منذ أن تشكلت حكومة التغيير برئاسة نفتالي بينيت، صاحب المقاعد الستة في الكنيست الـ 24، وهي تعاني مرض الكساح؛ لأن الجامع الأساس لأحزاب الائتلاف الحاكم السبعة عاملان: الأول التخلص من نتنياهو في الحكم؛ الثاني الخشية من الذهاب لانتخابات برلمانية خامسة خلال سنتين. وبقيت الحكومة واقفة على رجل واحدة طيلة الفترة السابقة منذ حزيران/ يونيو 2021، ودخلت أمس الأربعاء الموافق 6 نيسان/ إبريل الحالي في حالة صدمة وحالة من الشلل بعد إعلان رئيسة الائتلاف الحاكم في الكنيست، عيديت سليمان النية عن استقالتها من الائتلاف بشكل مفاجئ، ولم يكن في الحسبان، مع أن بعض قوى الائتلاف تدعي أنها كانت على علم بنية سليمان بالاستقالة، لكن زعيم حزب "يمينا"، ورئيس الحكومة الذي اسقط في يده، لانه لم يكن على دراية بنوايا عضوة حزبه، ورئيسة الائتلاف. ومازال يبحث عن مخارج لإنقاذ حكومته المتهالكة، فالتقى اليوم مع شريكه الأساس، رئيس الحكومة بالنيابة، يئير لبيد، وصاحب المقاعد الـ18 في الكنيست للبحث عن المخارج المحتملة لإنقاذ الحكومة من الهلاك.   
كان إعلان النائبة اليمينية عيديت بمثابة انفجار لقنبلة موقوتة، هزت مركبات الحكومة الهشة كلها، وتعاقبت ردود الفعل من ممثلي "حزب العمل" و"ميرتس" و"يمينا" و"هناك مستقبل" و"أزرق أبيض" بالإعلان عن استيائهم وخشيتهم من الذهاب للانتخابات الجديدة، وعودة البعبع نتنياهو، او كما أشار البعض منهم، أن البديل سيكون حكومة أكثر تطرفًا تضم في مركباتها الحزبين الفاشيين "عوتسميا" بزعامة بن غفير و"الصهيونية الدينية" بزعامة سموتيريتش وبقيادة زعيم حزب الليكود، الذي مازال يحظى باعلى نسبة قبول في الشارع الإسرائيلي، رغم كل قضايا الفساد التي يحاكم عليها. 
وبالمقابل قوى المعارضة جميعها رحبت بإعلان سليمان للخروج من الائتلاف الحاكم، وأول من التقط ردود الفعل زعيم المعارضة، نتنياهو، الذي ثمن موقفها، وعرض عليها ان تكون الرقم عشرة في قائمة الليكود القادمة، وقدم لها رشوة مباشرة بتسلمها حقيبة وزارة الصحة في أعقاب الانتخابات. كما أن القوى اليمينية نزلت للشوارع في مختلف المدن مؤيدة خطوة النائبة سليمان، وبارك كل من سموتيريتش وبن غفير خطوتها، وأعلنت القائمة المشتركة بزعامة أيمن عودة، انها لن تنقذ حكومة بينيت/ لبيد من الغرق، وتعتبر كما أعلن سامي أبو شحادة، رئيس التجمع الوطني الديمقراطي، أن أفضل خيار الآن، هو الذهاب لانتخابات برلمانية جديدة. 
الساحة الإسرائيلية في أعقاب إعلان سليمان في حالة من الفوضى، والانتظار المشوب بالحذر، لكن ما يخيم على رؤوس القوى المشاركة في الائتلاف التحاق عضو آخر مع سيلمان، وهو ما يعني مباشرة حل الكنيست، والذهاب للانتخابات. وبالتالي مازال البعض يتمنى ويراهن على عودة النائبة عيديت عن قرارها، وهذا أحد السيناريوهات الأصعب. لان هناك تقديرات في أوساط قوى الائتلاف، ان رئيسة الائتلاف تتخذ خطواتها بتأني، ولم تخرج إلا ولديها قناعة بأن هناك من سيلتحق بها، لأنها وفق بعض التقديرات تنوي تشكيل حزب جديد، وهذا سيناريو ثان، بالإضافة لسيناريو الانتخابات مباشرة، أو يتولى لبيد مباشرة رئاسة الحكومة مع المحاولة على ترميم ما يمكن ترميمه. لكن وفق أحسن الفرضيات لا يوجد قوة تقبل القسمة على إنقاذ الائتلاف المهزوز. 
كما أن بيني غانتس، زعيم أزرق أبيض في الائتلاف ضاق ذرعًا برئيس الوزراء، بينيت، الذي يقف على رأس الحكومة بستة نواب، وهو يملك ثمانية نواب، ولا يرى فيه آهلاً لرئاسة الحكومة. فضلاً عن أنه ليس على توافق تام مع لبيد، زعيم "هناك مستقبل"، ولديه تحفظ من مركبات الائتلاف، وبالتالي هل يقفز من سفينة الحكومة المتهاوية والغارقة أصلا في وحول الإرباك والتشوش. بيد أن محذور وزير الجيش الأساس خشيته من العودة لحضن نتنياهو، الا اذا قرر حزب المعارضة الرئيسي تكليف زعيمًا جديدًا لليكود عندئذ يمكن لزعيم "حصانة إسرائيل" بيع الحكومة ببلاش. 
في كل الأحوال هناك حالة من الفوضى، وعدم الوضوح في شكل ومخرجات السيناريو الممكن للخروج من أزمة الحكومة شبه المنهارة. الساعات القليلة القادمة تحمل في ثناياها الإجابة على الأزمة المتوقعة. 

 

المصدر: الحياة الجديدة