في السابع والعشرين من تموز/يوليو من العام 1971، فقدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" والثورة الفلسطينية، واحدًا من أبرز مناضليها، هو القائد وليد أحمد نمر نصر الحسن "أبو علي إياد"، الذي كان له شرف المساهمة مع عدد من إخوانه، في تأسيس تجربة الكفاح المسـلح الفلسطيني، التي أذكت شعلة الثورة والمقاومة والصمود في صفوف شعبنا.

"أبو علي إياد" من مواليد قلقيلية عام 1935، أكمل تحصيله الثانوي في قلقيلية، حيث حصل على شهادة "المترك" عام 1953، وعمل بعدها مدرسًا لفترة وجيزة في مدارس قلقيلية وعزون.

انتظم في دورة تدريبية لإعداد المعلمين في بعقوبة بالعراق عام 1954، وعمل مدرسًا في المملكة العربية السعودية بين عامي (1954-1962)، ولم يكن عمله في السعودية بعيدًا عن العمل العسكري، إذ كان مدرسًا في إعداد الجند وتثقيفهم.

وانضم إلى العمل الثوري الفدائي منذ الإعلان عن انطلاق الثورة الفلسطينية في الفاتح من كانون الثاني عام 1965، وفي عام 1966 كلف بالعديد من المهام ذات العلاقة بالإعداد لعمليات عسكرية في عمق الأراضي الفلسطينية انطلاقًا من الضفة الغربية، وكان أبو علي قد أسهم في تلك الفترة والشهيد الزعيم الرمز ياسر عرفات في تجنيد الكثير من أبناء فلسطين في حركة "فتح".

وفي تلك الفترة النضالية قاد "أبو علي" هجومًا على مستوطنة "بيت يوسف" عام 1966، واعترف القادة الإسرائيليون بأنه أعنف هجوم تعرضت له المستوطنات الإسرائيلية آنذاك.

كما قاد عمليات أخرى على مستوطنات "هوتين" و"المنارة" و"كفار جلعادي". انتقل أبو علي إياد إلى سوريا في عام 1966 للقيام بتدريب وإعداد قوات العاصفة، حيث اخذ بإعداد ورعاية قوافل من الأشبال والفدائيين في إطار الثورة الفلسطينية المسلحة.

أصيب في عينيه وساقه التي استعاض عنها بعصاه الشهيرة، وذلك في معسكر الهامة في سوريا إثر انفجار لغم أثناء التدريب.

عاد إلى الأردن في أعقاب حرب حزيران وأسندت إليه مهمة قيادة قوات الثورة الفلسطينية في عجلون، خلال هذه الفترة نفذ عددًا من العمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي ومستوطناته.

انتخب عضوًا في اللجنة المركزية لحركة "فتح" في مؤتمر الحركة الثاني، أثناء وجوده في المشفى، وكان عضوًا في القيادة العامة لقوات العاصفة.

شارك، إلى جانب عمله العسكري في نشاطات سياسة كان من ضمنها الوفود الفلسطينية التي قامت بزيارة العديد من الدول العربية والاشتراكية، وكان آخرها إلى الصين، برفقة القائد الرمز ياسر عرفات، وقد ساهمت علاقاته الايجابية مع الجانب العراقي في تسهيل عملية إمداد الفدائيين الفلسطينيين في معركة الكرامة، كما ساهمت علاقته بالجانب السوري في تسهيل تحركات عناصر وكوادر حركة "فتح" بما في ذلك زيارة الدول العربية.

استشهد "أبو علي إياد" في أحراش "جرش عجلون"، عام 1971، وكان قد أطلق عليه الشهيد الرمز ياسر عرفات لقب "بطل الجبل".