بسم الله الرحمن الرحيم

(وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ* الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) صدق الله العظيم.

بحزن عميقٍ وألم اعتصر أفئدتنا تلقينا خبر فاجعة غرق المركب الذي كان على متنه نحو ١٨٠ شخصًا من أبناء شعبنا الفلسطيني وأشقائنا اللبنانيين والسوريين قبالة سواحل مدينة طرطوس السورية، حيث لم ينجُ منه سوى البعض فيما استشهد أكثر من ٩٠ شخصًا بينهم عدد من أبناء شعبنا الفلسطيني، وبقي عشرات آخرون في عداد المفقودين. 

 

إنّنا في قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان وإذ ننعى ضحايا هذه الفاجعة الإنسانية التي أدمت قلوبنا وجاوزت كل تصوّر، نُعرب عن أسفنا لحجم المعاناة التي كان يعيشها الضحايا والتي دفعت عائلاتٍ بأكملها بنسائها وأطفالها إلى سلوك هذا الدرب المحفوف بالموت بحثًا عن لقمة العيش وعن حياة كريمة، وهربًا من الأزمات المعيشية والاقتصادية الخانقة التي كانت تُكبّلهم، ولا سيما أبناء شعبنا الفلسطيني، ضحايا الاحتلال الإسرائيلي وتداعيات النكبة واللجوء، حيث تتضاعف في المخيمات حدة هذه المعاناة جراء ضنك المعيشة وانعدام الحقوق الاجتماعية والإنسانية. 

 

وإزاء هذا الحدث الأليم فإننا في قيادة حركة "فتح" – إقليم لبنان نهيب بأبناء شعبنا الصامد الحذر ثم الحذر من المخاطرة بأرواحهم والانسياق خلف قراصنة البحار الذين يستغلون معاناتهم للارتباح منها دون وازع إنساني، ونتقدّم بأسمى آيات التعزية وأصدق مشاعر المواساة إلى عائلات ضحايا المركب من شعبنا الفلسطيني وشعبينا الشقيقين اللبناني والسوري، وعموم أبناء شعبنا الفلسطيني وبخاصة في مخيمي نهر البارد وشاتيلا، سائلين المولى عز وجل أن يخفّف عن أهلنا هول الفجيعة، ويلهم عائلات الضحايا الصبر والسلوان. 

 

وفي هذا المقام فلا بد لنا من تثمين سرعة مواكبة واستجابة قيادتنا الفلسطينية وعلى رأسها سيادة الرئيس محمود عبّاس الذي أعطى تعليماته بمتابعة الحادثة والتفاصيل المتعلقة بالمفقودين، ودور وجهود سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية الأخ أشرف دبور وقيادة حركة "فتح"، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في الساحة اللبنانية فتحي أبو العردات وإعطائهم التعليمات بضرورة توجه وفد من الحركة وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في لبنان إلى مكان الحادث الأليم للوقوف إلى جانب عائلات الضحايا، وبلسمة جراح المصابين، ومتابعة قضية المفقودين، والوقوف على احتياجات أبناء شعبنا والتخفيف حيث أمكن من هول المصاب الجلل، إلى جانب التنسيق العالي على مستوى الحدث بين سفارتي دولة فلسطين في بيروت ودمشق لتشكيل خلية عمل مشتركة تتابع قضية غرق المركب، مشيدين كذلك بدور فصائل "م.ت.ف" وفصائل العمل الوطني الفلسطيني التي تداعت لمواكبة الحدث مباشرةً والوقوف إلى جانب عائلات الضحايا. 

 

 أحر التعازي لعائلات الضحايا، والرحمة للشهداء، والشفاء للجرحى، والعودة المفقودين. 

(إنَّا لله وإنا إليه راجعون)

قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان