرسة لطفل وعيادة لمريض وأمانة بالأعناق.. هذا الشعب الفلسطيني الذي ينظر إلى لبنان على أنه وطن والملاذ وأمنه من أمننا وبندقية جيشه تشبه كثيرًا بندقيتنا الفلسطينية التي يجب أن تعمل كي تحمي أمن لبنان ولا يجب أن نكون يوما خنجرًا بالخاصرة اللبنانية".

 

وأكد أبو حرب ضرورة أن تحمل الأونروا مسؤوليتها تجاه أهلنا في مخيم نهر البارد، وإيجاد حل لإغلاق هذا الملف، وإعطاء أهل المخيم مقومات الصمود والإسراع في إعمار المخيم القديم والتعويض على الجديد، كما طالب الأونروا بتحمل مسؤولية كل الشعب الفلسطيني في المخيمات في ظل هذه الأوضاع. 

 

وختم: "أبارك وأحيي شيخ الأسرى الأسير المحرر فؤاد الشوبكي، وأتوجه بالشكر إلى الإخوة في القيادة العامة الذين كانوا مشاركين بإدخال السفينة كارين A وبالتحية لكريم يونس وماهر يونس ولكل الأسرى الذين يخوضون إضراب الكرامة بوجه الجلاد الصهيوني.. التحية لكل شهدائنا الأبطال وعلى رأسهم الشهيد ياسر عرفات.. التحية لجرحانا والتحية للطفل أحمد مناصرة التحية لكل امرأة وطفل وشيخ تواجد معنا اليوم".