استنكارًا لزيارة الرئيس الأمريكي بايدن للمنطقة، ورفضًا للتطبيع مع العدو الصهيوني نظمت اللجنة الشعبية الفلسطينية لقاءً تضامنيًا مع الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات اليوم السبت الموافق ١٦-٧-٢٠٢٢ في مقر اللجنة الشعبية في مخيم البداوي.

تقدم الحاضرين أمين سرّ فصائل (م.ت.ف) وحركة "فتح" في الشمال مصطفى أبو حرب، وقائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في الشمال بسام الأشقر، ومسؤول حركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال شعبان، وممثلون عن الفصائل الفلسطينية والقوى والأحزاب اللبنانية، واللجان الشعبية وشيوخ وفعاليات من مخيمات الشمال والجوار.

بداية رحب أمين سرّ اللجنة الشعبية في مخيم البداوي الأستاذ أحمد شعبان بالحضور الكريم، ودعاهم لقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء فلسطين.

كلمة فصائل (م.ت.ف) ألقاها أمين سرّها في الشمال مصطفى أبو حرب وجاء فيها: "جاءنا بايدن لا مرحباً به في فلسطين، ولكن استقبلناه كي نُسمِعه ما نريد، ووزير خارجيته قبل شهرين سمع من الرئيس أبو مازن ما يجب أن يسمع، وكان اتصالاً لترتيب هذه الزيارة، فقيل لوزير الخارجية: قل لرئيسك أن يفتح مكتب (م.ت.ف) في واشنطن، وأن يرفعها عن لائحة الارهاب، فالعالم بأسره يعترف بأن (م.ت.ف) ممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني، وعضوٌ مراقب في الأمم المتحدة، وقل لرئيسك أن يعترف بالقدس عاصمة دولة فلسطين، وأن يعيد افتتاح القنصلية فيها، وأن يوقف الاستيطان في أراضي الضفة الغربية، ويدين قتل الأبرياء من الفلسطينيين، وذكّره بقتل راشيل كوريل البنت الأمريكية التي داستها الميركافا الصهيونية قبل سنوات، وذكّره أيضاً بالصحافية الفلسطينية الأمريكية الجنسية التي قتلت منذ أيام شيرين أبو عاقلة، وقل له بأن ٦١ طفلاً و٤٠ إمرأة قتلوا منذ أوائل هذا العام في فلسطين، والعديد من الشباب والشيوخ قتلتهم آلة الحرب الصهيونية في فلسطين".

وتابع: "قد يكون بايدن لم يُعلم بهذا الكلام، فأسمعه الرئيس أبو مازن هذه الكلمات حرفيًا، وطالبه بتنفيذ وعوده.. جاء بايدن إلى المنطقة وهو يظن بأنّ كل من فيها عرب منبطحون، ولكن في فلسطين وجد أشبالاً مرابطين ونسوةً يدافعون عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، يدافعون عن كنيسة القيامة وعن المقدّسات المسيحية والاسلامية، جاء ليجد وحدة وطنية، وبأن من أغلق تل أبيب شاب لاجئ من مخيم جنين، ومن روّع الصهاينة هو أيضاً شاب لاجئ من مخيم جنين، فليعلم بأن المقاومة لن تنقص الا بعودة اللاجئين إلى قراهم ومدنهم".

وأضاف: "جاء بايدن لكي يجد الإصرار في عيون من التقاهم من قيادتنا ورجالنا وأطفالنا والنساء، لم نستقبله بالزهور ولم ننثر عليه الورود، وإنما سمع كلمات التحدي والإصرار على مواصلة النضال حتى دحر المستوطنين والصهاينة عن أرض فلسطين".

وأشار أبوحرب إلى أن زيارة بايدن كانت بروتوكولية كي يتصور مع قيادتنا، ولكن سعيه نحو العرب المنبطحين المهرولين، الذين لبسوا له ثوبًا أبيضًا سوف يدوس على ظهورهم، ولكن هيهات أمام رجالات شعبنا.

وأضاف: "للأسف الشديد بالأمس كان أول عبور لطائرة صهيونية اسرائيلية حطت رحالها في جدة.. فانتظروا ما هو آت، قد يطالعنا الصهاينة يطالبون بسكناهم بالقرب من حرم المسجد النبوي ومن يمنعهم؟!".

وأكد أبو حرب أن فلسطين درة تاج العرب وأمانة في أعناق الشرفاء وليس المطبعين، وتابع: "٧٤ عاماً من اللجوء و٥٧ عاماً من النضال، ولازلنا لم نحقق النصر على عدو اغتصب أرضنا، فبكل بساطة نقول... لم نحقق النصر لغاية اليوم لأننا نقف في وجه المعمورة ندافع عن أرضنا وعن مقدساتنا، متشبثين في تلك الأرض التي بارك الله حولها، والعالم كله يقف خلف الكيان الصهيوني الغاصب".

وأردف: "إن شعبنا الفلسطيني بقيادته وطيفه السياسي، مرتاح في هذه الأيام الصعبة، لأننا على أرض الرباط، بندقيتنا تعرف وجهتها وساعدنا يشد ساعد وعضدنا يشد عضد وقلبنا معلق بالله وبالوطن".

ودعا أبو حرب جميع المعنيين للحفاظ على أمن واستقرار أهلنا في المخيمات، لأن البحر هائج والوضع الاقتصادي مرير، وسيرخي بظلال أمنية نرى ملامحها في كل مدينة وبلدة لبنانية. وختم أبوحرب موجهاً التحية لأهلنا الصابرين على أرض فلسطين والمرابطين في المسجد الأقصى ورحابه، ولأسرانا البواسل وجرحانا الأبطال، كما توجه بالتحية باسم عموم الشعب الفلسطيني إلى أهلنا في لبنان الرافضين لكل مشاريع التوطين والتهجير والوطن البديل رغم صعوبة الظروف التي يمرون بها، وتمنى الأمن والأمان للبنان الشقيق، وأن تتشكل الحكومة بأسرع وقت، وأن تحضّر لانتخابات رئاسية ميسرة.

وكانت هناك مجموعة من الكلمات أكدّت أحقية شعبنا الفلسطيني بأرضه وحقه بالعودة وتقرير المصير، كما أكدّ الجميع ضرورة بذل الجهود في تصويب الموقف الموّحد، والاتفاق على برنامج سياسي يشمل الكل الفلسطيني ويلبي طموحات شعبنا في تعزيز الوحدة الوطنية وتشكيل جبهة وطنية لتفعيل المقاومة الشعبية بكل جدية حتى طرد الاحتلال الغاصب عن أرضنا ومقدساتنا، وعودة اللاجئين وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف.