تقرير: مها الشيخ

تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي الاستيلاء على أراضي المواطنين، ضمن خطط استيطانية ممنهجة، للسيطرة على الأرض، وتقطيع أوصالها، وإقامة البؤر وشق الطرق الاستيطانية، بشكل يعزز الوجود الإسرائيلي ويفرض سياسة الأمر الواقع على حساب أصحاب الأرض الأصليين.

ولم تقتصر هذه الجرائم والاعتداءات على محافظة بعينها، إذ صادقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الرابع والعشرين من شهر تموز/ يوليو الجاري على المخطط الاستيطاني رقم 3/1/234، الذي يقضي بتوسع مستوطنة "دوليف" المقامة على أراضي المواطنين في محافظة رام الله والبيرة، وفق تقرير صدر عن معهد الأبحاث التطبيقية "أريج."

وأوضح التقرير أن المخطط الاستيطاني الجديد ينص على مصادرة 280.689 دونما من الأراضي الفلسطينية لبناء 364 وحدة استيطانية جديدة في المستوطنة، على الأراضي التابعة لقرى راس كركر، ودير ابزيع، والجانية شمال غرب المحافظة.

وقال الناشط في الدفاع عن الأراضي من قرية الجانية عايد مظلوم إن الهجمة الاستيطانية مستمرة على جميع أراضي الوطن من تاريخ نكبتنا إلى يومنا هذا، منوها إلى أن المخططات بدأت مع تأسيس مستوطنة "دوليف" على أراضي قرى الجانية ودير ابزيع وعين قينيا، حتى أن الامتداد الاستيطاني وصل لقريتي كفر نعمة وراس كركر.

وأضاف:  "مستوطنة "دوليف" واقعة على أرض تسمى بجبل "مدروس،" وهو جبل حرجي، زرعت فيه الأشجار في العهد الأردني". قائلا: "والدي شجر في الحرش، فالأرض لها أصحاب من الجانية ودير ابزيع، وإسرائيل وضعت يدها على الأرض بحجة إقامة محمية طبيعية، وهي بالحقيقة تقتل الطبيعة من أجل الاستيطان".

ويقول مظلوم: "بالنسبة للهجمة الاستيطانية الجديدة، أعلنت سلطات الاحتلال قبل سنتين أنها ستقوم بإنشاء مناطق سياحية في مستوطنة "دوليف"، مع أنه لا توجد أنهار ولا بحيرات يمكن أن تجعل منها منطقة سياحية، وبنى الاحتلال شققا فندقية مفروشة في المنطقة من أجل السياحة، وهي عبارة عن سكن للمستوطنين لجلب أكبر عدد منهم".

وأشار إلى أنه يوجد منتجع بالمنطقة في عين بوبين لأهالي قرية دير ابزيع، يمنع جنود الاحتلال المواطنين من الوصول إليه، ذاكرا أنه قبل حوالي شهر، ذهب المواطنون للعين لزراعة الأشجار، وإنشاء أماكن ترفيهية للمواطنين، ولكن جنود الاحتلال أغلقوا البوابة التي أقاموها على مدخل العين ومنعوهم من الوصول، وقبل أسبوع حاول أهالي القرية الدخول للعين لأداء صلاة الجمعة، لكن المستوطنين والجيش ابعدوهم ومنعوهم من الدخول.

بدوره، قال رئيس نادي دير ابزيع كمال الطويل، إن مستوطنة "دوليف" أقيمت في الثمانينيات، وتوسعت وامتدت على جبل "مدروس"، وتمنع سلطات الاحتلال المواطنين من الوصول إلى أراضيهم، منوها إلى أنه في عام 1998 بدأت سلطات الاحتلال بشق طريق التفافي استيطاني، يمتد من شارع راس كركر ويمر من دير ابزيع من الناحية الشرقية إلى عين عريك شمالا باتجاه بتونيا.

وفي عام 2008، رفع الطويل وعدد من المواطنين قضية للمحاكم الإسرائيلية لإلغاء وتوقيف إنشاء الشارع الاستيطاني، وألغي المشروع من الناحية القانونية، لكن ممارسات المستوطنين بحماية جنود الاحتلال ما زالت مستمرة، إذ يُمنع الأهالي من الوصول لأراضيهم وزراعتها، بحجة أنها قريبة على المستوطنة.

وبين الناشط من قرية راس كركر باهر صالحية أنه بالرغم من أن عدد مواطني راس كركر لا يتجاوز الـ2500 نسمة، إلا أن الوضع فيها صعب ومعقد، فالقرية محاطة بالمستوطنات، لدرجة أن الشوارع أصبحت مشتركة بين الأهالي والمستوطنين.

ونوه إلى أن الاحتلال يمنع المواطنين من استخدام أي آلة للعمل في الأرض، ومن كب النفايات في المكب، واستولى مؤخرا على جبل الريسان.

تجدر الإشارة إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي خصصت في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من العام 1992، ما مساحته 3228 دونما من الأراضي الفلسطينية الواقعة الى الشرق من مستوطنة "دوليف" "كمحمية طبيعية"، بفعل الأمر العسكري الإسرائيلي رقم 51/9 تحت مسمى "ناحال دوليف ديلافيم"، الأمر الذي يهدد القرى الفلسطينية التي تحاذي مستوطنة "دوليف" من الناحية الشرقية، وعلى وجه الخصوص من أراضي مدينة رام الله (بواقع 1058 دونما)، وعين قينيا (بواقع 1528 دونما)، والجانية (بواقع 593 دونما)، والزيتونة (بواقع 29 دونما)، وأبو قش (بواقع 19.5 دونم).