ها نحن الآن نشيع كل يوم شهيدًا. هي الحرب الإسرائيلية العنصرية العدوانية، على الإرادة الوطنية الفلسطينية الحرة، بوهم صناعها أن رصاص حربهم هذه يمكن أن يطيح بهذه الإرادة...!! ننزف كل يوم أجل، نحزن، ونبكي شهداءنا نعم، لكنا نرفع على الأكف جثامينهم، ونعلي هتاف التحدي، لن نعرف اليأس، ولن نرضخ لإرادة المحتل، والأهم لن نقبل أن يتواصل هذا المشهد الدامي في حياتنا وعلى دولة الاحتلال والعدوان أن تعرف، أن الجراح النازفة هي ألغام في المحصلة ستتفجر حين لا وقف لنزيفها سوى هذا التفجر، ليس هذا وعيدًا إنه الحقيقة التي حين ستتجلى لن ينفع حينها أي ندم للمحتلين الذين عليهم أن يعرفوا مرة أخرى، أن الأشياء ليست كما تبدو في نظرهم، إنها غير ذلك تمامًا وحيث هي الحقيقة التي يهربون منها. لسنا تحت الرماد، لنقول نحن تحته تلك الجمرة، وبقدر ما لدينا من أحبة تحت التراب شهداء بررة، بقدر ما نحن فوق التراب هذه الجمرة التي لن تكف عن التوهج، حتى تضيء المزيد من دروب الحرية والخلاص من الاحتلال.

لا من وجع نقول ذلك، بل من عزيمة وقرار، ونحن أدرى أنه لم يعد للاحتلال من سبيل للحياة سوى التشبث بخيار القتل، والجريمة، وهذا سبيل مغلق، وخيار مميت، وطريق لا تفضي لغير الهزيمة، والتاريخ قال ذلك وأكد، أن خيار القتل لا يمكن أن يهزم خيار الحياة في النهاية، مهما تمادى في جرائمه، وبأي دبابة تحصن، وبأية أوهام تعلق...!!

أعظم الإمبراطوريات في التاريخ أزهق الحق باطلها، وكسرت إرادة الشعوب الحرة إرادتها، وأعتى القوى العنصرية في التاريخ، والنازية مثالاً، هزمت شر هزيمة حين تمادت في أوهامها، وانتشرت دباباتها في مشارق الأرض ومغاربها..!!

صحيح أن التحالف الدولي قد هزم النازية، لكن الأصح أن النازية كانت تسير ضد التاريخ، وضد الطبيعة، فلم يكن بالإمكان قبول ذلك، حتى ودول التحالف لم تكن خالية من الأفكار العنصرية....!!

الخلاصة أن العنصرية، والعدوان، والاحتلال، مسيرة ضد التاريخ، وضد الطبيعة، ولهذا ستهزم هذه المسيرة، شر هزيمة، ولسنا دون تحالف اليوم، أحرار الأمة والعالم معنا، وصحيح أنهم حتى الآن بالصوت، والموقف الأخلاقي والخطاب السياسي، لكن هذا هو ما يعزز قوة الحق الفلسطيني وما سيؤكد حتمية انتصاره شاء من شاء، وأبى من أبى، وبعد ثمة شاعر قال ذات يوم، عداد القلب، وعداد القنبلة الموقوتة، متفقان، القلب النزيف، والجرح القنبلة.

 

المصدر: الحياة الجديدة