شاركت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في منطقة صيدا بإنطلاقة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني الـ٥٥، وذلك في مهرجان جماهيري سياسي في قاعة الأمل للمسنين في مخيم عين الحلوة، اليوم الجمعة ١٥-٧-٢٠٢٢.

 

وحضر المهرجان عضوا قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان م.منعم عوض وآمال الشهابي، وأمين سر حركة فتح وفصائل "م.ت.ف" في صيدا اللواء ماهر شبايطة، وقائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا العميد أبو أشرف العرموشي، وأمين سر حركة "فتح" - شُعبة عين الحلوة ناصر ميعاري ممثلاً أعضاء قيادة الشعبة وعناصر وضباط القوة الأمنية المشتركة، واللجان الشعبية في منطقة صيدا وكودار حركة "فتح"، وعضو اللجنة المركزية لجبهة النضال عصام حليحل، وكوادر وأعضاء جبهة النضال، وممثلون عن فصائل منظمة التحرير في منطقة صيدا وحركة الجهاد الإسلامي، واتحاد المرأة والمكاتب النسوية.

 

 كلمة منظمة التحرير الفلسطينية ألقاها اللواء شبايطة فقال: "في الخامس عشر من شهر تموز عام 67 وبعد أربعين يومًا على هزيمة الأنظمة العربيه وجيوشها التي سميت بيوم النكسة، جاءت انطلاقة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني كبارقة الأمل وبصيص النور الذي شع بإعلان المؤسسين الأوائل لجهة النضال بقيادة الشهيد القائد الدكتور سمير غوشة الأمين العام لجبة النضال التي شاركت ومازالت مهارتها مستمرة منذ 55 عامًا تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد". 

 ‏ووجه اللواء شبايطة خلال كلمته المباركة والتحية لجبهة النضال في يوم انطلاقتها قائلاً: "واليوم الجبهه بأمينها العام د.أحمد مجدلاني مستمرة بنضالها والتي بِاسمكم نوجّه التحية والتبريكات بذكرى انطلاقتها المجيدة ورسالتنا الأولى لكل من وظف طاقاته البشرية والمادية لتكفير وتخوين منظمة التحرير الفلسطينية الذين ركزوا ضرباتهم المتتالية والمسنودة من قوى إقليمية وإسرائيلية لاتخاذها الواقعية السياسية سبيلاً لاختراق جبهة المجتمع الدولي والشرعية الدولية والعمل على تثبيت فلسطين في القانون الدولي". 

 وأضاف اللواء شبايطة: "ووضعوا سيادة الرئيس محمود عبّاس كهدف في حقل رمي نيران لإطلاق النار ولم يوفروا سبيلاً للنيل من حياته إلا وسلكوها كما فعلوا مع الشهيد القائد ياسر عرفات؛ إننا على يقين أنهم سيفشلون كما فشلوا سابقًا". 

وأضاف اللواء شبايطة: "السيد الرئيس أبو مازن يتحدى الموت ويخترق السياسة الحكيمة الصائبة لتحقيق المكاسب للشعب الفلسطيني الذي يجب أن يحقق الحرية لينعم بها في ربوع الوطن الحر المستقل. لقد آن الأوان ليعرف هؤلاء أن العواصف والأعاصير تقتلع الأشجار الضخمة وأولها الفارغة. وإن السنابل الخضراء الممتلئة بالنضال الوطني منيعة وأقوى وأبقى". 

 ووجه اللواء شبايطة رسالة ثانية قائلاً: "نقول لا اللانغلاق على الذات ولا التطبيل والتزمير لعمليات مزوره قبل التطبيع الذي اعتقدوا أنه سيكون النهايه للكفاح والنضال الفلسطيني فإذا به يكشف زيف هش وفضيحة للأطراف الدولية التي رقصت في أعراسه في عهد ترامب. وهناك تفاهة جديدة يحاولون أن يجدوا صيغة الناتو الشرق أوسطي لتكون إسرائيل في القلب والجوهر ورافعته الأساسية. فمن يضع رأسه في رأس الشعب الفلسطيني سيفقد عقله. ومن يحاول اصطياد شيء في بحر القضية الفلسطينية اصطدناه ولم يستطيع الإفلات لأننا شعب الجبارين والكل يعرف أننا لن نقبل بالحلول المؤقتة والجزئية والترقيعية فقد فات الأوان". 

 

وختم اللواء شبايطة: "عليكم الاعتراف بحقنا بدولتنا وقدسنا عاصمتنا وعودتنا وغير ذلك فأنتم واهمون. فهل يستجيب الرئيس الأمريكي بايدن لذلك. لأن ماتمخض عن الزيارة لفلسطين جعل الوضع الراهن خلف ظهر الشعب الفلسطيني وقيادته التي حققت إعجازًا في الصبر والعمل بمصداقية لا محدودة مع المجتمع الدولي والتزامًا بقرارات الشرعية الدولية التي رعتها الإدارة الأمريكية والدول الكبرى والاتحاد الأوروبي فالشعب الفلسطيني يملك ما لا يملكه الآخرين وهو الحق الكامل والوعي الشامل والثقة المطلقة في النصر". 

وألقى كلمة اللجان الشعبية في لبنان عضو قيادة حركة "فتح" في إقليم لبنان المهندس منعم عوض قائلاً: "نحتفل بالذكرى الخامسة والخمسين لتأسيس جبهة النضال الشعبي الفلسطيني على أثر نكبة حزيران 1967 متمسكة بالقرار الوطني الفلسطيني المستقل مترجمة ذلك في ممارستها النضالية مع جماهير شعبنا الفلسطيني وفي مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا العربي في كل أماكن وجوده، عملت بكد وبجهد على تحقيق بناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، حيث قدمت على مسيرة الحرية والاستقلال آلاف الشهداء والأسرى والجرحى، فكانت كالشعلة المضيئة في نفق الظلام، تسير جنبًا إلى جنب مع باقي فصائل الثورة الفلسطينية، فكانت وما زالت السلاح والموقف والكلمة تسير على خطى الشهداء الدكتور سمير غوشة والرئيس الشهيد ياسر عرفات رمز عزتنا وكرامتنا الوطنية. هذه هي طريق الثوار حاملين الأمانة دون هوادة سائرين بها حتى النصر". 

وأضاف م. عوض: "في هذه المناسبة نؤكد تمسكنا بالثوابت الوطنية وهذا ما أقرته كل الفصائل الفلسطينية في لقاءات القاهرة وبيروت فتحقيق هذه الثوابت يتطلب ابتداء بالوحدة الوطنية الفلسطينية وانخراط كل الفصائل الفلسطينية في منظمة التحرير الفلسطينية فالوحدة الوطنية وحدها قادرة على التصدي لكل المؤامرات والوقوف في وجه العدو الصهيوني كالبنيان المرصود. هذا العدو الذي يستغل الظروف المحيطة باستباحة الأراضي الفلسطينية وبهدم المنازل وبتغيير هوية الأرض التي تأبى ألا تكون عربية الانتماء بثراها وسمائها فالدم الفلسطيني الزكي الذي يرويها من المحال أن تتغير هويتها". 

وفيما يتعلق بزيارة بايدن قال م.عوض: "من هنا تأتي زيارة بايدن لتكريس ما أنجز هذه المؤمرات والضغط لإقامة حلف جديد ما بين بعض الدول والكيان الصهيوني. إن هدف الإدارة الأمريكية أكانت ديمقراطية أم جمهورية، إنهاء القضية الوطنية الفلسطينية حتى إنها تمارس أبشع الأساليب لتطال لقمة العيش عبر وقف مساعدتها المالية". 

وأضاف م.عوض: "الأخوة الحضور كثيرة هي التحديات والمؤمرات وكلها غايتها واحدة هي إنهاء القضية الوطنية الفلسطينية، فالتطبيع وتكالب البعض عليه إنما يهدف لتسليم رقاب الأمة والترويج لديانة جديدة بديلة تسمى الديانة الإبراهيمية". 

وفيما يتعلق بوكالة الأونروا قال م. عوض: "إن الأنروا تأسست بقرار أممي فلا يحق لكائن من كان إلغائها وتقويض عملها. بل على العكس المطلوب تطوير عملها وتحسينه في كل المجالات الصحية، التربوية، والإجتماعية وعدم تقليص خدماتها، فهذا ما تقوم به اللجان الشعبية. فإننا نتابع كل صغيرة وكبيرة تتعلق بخدمات الأنروا ولن نسمح مطلقًا بأي تقليص في الخدمات بل سنسعى بكل ما أوتينا من قوة لتحسين هذه الخدمات. ولن نسمح بإنهاء الأونروا لأنها الشاهد الدولي الوحيد على نكبة فلسطين واللجوء الفلسطيني ولن نرضى بتوقف عملها حتى عودة اللاجئين إلى ديارهم وممتلكاتهم التي هجروا منها وفقًا للقرار 194، لنتظلل بسماء فلسطین، نستنشق نسائمها في أرض الأجداد وستبقى أرض الأحفاد". 

و ختم م.عوض كلمته: "في هذا اليوم المجيد يوم إضاءة شعلة التأسيس نتوجه بالتحية لرفاق الدرب في مسيرة النضال الذين حملو السلاح ورفعوا راية منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا العربي الفلسطيني بقيادة الأخ الرئيس أبو مازن حامل أمانة الشهداء، والتحية لكل المؤمنين بحتمية النصر المجد لشهدائنا الأبرار،

الحرية لأسرانا الأبطال، الشفاء العاجل لجرحانا البواسل". 

 

 وفي الختام ألقى كلمة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني عضو لجنتها المركزية عصام حليحل أكد من خلالها التمسك بالثوابت الوطنية والقومية واستمرار مسيرة النضال والمقاومة حتى التحرير والعودة.

وقال حليحل: "إنّ شعبنا العربي الفلسطيني وهو يواصل تصديه للعدوان المستمر ومقاومته للاحتلال الصهيوني ولقطعان المستوطنين، لن ينسى المجازر والمآسي التي تعرض ويتعرض لها يومياً منذ النكبة حتى الآن، وهذا ما أكدته استمرار الثورات المتتالية والمتجددة والنضال المستمر الذي لم ولن يتوقف منذ وعد بلفور المشؤوم، وأن راية الكفاح والمقاومة مستمرة تحملها أجيال متعاقبة من الشعب الفلسطيني جيلاً بعد جيل حتى يحقق كامل أهدافه الوطنية في التحرير والعودة". 

وأضاف حليحل:" وبمناسبة الذكرى الـ٥٥ للانطلاقة، لا بد من التأكيد على رفض شعبنا للخطط والمحاولات الأمريكية الجارية لبيع الأوهام لحلول تصفوية تحت عناوين “الحل الاقتصادي” وفرض الأمر الواقع وخطط الضم الصهيونية والنيل من المقدسات الإسلامية والمسيحية وخاصة في المسجد الأقصى المبارك، وأن كل هذه المحاولات والخطط والجرائم التي ارتكبها الكيان الصهيوني لم تؤثر على الذاكرة الفلسطينية ومحاولات تجاوز الحقوق في فلسطين التاريخية، واستمر شعبنا الفلسطيني في النضال والمقاومة ضد الاحتلال والتهويد والاستيطان، حفاظًا على أرضه وحقوقه الوطنية والتاريخية غير القابلة للتصرف والتي لا تسقط بالتقادم". 

وأضاف حليحل: "ما يقوم به الاحتلال الصهيوني من عدوان مستمر وإجراءات وخطط التهويد والضم واقتحامات المسجد الأقصى في الضفة الغربية وعلى الحدود مع غزة وفي الأراضي المحتلة عام 48, هو تعبير عن حالة القلق والخوف من المستقبل خاصة بعد معركة سيف القدس العام الماضي, لأنه يخشى من تطورات إقليمية ودولية لن تكون لصالحه في المرحلة القادمة، اضافةً الى الحراك الشعبي الفلسطيني والعربي والإسلامي والتحرري ضد الاحتلال والعنصرية والاستيطان والتهويد وضد محاولات تصفية القضية .

و اضاف ايضا: "إن هذه المرحلة الدقيقة والمعقدة والصعبة تفرض على كل الفصائل الفلسطينية مسؤوليات جسام الأمر الذي يتطلب عملية مراجعة نقدية شاملة لكل السياسات السابقة والعمل جديا لإنهاء حالة الانقسام المدمر.

إن القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني جزء لا يتجزأ من الأمة العربية والإسلامية، ولا يمكن فصل وعزل القضية الفلسطينية عن التطورات الجارية في المنطقة والعالم، والصمود والانتصارات التي حققتها دول وقوى محور المقاومة في المنطقة والدول المناهضة لسياسة الهيمنة الأمريكية، يمثل بشائر خير لتحقيق الانتصار على الاحتلال الصهيوني في فلسطين". 

وختم حليحل كلمته: "نعاهد الشهداء والجرحى والأسرى في سجون الاحتلال وكل أبناء شعبنا وثورتنا، وأننا سنبقى أوفياء لنضالات شعبنا وأمتنا، ولأرواح الشهداء ولمسيرة النضال المشترك مع كل الفصائل والقوى الملتزمة بحقوق شعبنا، وكل قوى ودول محور المقاومة، مؤكدين أن الشعب العربي الفلسطيني سيواصل نضاله العادل ومقاومتة ضد الاحتلال حتى تحقيق كامل حقوقه الوطنية والتاريخية في التحرير والعودة إلى فلسطين كل فلسطين".