بسم الله الرحمن الرحيم

﴿مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ، فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ، وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ صدق الله العظيم

 

تسليمًا بقضاء الله وقدره، وببالغ الحزن وعميق الأسى، تنعى قيادة حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في لبنان وآل خليل إلى جماهير شعبَينا الفلسطيني واللبناني وأُمّتينا العربية والإسلامية، وأحرار العالم، القائد الوطني الكبير عضو المجلس الاستشاري لحركة "فتح" اللواء الركن مصطفى ذيب خليل (أبو طعّان)، الذي وافته المنية اليوم الأحد الموافق ١٦-١٠-٢٠٢٢. 

 

تفتقدُ حركة "فتح" ومنظمة التحرير الفلسطينية اليوم قائدًا وطنيًا ورجلاً من رجالات الثورة الأوفياء لثوابتها ومنطلقاتها، التحق مبكرًا بحركة "فتح" بعد لجوئه مع عائلته من بلدة الشيخ داوود شمال عكا إلى مخيّم نهر البارد شمالَ لبنان، وسطَّر على مدار مسيرته النضالية أُمثولةً في العطاء والكفاح والتضحية والصمود والدفاع عن القرار الوطني الفلسطيني المستقل. 

 

خلال مسيرته النضالية ارتبط الشهيد القائد مصطفى ذيب خليل (أبو طعّان) بعلاقة وثيقه مع المفتي الراحل الحاج أمين الحسيني، وكان من بين الشبان الفلسطينيين الذين أرسلهم الراحل الحسيني إلى كلية الضبّاط في العاصمة العراقية بغداد، حيثُ تخرّج برتبة ملازم، والتحق بإحدى قطاعات الجيش العراقي.

  

وبعد تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية، التحق (أبو طعّان) بجيش التحرير الفلسطيني، وكان جزءًا من قوات التحرير الشعبية داخل قطاع غزة، وكان أحد القيادات التي قادت المقاومة ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام ١٩٦٧.

 

وبعد حرب العام ١٩٦٧ انتقل الشهيد (أبو طعّان) إلى الجبهة الأردنية، وشارك ببسالة في معركة الكرامة، ثم انتقل عام ١٩٦٩ إلى الساحة اللبنانية حيثُ تسلَّم قيادة قوات التحرير الشعبية، ولاحقًا أوكلَت إليه قيادة الكفاح المسلّح الفلسطيني بعد تأسيسه، كما اختير عضوًا في المجلس الثوريّ للحركة، وقائدًا للقوات الفلسطينية عام ١٩٨٣، كما شغل منصب ملحق عسكريّ في سفارة دولة فلسطين لدى عدد من الدول العربيّة، ولاحقًا بات عضوًا في مجلس حركة "فتح" الاستشاريّ.

 

كان الشهيد القائد اللواء الركن مصطفى ذيب خليل (أبو طعّان) مُدافعًا شرسًا عن استقلالية القرار الوطني الفلسطيني، ونبذ بشدة كل مظاهر الفرقة والانشقاق، وواصل رغم صراعه مع المرض الدفاع عن قضيتنا الوطنية وحقوق شعبنا وحركتنا الرائدة حتى انتقل إلى جوار ربه فجر اليوم. 

 

 وقد منحه سيادة الرئيس محمود عبّاس وسام نجمة القدس العسكري تقديرًا لدوره الريادي في مسيرة شعبنا الفلسطيني النضالية. 

 

 

وإذ نتقدَّم بأصدق مشاعر التعزية والمواساة لسيادة رئيس دولة فلسطين السيد الرئيس محمود عبّاس ولقيادة منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" ومجلسها الاستشاري، ولعائلة القائد الوطني الكبير اللواء الركن مصطفى ذيب خليل (أبو طعّان) ولجميع أبناء حركة "فتح"، ورفاق درب الفقيد ومحبيه، ندعو المولى عزَّ وجلَّ أن يتغمَّدَه بواسع رحمته، ويشمله بعظيم عفوه ومغفرته ورضوانه، ويُسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصّدّيقين والأنبياء وحَسُن أولئك رفيقًا.

 

والعهد منّا أن نواصل مسيرة الوفاء على النهج الذي ضحى في سبيله شهيدنا وكل شهدائنا الأبرار وفي مقدمهم الشهيد الرمز ياسر عرفات، خلف حامل الأمانة سيادة الرئيس محمود عبّاس حتى النّصر والتحرير والعودة. 

(إنَّا لله وإنّا إليه راجعون)