إحياءً للذكرى الرابعة والسبعين للنكبة الفلسطينية الأليمة، ورفضًا لجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا، وآخرها عملية الاغتيال الجبانة للصحافية شيرين أبو عاقلة، نظمت حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صيدا - شعبة المية ومية وقفة تضامنية، صباح اليوم السبت ١٤-٥-٢٠٢٢، أمام مقر قيادة شعبة المية ومية.
وتقدم المشاركين عضو قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان آمال الشهابي، وأعضاء قيادة منطقة صيدا، وأمين سر حركة "فتح" - شعبة المية ومية غالب الدنان وأعضاء الشعبة، وممثلون عن فصائل "م.ت.ف" والفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية وقوات الأمن الوطني الفلسطيني والهيئة الوطنية للمتقاعدين العسكريين الفلسطينيين، ومسؤول العلاقات في حركة الجهاد الإسلامي في منطقة صيدا عمار حوران، إلى جانب اتحاد المرأة الفلسطينية والمؤسسات والمكاتب الحركية، والفرقة الموسيقية التابعة للمكتب الحركي الكشفي في الشعبة، ووكوادر حركة "فتح" وأبناء التنظيم، وحشد من أبناء شعبنا الفلسطيني. 

الوقفة افتُتحت بالوقوف دقيقة صمت لأرواح شهدائنا الأبرار وعلى رأسهم الشهيد الرمز ياسر عرفات، والشهيدة الصحافية شيرين أبو عاقلة، تلا ذلك الاستماع إلى النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني. 


ثم كانت كلمة من عريف المناسبة أمين سر حركة "فتح" - شعبة المية ومية غالب الدنان رحب فيها بالحضور، وتحدث عن ذكرى النكبة الأليمة ومواصلة الاحتلال ارتكاب أبشع جرائمه وانتهاكاته بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، لافتًا إلى أنه ليس آخرها إعدام الصحافية شيرين أبو عاقلة خلال تأديتها واجبها المهني والوطني في تغطية اقتحام قوات الاحتلال مدينة جنين ومخيمها متعمدًا اغتيالها لإسكات صوت فلسطين.
 وأكد الدنان أهمية وحدة الموقف الفلسطيني وتوحد الكل الوطني في وجه الاحتلال الإسرائيلي الغاصب، مشددًا على أهمية الالتفاف حول الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني منظمة التحرير الفلسطينية. 

كلمة الفصائل الفلسطينية ألقاها مسؤول العلاقات في حركة الجهاد الإسلامي في منطقة صيدا عمار حوران، فقال: "أرادوها نكبة وهي بالمصطلحات نكبة ولكن شعبنا أبى إلا أن يكون ثائرًا مقاومًا فحول الخيمة وأعمدتها متاريس مقاومة وخنادق عنفوان مقاومة لم تتوقف منذ العام ١٩٤٨ وحتى اليوم. وقالوا الكبار سيموتون والصغار سينسون ولكن الكبار أطلقوا الثورة والصغار كتبوا بدمائهم مع أول فرصة في مارون الراس اسم فلسطين ليس بالطبشور ولا بالحبر بل بدمائهم وعلى السياج". 


وأدان حوران جريمة إعدام الصحافية شيرين أبو عاقلة من قبل الاحتلال الإسرائيلي مؤكدًا أن هذه الجريمة يجب أن تستنهض كل الضمائر الحية لفضح الاحتلال ومعاقبته.

وأكد أن شعبنا لا يزال حتى اليوم يعيش فصول النكبة جراء استمرار الاحتلال في جرائمه، ودعا أبناء شعبنا الفلسطيني والعرب والمسلمين في أرجاء العالم إلى ضرورة محاصرة الكيان الصهيوني وإبقائه كيانًا غريبًا وممارسة كل أنواع المقاطعة حتى يبقى معزولاً محاصرًا، مؤكدًا أن التطبيع الذي قامت به بعض الأنظمة العربية لن يغير الواقع الموجود.

وأشار إلى أن فلسطين اليوم كلها باتت ساحة مقاومة حيّة، ودعا أبناء الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجدهم إلى إبقاء جذوة الصراع مع الاحتلال مشتعلة، ومشاغلة الاحتلال والاشتباك معه، والتصدي لكل قوة لاقتحامات قطعان المستوطنين للمسجد الأقصى، واقتحامات قوات الاحتلال لمدن وقرى الضفة المحتلة. 

وحيا الأبطال الذين يقدمون يوميًا أشكالاً مختلفة من المقاومة، وإلى جماهير شعبنا المنتفض يوميا في غزة والضفة والقدس ومخيم جنين، وإلى كل شهيد سقط دفاعًا عن الأقصى والقدس وفلسطين، وإلى أسرانا البواسل الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية في وجه المحتل الغاصب.  

ثم كانت كلمة "م.ت.ف" ألقاها مسؤول حركة "الانتفاضة الفلسطينية" أبو علي طه، تحدث فيها عن معاناة شعبنا طوال ٧٤ عامًا على النكبة جراء تواصل جرائم الاحتلال من قتل وتهويد واعتقال وتشريد، وأكد أن النكبة شكلت تحولاً تاريخيًا في المنطقة العربية والعالم. 

 وقال: "إذا كنا لا نعجبُ لتعاطف الغرب الاستعماري مع الرواية الصهيونية في احتلالها لفلسطين فإن ما يصدمنا ويخجلنا أن يكون هناك من أنظمتنا العربية من وجد في الحضن الإسرائيلي ضالته فاستسلم لإرادة العدو ورغباته وأدار ظهره لأبناء جلدته من الفلسطينيين وأضحى مطية للمشروع الصهيوني في فلسطين والمنطقة". 

ونوه إلى أن ما يجري في فلسطين من تصدٍ بطولي  لاعتداءات قوات الاحتلال على الأقصى والقدس والضفة وغزة وحتى داخل أراضي الـ48 وصبرنا وصمودنا أمام هجمية العدو واحتلاله يفنّد الرواية الصهيونية ويزرع الرعب في قلوب الإسرائيليين الذين صدقوا خرافات قادتهم والذين باتوا يتحدثون عن حتمية زوال كيانهم ويفقده توازنه فيتخبط في ردود أفعاله وحماقاته لافتًا إلى أن اغتيال الإعلامية شيرين أبو عاقلة قبل أيام في جنين شكل من أشكال هذا التخبط والجنون الذي بات ملازمًا لجنوده ومستوطنيه. 

وتابع طه: "ستبقى شيرين أيقونة الصحافة الفلسطينية وبغيابها يفتقد شعبنا والإعلام الفلسطيني بطلة كما قال السيد الرئيس محمود عباس ضحت بنفسها من أجل القضية وفي تكريمه الشهيدة شيرين بأعلى وسام فلسطيني وصفها بأنها رمز للمرأة الفلسطينية والإعلامية المناضلة". 

وجدد طه العهد باسم "م.ت.ف" بمواصلة السعي لتحقيق الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، والاستمرار بالمقاومة بكل أشكالها حتى هزيمة المشروع الصهيوني وتحقيق حلم شعبنا في العودة والحرية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، موجهًا التحية لأهلنا الصامدين في الوطن والشتات ولبنان، وإلى جماهير شعبنا وأمتنا وأصدقائنا في العالم. 


كلمة حركة" فتح" رائدة الثورة الفلسطينية والقرار الوطني الفلسطيني المستقل ألقاها عضو قيادة حركة "فتح" في منطقة صيدا مسؤول الإعلام يوسف الزريعي، فقال: "نجتمع اليوم في ذكرى أليمة على قلوبنا نحييها بألم في كل عام وها نحن اليوم نحيي الذكرى الرابعة والسبعين لنكبتنا الفلسطينية. أربعة وسبعون عامًا قاسية مرت، عشناها بحزن وبؤس وحرمان، أربعة وسبعون عاما وفي كل عام نزداد يقينا بأن عودتنا باتت أقرب من أي وقت مضى، عودتنا أقرب بفضل تضحيات شعب ما يأس وهو يقاوم ويناضل في كل ساح وميدان، وبصمود قادة رفضت التخاذل والتهاون أو الارتهان لأي دولة عربية او اقليمية، ولم تساوم على قرارنا الوطني المستقل ولو حوصرنا ومورست علينا الضغوط السياسية والمالية، فكل التحية من مخيم المية ومية إلى قيادتنا الوطنية وعلى رأسها السيد الرئيس محمود عباس". 

وأكد الزريعي أننا نحيي ذكرى النكبة هذا العام ونحن في مخيمات العودة في لبنان التي تمثل محطات مؤقتة نتمسك برمزيتها ونحميها بأشفار عيوننا، إلى حين عودتنا إلى قرانا ومدننا التي هجرنا منها، وقال: "نعاهدكم في حركة في "فتح" وقوات الأمن الوطني الفلسطيني بأن اليد التي ستحاول العبث بأمن وأمان شعبنا ومخيماتنا سنقطعها ولو كلفتنا أرواحنا، وستبقى مخيماتنا قلاعًا شامخةً تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية". 

وأشار إلى أن ذكرى النكبة تحل هذا العام والاحتلال يواصل إرهابه وإجرامه بحق شعبنا ومقدساتنا، ولم يسلم من بطش إرهابه الصحافيين وكان آخرهم الأيقونة شيرين أبو عاقلة وهي واحدة من مجموعة إعلاميين لا حصر لهم تعرضوا للارهاب الإسرائيلي بهدف طمس صوت الحقيقة، ولم يسلم من الاحتلال لا الطواقم الطبية ولا المهندسين أو المعلمين ولا حتى الأطفال والنساء أو العجّز ضاربين بعرض الحائط كل القوانين والشرائع ومبادئ حقوق الإنسان. 

وأردف: "وها هو الاحتلال يتمادى بإجرامه في كل يوم وقد شاهدنا اقتحامه بالأمس مخيم جنين وقصف منازل المدنيين وإصابة واعتقال العشرات، تزامنًا مع مواصلة الاقتحامات والاعتداءات في مدينة القدس المحتلة بخاصة في المسجد الاقصى المبارك، واستمرار سياسة الاستيطان في جميع الأراضي الفلسطينية، من هنا نحذر الاحتلال بأن هذه السياسة ستدفع الأمور نحو الانفجار الشامل الذي لا يمكن السيطرة عليه إطلاقًا، لذلك نطالب الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي بالتدخل الفوري والعاجل لوقف هذا الهجوم الإسرائيلي الذي يجعل الوضع يصل إلى مرحلة اللاعودة، التي لا يمكن توقع نتائجها". 

وختم الزريعي كلمته قائلًا: "وأمام هذا المشهد ونصفنا في سن الشباب والنصف الآخر وُلد هنا في لبنان ولم يشاهد فلسطين إلا عبر شاشات التلفاز، فاعلموا جيدا أن هذا المشهد الشبابي يغيظ الاحتلال كثيرًا، فإياك أن تتوانى عن النضال بهذه الطريقة وبأي طريقة متاحة، فبهذا تغيظ من قال يومًا أن الصغار ينسون، ونقول: فلسطين لن ننساك ولن نرضى وطنًا سواك".
 

تصوير: فادي عناني