ترامب وأركان إدارته ومستشاروه، كأنهم مجموعة جاءت عبر آلة الزمن من حقبة الاستعمار القديم، إنهم من أولئك العنصريين مصاصي الدماء المتعطشين للهيمنة ونهب ثروات الشعوب. بومبيو وزير خارجية ترامب يريد أن يختم مهمته الرسمية بإنجاز استعماري، عبر إعطاء الشرعية للاحتلال الإسرائيلي من خلال إصراره على زيارة مستعمرات إسرائيلية في الضفة الفلسطينية والجولان السوري، إنهم مجموعة تتصرف وكأن لا وجود للقانون الدولي والشرعية الدولية، وبالتالي لا يمكن وصفهم إلا بمجموعة بلفور الاستعمارية. 
صحيح أن الولايات المتحدة كانت شريكة في صياغة إعلان بلفورالمشؤوم، وهي أم المشروع الصهيوني، وحامي حمى إسرائيل، إلا أن أيّا من الإدارات الأميركية السابقة لم تتصرف بهذا الشكل الصهيوني الاستعماري كما تتصرف إدارة ترامب.، فكل ما قامت به هو سابقة تذكرنا بالحقبة البشعة من التاريخ البشري عندما كانت شريعة المستعمر هي السائدة. بومبيو أراد أن يفرض شرعية الاستيطان على إدارة بايدن وكأن ما يقوم به سيصبح سياسة أميركية. 
وللتوضيح فليس كل الإدارات الأميركية لديها ذات السياسة أذكر كيف مررت إدارة أوباما في أيامها الأخيرة عام 2016 قرار مجلس الأمن رقم (2334) وهو قرار في غاية الأهمية ينص على أن الاستيطان الإسرائيلي غير شرعي بما في ذلك الموجود في القدس الشرقية المحتلة، كما يؤكد على مبدأ حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة متواصلة وقابلة للحياة. في حينها أرادت إدارة أوباما أن تترك خلفها رؤية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تستند إلى القانون الدولي، واليوم إدارة ترامب تريد أن تفرض واقع الاحتلال وتترك واقعا لا يقود إلا لصفقة القرن التصفوية.
الشعب الفلسطيني أمام أسابيع قد تكون صعبة قبل أن يرحل ترامب وأركان  إدارته، فنحن أمام مجموعة لا هدف لها سوى تثبيت قواعد المشروع الصهيوني، ولا عدو لها سوى الشعب الفلسطيني الذي لم يبادر للاعتداء على أحد. من دون شك أننا نتعرض لعدوان بشع يستهدف وجودنا كشعب له حقوق مشروعة، يسعى لتحويلنا إلى سكان محليين أو مجموعة من الأقليات لها حقوق مدنية ودينية كما نص إعلان بلفور.
السؤال هل سيستمر الرئيس الأميركي المنتخب بنهج ترامب العدواني المخالف للقانون الدولي؟
ما يجعلنا أكثر اطمئنانًا أن بايدن كان من أركان إدارة أوباما التي مررت القرار 2334. وأعلن أنه سيعود لمبدأ حل الدولتين. قد تكون هذه مؤشرات إيجابية ولكن الشعب الفلسطيني المصلوب على خشبة المعاناة والظلم يريد أفعالاً ليس أقوالاً، يريد الخلاص وأن تكون له دولة يعيش فيها بكرامة.