ينظر البعض لإدانة الرئاسة لمقتل "المدنيين الإسرائيليين" نظرة شعبوية وغوغائية تمامًا، وبغاية لا علاقة لها في الواقع، بأية مواقف مبدئية، بقدر ما لها الغاية التحريضية ذاتها ضد القيادة الفلسطينية التي لم تتلاعب يومًا بالكلمات في خطابها السياسي الواضح، والصريح في مواقفه تجاه مختلف قضايا الصراع الفلسطيني / الإسرائيلي ودائمًا بلا أية شعارات استهلاكية، ولا أية عبارات شعبوية وانفعالية.

وفي واقعيات الرؤية، وضرورتها، فإن المسؤولية الوطنية، تقتضي الحكمة، للتعبير عن مواقفها تجاه احتدام الصراع، بلغة لا تسمح بالتلاعب في المبادئ، ولا باعتماد المعايير المزدوجة التي ما زلنا نعاني منها، والغاية من وراء هذه المواقف نعني مواقف الإدانة الرئاسية، هي في الإساس إدانة لسياسات الاحتلال الإسرائيلي التعسفية العنيفة ضد أبناء شعبنا، بواقع أنها هي التي تسعى لتخليق دوامة من العنف وتعميمها، لاستغلالها للقيام بالمزيد من الاعتداءات، وردات الفعل العنيفة ضد شعبنا الفلسطيني، وخاصة من قبل مجموعات المستوطنين المسلحة، بالغة التطرف والعنصرية...!!! ما من إدانة رئاسية إلا وأكدت في البداية أن قتل المدنيين الفلسطينيين، وحتى لا تقع في شبهة المعايير المزدوجة توضح و"المدنيين الاسرائيليين" "سيقود إلى المزيد من تدهور الأوضاع" أنها لغة المسؤولية الوطنية بكلماتها السياسية، التي يفهمها العالم، ويقدرها بأنها لغة الدولة المسؤولة في التعبير عن مبادئها الأساسية، وقيمها الاخلاقية.

يبحث الاحتلال الاسرائيلي دومًا عن أية ذريعة ليصعد من مستوى سياساته العنيفة ضد شعبنا الفلسطيني بغاية قتل إرادته في الصمود والتحدي والمقاومة المشروعة، وبلا أي تأويل ولا أية مخاتلة، فإن الإدانة الرئاسية هي محاولة لمنع الاحتلال من توظيف ذريعته، ليكون مكشوفاً أمام العالم أجمع أنه هو صاحب إرهاب الدولة المنظم، الساعي دومًا للتفجير بالرصاص المنلفت من بنادق جنوده، وبنادق مليشياته الاستيطانية...!!

إنها لغة المسؤولية الوطنية برسالتها الواضحة هذه للعالم أجمع ولعلها توقظ الضمير العالمي على نحو تخليق الفعل المقاوم لسياسات الاحتلال الدموية، ويضع حدًا لدوامة العنف التي تصنعها هذه السياسات بتسليك طريق السلام الدائم والشامل والعادل بوصفها الطريق الوحيدة، الاقصر، والاسلم، لتوفير الأمن والاستقرار للشعبين الفلسطيني والاسرائيلي.

المصدر: الحياة الجديدة