أحيت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتـــح"-الشعبة الرئيسية الذكرى السادسة عشرة لاستشهاد الرئيس الشهيد ياسر عرفات، بمسيرةٍ فصائليةٍ وكشفيةٍ انطلقت من ساحة قاعة الشعب في مخيم شاتيلا، وجابت شوارع وأزقة المخيم، وانتهت بوضع إكليل من الغار باسم حركة "فتح" على أضرحة الشهداء في مقبرة شهداء المخيم، وذلك اليوم الثلاثاء 2020/11/10. وحمل المشاركون علم فلسطين ورايات حركة "فتح" وصور الرئيس الشهيد أبو عمار وصور الرئيس أبو مازن.

شارك في المسيرة فصائل الثورة الفلسطينية، قيادة حركة "فتح" في بيروت وشاتيلا، والأطر التنظيمية والمكاتب الحركية، وممثلو اللجان الشعبية، وقوى الأمن الوطني الفلسطيني، والقوة الأمنية، والفرقة الكشفية، وأشبال وزهرات حركة "فتح"، والمؤسسات والجمعيات الأهلية العاملة في مخيم شاتيلا، وفعاليات ووجهاء وأهالي المخيم.

وفي ساحة قاعة الشعب وقبل انطلاق المسيرة قدّمت فرقة البيادر مشهد حزين، وتشييع رمزي للرئيس الشهيد ياسر عرفات، حيث حملت على الأكتاف نعش رمزي ملفوف بعلم فلسطين وفي مقدم النعش صورة للشهيد أبو عمار.

ثم كانت كلمة لمنظمة التحرير الفلسطينية ألقاها عضو إقليم حزب فدا في لبنان سليمان هجاج، جاء فيها: "لم يكن الشهيد الرمز أبو عمار قائدًا ثورياً عادياً فحسب، بل رجلاً استثنائياً صنع تاريخاً جديداً لشعبنا الفلسطيني فاستطاع تحويل النكبة إلى ثورة، وحوّل خيام ومخيمات اللجوء إلى معسكرات فدائيين تنطلق منها قوافل الثوار ليعيد وصل فلسطين في عمقها العربي والإسلامي".

وتابع هجاج: "إنه الشهيد القائد ياسر عرفات رجل في أمة، وأمة في رجل والذي أصبح وبسرعة قياسية أحد أكبر صنّاع السياسة والتاريخ في المنطقة العربية، وأحد أكبر رجال التحرّر في العالم كله، ورمز الشعب الفلسطيني وعلم كفاحه الوطني، وقائد ثورته المعاصرة الذي نحيي اليوم ذكراه السادسة عشرة،  وشعبنا الفلسطيني في فلسطين كما في الشتات متمسك بثوابته ونهجه الثوري والتحرري، مستمر في نضاله، مستلهما فكره وشجاعته بثورة مستمرة وانتفاضة تلو انتفاضة، ومقاومة شعبية بكل أشكالها وإلى جانبها مخيمات الشتات الصامدة والمقاومة حتى  دحر الاحتلال الصهيوني".

ورأى هجاج ضرورة الإسراع في وضع كل اتفاقات المصالحة حيّز التنفيذ، وصياغة استراتيجية نضالية موحدة يكون عمادها المقاومة الشعبية بكل أشكالها، والتحضير من أجل إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية وانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني.

وألقى كلمة حركة "فتح" عضو قيادتها في بيروت ناصر الأسعد، قال فيها: "ستة عشرة عاماً والأعوام تمر ويبقى ياسر عرفات سيد الشهداء الحاضر فينا لا مكان لغيابه، أنت تاريخنا والمستقبل، أنت البوصلة والحلم جامع الدم الفلسطيني وخيمة فلسطين منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد، أبا عمار لا زلنا نقلب صفحات روايتك ونقرأ مفرداتها وحروفها العربية الفلسطينية، أبا عمار لا زلنا نعيش النكبة والهجرة والوجع وألم الانقسام والتطبيع من أخوة دم يقال عنهم عرب، ذكراك أبا عمار ليس يوم استشهادك، بل هي كل أيام السنة والعمر".

ورأى الأسعد أن القضية الفلسطينية تعيش أصعب ظروفها السياسية على الإطلاق منذ رحيل الرئيس الرمز ياسر عرفات، وكأن القضية فقدت المهندس والمخطط مع القادة الشهداء الذين جهزوا وحضروا الأرضية الصلبة لإنجاز المشروع الفلسطيني.

ورأى أن بغياب ياسر عرفات مضيء الشعلة الوطنية، وباعث الأمل، تواجه القضية الفلسطينية تحديات كبيرة وأساسية في ظل تراجع المشروع العربي أمام مشاريع متعددة، وانفراط عقد الأمة العربية، وحالة الضياع نتيجة بعدهم عن فلسطين القضية والعنوان.

واعتبر الأسعد أن أخطر ما يواجه القضية الفلسطينية اليوم هي حالات التطبيع التي تقوم بها بعض الدول العربية وتخليّهم عن قرارات الجامعة العربية خدمةً للمشروع الأمريكي الصهيوني والدول الغربية التي سعت لتقسيم وتفتيت هذه الدول كيانات أثنية ومذهبية وعرقية وطائفية.

ولفت الأسعد أن حالة الانقسام الفلسطيني ساهمت أيضاً وبشكل كبير في إطلاق يد العدو الصهيوني بالعبث والتراجع عن كل الاتفاقيات بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني، الذي عمل على تقطيع أوصال الضفة الغربية، ووقف تزويد وزارة المال بالمقاصّة التي هي حق للشعب الفلسطيني.

 وأضاف: "إن الغطرسة الأمريكية، من خلال الحالة الهمجية التي مارستها الإدارة الأمريكية بشخص الرئيس ترامب، الذي وهب القدس عاصمة للكيان المحتل، وأعلن عن صفقة القرن، عنوان المرحلة للحل السياسي للقضية الفلسطينية، فكان الرد واضحاً لا لبس فيه من الرئيس الفلسطيني أبا مازن المرابط في عرين رام الله الذي قال لا لامريكا .. لا لصفقة القرن".

ورأى الأسعد أنه وفي هذه الذكرى الأليمة يتعين علينا كشعب وفصائل أنْ نتوحد خلف راية فلسطينية واحدة، راية منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد، تحقيقًا لرغبات أبو عمار الدائمة بالوحدة الفلسطينية لانجاز المشروع الوطني الفلسطيني.