سيظل الشارع الفلسطيني هو شارع الوطنية الفلسطينية، التي لا تخطئ البوصلة النضالية، ولا تهتف في مسيراتها، وتظاهراتها لغير المشروع الوطني التحرري، والشرعية الفلسطينية، الوطنية، والدستورية، ولا تدعو لغير الوحدة، والتآلف، ونبذ كل خلاف يحاول عرقلة مسيرة الحرية والتحرر الفلسطينية، وخارج هذا الشارع ما ثمة تظاهرات، وإنما تجمعات حزبية، وفئوية، بحساباتها الضيقة، والأخطر بأجنداتها الخارجية المشبوهة!! 
الشارع الفلسطيني شارع القيم والمفاهيم الوطنية، حتى وهو شارع تظاهرات المعارضة الحقيقية، حين هتافات هذه التظاهرات تظل للقضية الوطنية، وسبل انتصارها، وحين تظل تعبيرًا عن احتجاج قويم ضد مظاهر الخلل التي قد تعتري العقد الاجتماعي، ومن أجل صلاحها الأمثل، الشارع الفلسطيني شارع القيم الأخلاقية الرفيعة، والسامية، لا شارع الابتذال، والبذاءة، والشعبوية المنحطة، التي لا تعرف غير الشتائم وبأقبح وأسفل عباراتها، والتي لا يمكن تصنيفها كهتافات أبدًا، وإنما صرخات للتهيج الفتنوي إن صح التعبير، هذه التي رددها البعض يوم أمس الأول في تظاهرة في رام الله زعمت أنها احتجاجية على مقتل المواطن نزار بنات!!! 
تحالفات انتهازية، جمعت جماعات متناقضة في عقائدها ومذهبيتها، وتبعيتها،  حتى باتت جماعة الإخوان المسلمين تصدر من تحت عباءات التطبيع والتمويل الحرام، تحالفات جمعت العربي الرجعي القديم، مع العربي العدمي الجديد!!        
تحالفات انتهازية ركبت الموجة، وفاضت في استغلال دم الضحية "بنات" وفقط لمواصلة ذات المحاولة التآمرية المحمومة، الرامية لتصفية منظمة التحرير الفلسطينية، كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، وضرب حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" بوصفها حامية المشروع الوطني، والساعية في دروبه من أجل تحقيق كامل أهدافه العادلة والمشروعة، في إقامة دولة فلسطين الحرة المستقلة، من رفح حتى جنين، بعاصمتها القدس الشرقية، وتأمين حق العودة، طبقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية .
تحالفات انتهازية جيشت فضائياتها المحمومة للطعن بالسلطة الوطنية، والشرعية الفلسطينية، والتحريض على إشعال نار الفتنة، والحرب الأهلية بشعارات فوضوية، وديماغوجية، ودعوات مناهضة للقانون، والنزاهة، والشفافية، حين رفضت وما زالت ترفض الإجراء القانوني والمنطقي والعملي للوقوف على حقيقة ما جرى ضد المواطن نزار بنات من اعتقال عنيف أفضى إلى موته، برفضها لجنة التحقيق التي شكلتها الحكومة على أعلى مستوى، وهو الإجراء الذي لا تعرفه هذه التحالفات، وبخاصة حركة حماس التي يقتل عندها معتقلون في سجونها، دون أيّة مساءلة، ولا أية مراجعة ولا أيّة محاسبة، وأحدث واقعة في هذا الإطار، مقتل المواطن عصام السعافين، في أحد سجونها في غزة، ولا ثمة أيّة لجنة من أي نوع كان شكلتها حماس للوقوف على حقيقة ما جرى ضد السعافين علما أن شقيق السعافين، قال في تصريح صحفي إن آثار التعذيب كانت بادية على جسد شقيقه المغدور ما يشير إلى احتمال وفاته جراء هذا التعذيب بخلاف بيان أمن حماس أنه كان يعاني من أمراض عدة، وحتى هذا الإدعاء كان بحاجة إلى لجنة تحقيق لتبيان حقيقته من عدمها!!
ويظل أن نقول ونؤكد إنه من المعيب تمامًا، ومن الحرام أساسًا استغلال دم الضحايا لأغراض سياسية، وحزبية، وفئوية، وخدمة لأجندات خارجية، مثلما تفعل اليوم حماس مع جماعتها الجديدة، باستغلالها لدم المرحوم "بنات" والمتاجرة به في جملة شعارات شعبوية، لا تريد من ورائها سوى استكمال انقلابها على الشرعية الفلسطينية، الوطنية، والنضالية، والدستورية، لعلها تحظى بمشروع الإمارة كما تشتهي جماعة الإخوان المسلمين!!
لن يكون الشارع الفلسطيني، شارع هذه الجماعة، ولا شارع الأدوات التي لا تحسن غير الشتيمة، الشارع الفلسطيني لنا، للوطنية الفلسطينية، وحركتها الرائدة والتي  ينطوي تاريخها على آلاف الشهداء والمعتقلين والجرحى، ولقيادتها المركزية النصاب في جنات الرحمن، مثلما ينطوي تاريخها على سيرة كفاحية عظيمة مضت ولا تزال تمضي فيها، في أعقد الدروب، وأصعبها، حتى أنها اقتحمت دروب  وما تزال تقتحم دروب المستحيل من أجل انتصار قضية وطنها، وشعبها، واسترداد حقوقه المشروعة كافة، في تقرير المصير وتحقيق الحرية والاستقلال وكما قالت فتح" وستظل تقول المشروع الوطني ليس للمقامرة، وسنحميه بالدم .