افتتحت كلية هونان المهنية للتجارة الخارجية، في مدينة تشانغشا في الصين، دورة تدريبية لمسؤولي الصحافة والصحفيين الفلسطينيين، برعاية وزارة التجارة الصينية، وبتكليف من وزارة التجارة لجمهورية الصين الشعبية ومديرية التجارة لمقاطعة هونان.

ويشارك في الدورة التي تُعقد على مدار أسبوعين وفد مكون من 31 صحفيا فلسطينيا، يترأسه جميل ضبابات، ونزار رجوب، وعبير البرغوثي، وزاهر زهد.

وتتحدث الدورة في بدايتها عن الظروف الوطنية للصين، والإنجازات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها من التطورات في الصين التي حصلت على مدار السبعين عاما الماضية منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، وعن تجربة الصين في مجال تخفيف حدة الفقر، والتدابير والخبرات التي اتخذتها في حل مشكلة الفقر المدقع، والتنمية والصناعة والثقافة وبناء وسائل الإعلام الجديدة في مقاطعة هونان.

تتطرق الدورة إلى إستراتيجية تطوير المحطات الإذاعية في عصر وسائل الإعلام المندمجة، وكيفية تكييف محطات الإذاعة والتلفزيون مع تطور عصر وسائل الإعلام المندمجة.

وتتحدث أيضا عن وسائل الإعلام التقليدية في ظل وسائل الإعلام الجديدة، والتواصل المتكامل بين وسائل الإعلام الجديدة.

وتوضح الدورة نظام إدارة وسائل الإعلام في الصين، واتجاه إنتاج المحتوى في إطار مبادرة الحزام والطريق، ونظام إدارة وسائل الإعلام الصينية، وتحلل مزاياه ومشاكله الحالية، وتناقش تطوير وسائل الإعلام الإخبارية في سياق مبادرة الحزام والطريق، والنقاط الرئيسية لإجراء تغطية الأخبار وكتابتها، وتحلل أنواع التقارير التلفزيونية ومواصفاتها بناءً على حالات محددة، وتغطية الأخبار وكتابتها، وأنواع التقارير التلفزيونية ومواصفاتها.

وقال الباحث من القسم الإقليمي بمديرية التجارة لمقاطعة هونان تشاو سونغ بي، إن الصين هي أكبر دولة نامية في العالم، ويعد تعزيز التضامن والتعاون مع الدول النامية خيارا إستراتيجيا ثابتا للحكومة الصينية، التي تقف دائما إلى جانب العدد الهائل من البلدان النامية، وتشترك في الآمال والآلام، وفي السراء والضراء، وبتوجيه من مبادرة الحزام والطريق، سنساعد الدول النامية على تحسين معيشة شعوبها وتطوير اقتصاداتها، في إطار التعاون بين بلدان الجنوب المساهمة في القوة الصينية.

وأضاف، أنه في السنوات الأخيرة تزايدت العلاقات الودية التعاونية والتشاركية والصادقة بين الصين وفلسطين، وتم الاتفاق بالإجماع على أنه يتعين على البلدين إقامة شراكة إستراتيجية وتعزيز التعاون الودي بشكل شامل في مختلف المجالات بما يعود بالنفع على شعبي البلدين.

وبين أنه في ظل التغيرات في نظام الاتصالات العالمي وتتطور الإنترنت، تحمل وسائل الإعلام الإخبارية رسالة مهمة تتمثل في نقل معلومات التنمية الاجتماعية، والتأثير في التفكير البشري. وتعد هذه الدورة لتعزيز التبادلات والتعاون بين الصين وفلسطين في مجال الأخبار والإعلام.

بدوره، قال رئيس كلية هونان المهنية للتجارة الخارجية تشين بو، إن الكلية تغطي مساحة 706 فدادين، وتضم 500 عضو هيئة تدريس، و225 أستاذًا وأستاذة مشاركًا، وأكثر من 11000 طالب بدوام كامل، بينما تعمل الكلية بقوة على تطوير التعليم العالي بدوام كامل، فإنها تنفذ أيضا تدريبات خارجية وخدمات فنية، وتقوم بتدريب عشرات الآلاف من المواهب من مختلف الأنواع كل عام، الموزعة في جميع أنحاء الصين. وأكثر من 100 دولة ومنطقة حول العالم أصبحت جميعا العمود الفقري لصناعاتهم.

ونوه إلى أن المشاركين نخبة الإعلام الفلسطيني، والكلية لها تاريخ طويل من التبادلات مع فلسطين، فمنذ عام 2012 جاء ما مجموعه 148 مشاركا فلسطينيا إلى الصين، للمشاركة في مشاريع التدريب على المساعدات الخارجية التي تنظمها الكلية.

وتابع: "سندعو خبراء ودارسين في المجال الإعلامي إلى إلقاء محاضرات ومناقشة موضوعات مثل التحول الإخباري، والتعليق الإخباري، والتخطيط وتحرير وتوزيع التقارير الإخبارية، والابتكار والتكامل الإخباري من أجل إغناء حياتكم الدراسية في الصين.

وأشار إلى أنه سيتم تنظيم زيارة للمشاركين إلى بعض المدن، للتعرف إلى وسائل الإعلام المحلية الرئيسية، والاطلاع على مشاهد طبيعية وثقافية، وإلى مدينة شاوشان، المقر السابق لماو تسي تونغ، مؤسس الصين الجديدة.

من جانبه، قال نزار رجوب في كلمته ممثلا عن المشاركين، إن هذا البرنامج التدريبي المميز والمتنوع فرصة هامة ومساحة إبداعية وثقافية وإعلامية للاطلاع على تجربة الصين الرائدة في المجالات كافة وخاصة الإعلامية.

ونقل تحيات المشرف العام على الإعلام الرسمي الوزير أحمد عساف، موضحا أن المشاركين سيجسدون رؤيته ورسالة مؤسسة الإعلام الرسمي الفلسطيني، بأخذ فلسطين إلى العالم وجلب العالم إلى فلسطين.

وأكد، أن المشاركة في هذه الدورة تجسد الإرادة الفلسطينية بالحياة رغم حرب الإبادة التي تعيشها فلسطين وخاصة غزة، وتدلل على صداقة طويلة وأفق تعاون مشترك في المجالات كافة، وخاصة الإعلامية المتجددة على مر الزمان، فالرسالة الإعلامية بالنسبة إلى شعبنا الفلسطيني تعتبر سلاحا فعالا لنقل صوته وصورته إلى العالم في وقت تقف فيه المؤسسات الدولية عاجزة عن فرض حل للقضية الفلسطينية مستند إلى قرارات الشرعية الدولية بسبب تعنت الاحتلال.

وأضاف رجوب، أن الدورة بمثابة الجسر الرابط بين الثقافات والحضارات الثرية بيننا وبين جمهورية الصين، لتعزيز علاقات الصداقة العريقة.

وتمنى للصين الازدهار والتقدم في مبادرة الحزام والطريق التي ستساهم في انتفاع الشعوب، وزيادة فرصتها في تحقيق التنمية.

وتمنى أن يستمر التعاون لتعزيز العمل الإعلامي المشترك خاصة في مجال التبادل الإخباري والبرامجي والتدريب وتبادل الخبراء، بما يساهم في تطوير مهارات الصحفيين حراس الحق والحقيقة.

وشدد على ضرورة نقل تجربة المشاركين وما يطلّعون عليه إلى الزملاء الإعلاميين الفلسطينيين، سواء في الإعلام الرسمي أو الإعلام الخاص.

تتمتع كلية هونان المهنية للتجارة الخارجية بتاريخ يمتد إلى أكثر من 60 عاما، وهي مؤسسة نموذجية للتعليم العالي في مقاطعة هونان، وواحدة من الدفعة الأولى من قواعد تدريب مسؤولي الأعمال الدوليين بوزارة التجارة برعاية وزارة التجارة، ووكالة التعاون الدولي، وإدارة التجارة في مقاطعة هونان، وإدارة التعليم في مقاطعة هونان، وحتى نهاية العام الماضي، نظمت الكلية بنجاح 434 مشروعًا تدريبيا للمساعدات الخارجية خصصتها وزارة التجارة، وقامت بتدريب 2023 مسؤولا وخبيرا فنيا من أكثر من 120 دولة.