بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح"- إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية ليوم الثلاثاء 10-11-2020
*رئاسة
الرئيس ينعى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات
نعى رئيس دولة فلسطين محمود عباس، اليوم الثلاثاء، باسمه وباسم القيادة الفلسطينية والحكومة، إلى جماهير شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية، والأصدقاء في العالم، القائد الوطني الكبير، وشهيد فلسطين، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، والأكاديمي البارز، صائب عريقات، الذي أمضى حياته مناضلاً ومفاوضاً صلباً دفاعاً عن فلسطين، وقضيتها، وشعبها، وقرارها الوطني المستقل.
وقال سيادته، "إن رحيل الأخ والصديق، المناضل الكبير الدكتور صائب عريقات، يمثل خسارة كبيرة لفلسطين ولأبناء شعبنا، وإننا لنشعر بالحزن العميق لفقدانه، خاصة في ظل هذه الظروف الصعبة التي تواجهها القضية الفلسطينية".
وأضاف الرئيس، "تفتقد فلسطين اليوم، هذا القائد الوطني، والمناضل الكبير الذي كان له دورٌ كبير في رفع راية فلسطين عالياً، والدفاع عن حقوق شعبنا وثوابته الوطنية، في المحافل الدولية كافة، وكان له دوره البارز عندما كان عضواً في الوفد الفلسطيني في مؤتمر مدريد للسلام في العام 1991، ووزيراً للحكم المحلي، وعمله الدؤوب رئيساً لدائرة المفاوضات التابعة لمنظمة التحرير، وعضواً في المجلس التشريعي الفلسطيني لدورتين متتاليتين، وتوج ذلك بتقلده أمانة سر وعضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير".
وتابع سيادته: سيتذكر أبناء شعبنا، الفقيد الكبير الدكتور صائب عريقات، ابن فلسطين البار، الذي وقف في المقدمة مدافعا عن قضايا وطنه وشعبه في ساحات العمل والنضال الوطني وفي الساحة الدولية.
وتقدم الرئيس من أسرة الفقيد الكبير وزوجته وأبنائه وبناته بالتعازي والمواساة، سائلاً العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته مع الرفيق الأعلى، وان يلهم أهله وذويه وجماهير شعبنا الصبر وحسن الاحتساب.
وأعلن الرئيس الحداد بتنكيس الأعلام لمدة ثلاثة أيام.
*فلسطينيات
السفير منصور يبعث 3 رسائل متطابقة حول مواصلة الاحتلال انتهاكاته بحق شعبنا
بعث المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، الوزير رياض منصور، ثلاث رسائل متطابقة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (سانت فنسنت والغرينادين )، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن السياسات والممارسات غير القانونية التي تواصل إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، ارتكابها ضد الشعب الفلسطيني بلا هوادة وبلا رحمة دون أي اعتبار للقانون الدولي أو للأثر الشديد لوباء كورونا على الجميع.
وأشار منصور في الرسائل، إلى مواصلة عمليات هدم المنازل والاستيلاء على الأراضي والتطهير العرقي والاعتقالات وقتل المدنيين، منوهًا إلى استشهاد الفتى الفلسطيني عامر عبد الرحيم الصنوبر (18عامًا) متأثرًا بجروحه جراء قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بضربه بأعقاب بنادقهم.
وأكد أن الإخفاق في ضمان المساءلة عن مثل هذه الانتهاكات الجسيمة لم يؤد إلا إلى تعزيز شعور الحكومة الإسرائيلية بالإفلات من العقاب، الأمر الذي سمح لها بالاعتقاد بأنه يمكنها الاستمرار في الإفلات من جرائمها حتى مع تفشي جائحة COVID-19 في جميع أنحاء العالم.
ولفت منصور إلى تصاعد عنف المستوطنين بشكل حاد خلال الجائحة، ما أثر سلبًا على المدنيين الفلسطينيين، وألحق الضرر بممتلكاتهم الخاصة ومحاصيلهم الزراعية، وعرقل سبل عيشهم، وقد شملت اعتداءات المستوطنين على المزارعين الفلسطينيين حرق الحقول، واقتلاع الأشجار، وسرقة المحاصيل، والاعتداء على الحصادين، بما في ذلك الأطفال، وتخريب الممتلكات، وكل ذلك يجري تحت حماية الجيش الإسرائيلي.
وشدد منصور على أن مثل هذه السياسات والانتهاكات غير القانونية تهدف إلى فرض واقع سياسي وتغيير التركيب الديموغرافي للقدس الشرقية من خلال النقل الحتمي للمستوطنين الإسرائيليين ومصادرة الأراضي والموارد والهياكل والأصول الفلسطينية، في انتهاك خطير للقانون وحقوق شعبنا، وتؤثر بشكل مباشر على حقوقهم في المأوى والرعاية الصحية والتعليم وسبل العيش والحركة والسلامة والرفاهية.
وأشار منصور الى قيام إسرائيل بهدم مساكن مجتمعية بأكملها في خربة حمصة البقيعة ادت الى تشريد أكثر من 70 شخصًا، من بينهم 41 طفلاً، وتركهم بلا مأوى وأكثر هشاشة وعرضة للخطر خصوصا في هذا الوقت الذي ينتشر فيه الوباء.
ونوه إلى أنه وفقًا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فقد هدمت السلطات الإسرائيلية 76 مبنى، بما في ذلك المنازل وملاجئ الحيوانات والمراحيض والألواح الشمسية، مما يجعلها أكبر عملية تهجير قسري منذ أكثر من أربع سنوات، إضافة إلى آلاف الممتلكات المدمرة وآلاف العائلات النازحة من منازلهم الشرعية، مشدّدًا على أهمية انهاء إسرائيل، وعلى الفور، سياستها غير القانونية وعمليات الهدم وضرورة أن تتقيد بالتزاماتها كقوة احتلال وفقا للقانون الدولي.
ودعا منصور المجتمع الدولي للتحرك، مؤكدًا أنَّ هذا المستوى الخطير من الإفلات من العقاب من قبل الحكومة الإسرائيلية يعزّزه الافتقار إلى المساءلة، والمجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن والجمعية العامة، إلى اتخاذ إجراءات مسؤولة وحاسمة من أجل مواءمة سلوك إسرائيل مع القانون الدولي وجميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما في ذلك القرار 2334.
*مواقف "م.ت.ف"
عشراوي تنعى رحيل القائد الوطني الكبير صائب عريقات
نعت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي، أمين سر اللجنة التنفيذية، رئيس دائرة شؤون المفاوضات صائب عريقات، الذي توفي، اليوم الثلاثاء.
وقالت حنان عشراوي في بيان: "تلقينا ببالغ الحزن والأسى وعميق التأثر وفاة قامة وطنية، ورمز من رموز الحركة النضالية والسياسية، ومقاتل شرس وعنيد عمل بلا كلل ولا ملل لتحقيق السلام ونيل الحرية والكرامة لأبناء شعبنا وساهم في ترسيخ عدالة القضية الفلسطينية في وعي ووجدان شعوب العالم".
ولفتت إلى أن صائب رجل المهام الصعبة الذي واجه خلال مسيرته الحافلة الكثير من الصعاب والتحديات وحتى الهجمات على جميع مناحي حياته ودفع ثمن ثباته على مواقفه الوطنية وبوصلته السياسية.
واختتمت عشراوي: "رحل عنا صائب في هذه المرحلة الحساسة من تاريخنا ونحن نواجه تحديات جديدة بعد مرحلة قاسية استهدفت هويتنا وحقوقنا ووجودنا على أرضنا، وعزاؤنا في هذه اللحظات الحزينة أن شعبنا صامد ومتشبث بحقوقه وسيواصل مسيرته نحو الحرية والانعتاق من الاحتلال حتى إنجاز الاستقلال الوطني والانتصار لكرامته".
*مواقف فتحاوية
مركزية فتح تنعى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير القائد الوطني صائب عريقات
نعت اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" إلى جماهير شعبنا الفلسطيني، وإلى جماهير أمتنا العربية، واحرار العالم، القائد الوطني الكبير، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة المركزية للحركة صائب عريقات.
وقالت فتح: "إن فلسطين خسرت اليوم قامة وطنية كبيرة ومناضلاً جسوراً حراً شريفاً، كان مثالاً للتضحية والعطاء، أمضى حياته مدافعاً صلباً عن الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية العادلة وعن الحقوق المشروعة لشعبنا في العودة وتقرير المصير والحرية والاستقلال".
وذكرت فتح بمناقب القائد الكبير، ونضاله لفلسطين طوال حياته، مشيرة إلى أهم المحطات النضالية التي شارك بها الراحل الكبير منذ مؤتمر مدريد للسلام عام 1991، إضافة إلى ترؤسه لدائرة المفاوضات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، وعضويته في المجلس التشريعي لدورتين متتاليتين، متوجاً مسيرته النضالية كعضو للجنة المركزية لحركة فتح، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وتقدمت اللجنة المركزية لحركة فتح من أسرة الفقيد ومن الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية باحر التعازي، سائلة الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم اهله وذويه وجماهير شعبنا الصبر والسلوان.
*عربي ودولي
"التعاون الإسلامي" تدين هدم الاحتلال منازل ومنشآت فلسطينية
أدانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بهدم منازل ومنشآت فلسطينية، الأمر الذي أدى إلى تشريد عشرات الأسر عن بيوتها وأراضيها.
واعتبرت "التعاون الإسلامي"، في بيان لها، الليلة، أن ذلك يأتي في إطار سياسات التطهير العرقي ومخططات الضم والاستيطان الاستعماري التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، ما يشكل انتهاكاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
ودعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في الضغط على إسرائيل، قوة الاحتلال، لوقف انتهاكاتها وجرائمها في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وفقاً لاتفاقيات جنيف، مؤكدة أن ما حدث لا يخدم عملية السلام الشامل العادل الذي دعت إليه المبادرة العربية القائمة على حل الدولتين، والقرارات الأممية ذات الصلة.
*إسرائيليات
الاحتلال يعتقل شابين من طوباس على حاجز الحمرا العسكري
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، يوم الإثنين، شابين من مدينة طوباس، أحدهما أسير محرر.
وأفاد مدير نادي الأسير في طوباس كمال بني عودة، بأن قوات الاحتلال اعتقلت الأسير المحرر بشير إياد عبد الرازق، والشاب مصطفى شحروري، أثناء مرورهما عبر حاجز الحمرا العسكري في الأغوار الشمالية.
*أخبار فلسطين في لبنان
قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان تنعى القائد الوطنيّ الكبير د.صائب عريقات
بسم الله الرحمن الرحيم
(مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)، صدق الله العظيم.
بقلوبٍ مؤمنةٍ بقضاء الله وقدره، وببالغِ الحزنِ وعميقِ الأسى، تنعى قيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" - إقليم لبنان إلى شعبنا المناضل في الوطن والشتات وإلى جماهير أُمّتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم القائد الوطني الكبير أمين سر اللجنة التنفيذية لـ"م.ت.ف" وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" د.صائب عريقات، الذي انتقل إلى جوار ربه اليوم الثلاثاء ١٠-١١-٢٠٢٠، بعد مسيرةٍ نضاليةٍ طويلةٍ حافلةٍ بالعطاء والتضحيات.
إِنَّنا بألمٍ عميق يعتصر أفئدتنا نودّع اليوم رجلاً من رجالات الوطن الذين عزّ نظيرهم، ومناضلاً فذًّا صلبًا لم يكن يخشى الإقدام قولاً وفعلاً حين يتعلق الأمر بفلسطين وقضيتنا وحقوقنا، فكان خير رفيق نضال للشهيد ياسر عرفات، وخير رفيق درب للسيد الرئيس محمود عبّاس، إذ واصل المسيرة إلى جانبه متمسِّكًا بتقاليد الثوار المناضلين في كل مراحل حياته.
لقد كرّس الراحل الكبير جلّ وقته وحياته بكل ما للكلمة معنى في خدمة قضية شعبنا الفلسطيني والدفاع عن حقوقه الوطنية المشروعة، فكان ابنًا بارًّا لفلسطين ومثالاً في الإيثار والتضحية والعطاء الوطني اللامتناهي، تاركًا بصمةً وأثرًا وإرثًا مشرّفًا وخالدًا في سجل نضال شعبنا.
عرفتْهُ كلُّ محافل النضال ومواقعه مفاوضًا شديدًا شرسًا ومدافعًا شجاعًا عن الحقوق والمصالح الوطنية العليا لشعبنا الفلسطيني والقرار الفلسطيني المستقل.
فقد التحق القائد "أبو علي" بصفوف الثورة الفلسطينية مبكرًا، وشغل العديد من المهمات والمناصب الحساسة على مستوى السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح"، فتبوّأ منصب أول وزير للحكم المحلي في أول حكومة تشكلها السلطة الوطنية برئاسة الرئيس ياسر عرفات، وكان نائب رئيس الوفد الفلسطيني إلى مؤتمر مدريد عام ١٩٩١ وما تلاه من مباحثات في واشنطن خلال عامي ١٩٩٢ و١٩٩٣، وعُيّن رئيسًا للوفد الفلسطيني المفاوض عام ١٩٩٤. وفي عام ١٩٩٥ أضحى كبير المفاوضين الفلسطينيين، وانتخب للمجلس التشريعي الفلسطيني ممثلاً عن أريحا عام ١٩٩٦، واحتفظ بمقعده في المجلس التشريعي بالانتخابات البرلمانية في ٢٠٠٦.
وفي العام ٢٠٠٥، عُين رئيسًا لدائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، وعضوًا في لجنة المفاوضات ضمن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وفي عام ٢٠٠٩ انتخِب د.صائب عريقات عضوًا في اللجنة المركزية لحركة "فتح"، واختير عضوًا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعُيّن أمينًا لسرها.
وإلى جانب عمله النضال الثوري والدبلوماسي، كان عريقات أكاديميًّا من الدرجة الأولى، فهو الحاصل على الشهادة الجامعية من جامعة سان فرانسيسكو الأمريكية وجامعة برادفورد البريطانية التي حصل منها على درجة الدكتوراه في دراسات السلام، كما عمل محاضرًا للعلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية في نابلس كبرى الجامعات الفلسطينية وأعرقها، وصحفيًّا في جريدة القدس الفلسطينية لمدة ١٢ عامًا، إلى جانب تأليفه عددًا من الكتب.
ترجّل اليوم صائب عريقات الذي حمل همَّ القضية وناضل من أجل حقوق أبناء شعبه، وكان له دور كبير في رفع راية فلسطين والدفاع عن حقوق شعبنا في ساحات النضال والمحافل الدولية.
وإذ نتقدَّم بالتعازي لسيادة الرئيس محمود عبّاس وقيادتنا الوطنية ولعائلة الفقيد ورفاق دربه ومُحبّيه، فإنَّنا نُعزّي أنفسنا برحيل ابنٍ بارٍّ لفلسطين أفنى حياته في سبيل عدالة قضيتها ومناضلاً صلبًا عُرِف بدماثة أخلاقه، وبإخلاصه ووفائه من أجل قضيّتنا التي آمن بها ودافع عنها حتّى الرمق الأخير، وأبى إلا أن يغادر ملتحقًا برفيق دربه الرئيس ياسر عرفات قبل يوم على ذكرى استشهاده.
وفي هذه المناسبة الأليمة، ندعو المولى عزَّ وجلَّ أن يتغمَّدَ فقيدنا بواسع رحمته، ويُلهم عائلته الصبر والسلوان، ويشمله بعظيم عفوه ومغفرته ورضوانه، ويسكنه فسيح جنّاته مع الشهداء والصّدِّيقين والأنبياء وحَسُن أولئك رفيقا.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
وإنها لثورةٌ حتّى النّصر والعودة
*آراء
الترامبية.. جذور أم قشور؟!/ بقلم: موفق مطر
هل ستنتهي "الترامبية" مع تسليم دونالد ترامب عهدة البيت الأبيض إلى الرئيس المنتخب جو بايدن، أم أنه بات (للترامبية)- نسبة إلى أسلوب ومنطق ومفهوم وفعل ترامب السياسي- في الحكم جذور متشعبة وعميقة يصعب في الولايات المتحدة الأميركية اقتلاعها؟!
قد يصعب الإجابة على هذا السؤال قبل مضي مئة يوم على ولاية الرئيس السادس والأربعين جو بايدن، التي ستبدأ في العشرين من يناير كانون الثاني القادم، وقد تكون الفترة الفاصلة بين أيامنا هذه وموعد تسليم واستلام عهدة الحكم مؤشرًا قويًا على مدى وعمق وسعة الترامبية ليس في نظام الحكم وحسب، بل لدى الجمهور ألأميركي الذي بلغت أصواته المؤيدة لترامب عشرات الملايين، وربما تكون هذه الفترة معيار حكم على ما سيكون عليه حال الاتحاد الأميركي من ناحية، وحال الثقة بالديمقراطية والحرية والعدالة كمبادئ جامعة للأميركيين على تنوع أعراقهم وثقافاتهم التي برزت تناقضاتها في أفصح وأوضح صورة خلال السنوات الأربع الماضية من حكم ترامب.
انكفاء الترامبية يعني تجميد مشروع استعماري جديد في منطقتنا العربية، لكن لن يلغى من دماغ المركز الناظم للسياسة الأميركية إلا إذا أُصيب بانكسار أو هزيمة وهذا ممكن إذا اتخذ المعنيون من الرئيس محمود عباس نموذجًا للتصدي وصراع الإرادات، فرأس المشروع وذراعه القوية منظومة الاحتلال الاستعمارية الاستيطانية العنصرية قابل للانكسار أو إحداث شروخ في الحد الأدنى، وهذا ممكن بانسجام الرؤى وخطط عمل المعنيين باستعادة روح الشرعية والقوانين الدولية، وتجسيد إرادة المجتمع الدولي ومنع الهيمنة عليه.
الترامبية أسلوب حكم فظ استعلائي، جعل امكانية تكاثر العنصرية، والاستيلاء على حقوق الآخرين بالحياة والتصرف بها ممكنًا في عز زمن انتشار الحرية والديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان كمنهج عصري للإنسانية، وجعل مخالفة القوانين والمواثيق والشرائع الدولية تبدو أقل شأنا من مخالفات السير، وجعل من عملية الانقلاب عليها ومصادرة قراراتها ومنع تنفيذها مثالا لدكتاتورية الدولة العظمى التي من المفترض أن تكون ضمانة لتنفيذ ارادة المجتمع الدولي، فترامب مضى إلى أبعد الحدود في معاداة الشرعية الدولية، وجعلها خصمًا وكل ذلك لحماية قاعدته المتقدمة في منطقة الشرق الأوسط ( اسرائيل) التي تقودها وتتحكم بها منظومة احتلال واستيطان استعماري بما يخدم مصلحة رابي المشروع الاستعماري الجديد دونالد ترامب.
الترامبية تضليل وضلال، كذب وخداع، غطرسة وإخضاع، ومعارك مفتوحة في كل الاتجاهات لم تكن واحدة منها في صالح الشعب الأميركي، وانما تصب في مصالح مراكز القوى التي رفعت ( الترامبية ) وسندتها لتكريسها كمنهج بديل عن مناهج العلوم السياسية وفلسفة السياسة للتعامل بين الدول، ولعل قيادتنا السياسية كانت أكثر المستهدفين في مرماها، رغم إبداء الرئيس أبو مازن إخلاصًا وصدقًا في توجهاته السياسية ارتكازا على مصالح الشعب الفلسطيني ومبادئه وقيمه وأهدافه في تحقيق سلام قائم على قرارات الشرعية الدولية، لكن ترامب رغم قوته لم يستطع فرض نفسه وإدارته على مسار الحل السياسي، بسبب إساءة تقدير موقف الشعب الفلسطيني وقيادته التي اتخذت قرارًا بإخراج إدارته من رعاية المسار السياسي للحل، بعد جملة من قرارات ترامب التي أصابت كبد الشعب الفلسطيني وقمن مكانتها كراعية لعملية السلام، وستكون هلب قضيته، كقرار اعتبار ترامب القدس عاصمة لمنظومة الاحتلال ونقل سفارته اليها، وضم الجولان السوري، وحملته الاستعمارية صفقة القرن التي بدأها بوجه اقتصادي ن ليكشف بعدها عن حقيقتها ويتبين للعالم ان خطة نتنياهو للضم كانت منسوخة حرفيًا من نصوص خطة ترامب ( صفقة القرن ) وقد تكون استجابة العالم لتطبيق رؤية رئيس دولة فلسطين محمود عباس التي نالت إجماعًا دوليًا وأقرها مجلس الأمن قبل أيام. نحو عقد مؤتمر دولي في بداية العام القادم مؤشرًا قويًا على مدى انكفاء الترامبية أو حتى انكسارها، فكلما قدم العالم حلولاً عادلاً للقضية الفلسطينية واستطاع فرضها بإرادة الانتصار لقرارات الشرعية الدولية، كلما انخفض مؤشر خطر الترامبية التي لا يؤمن شرها حتى لو سلم مؤسسها بأمر نتائج الانتخابات وخرج من البيت الأبيض.
الترامبية أفرغت قاموس الإنسانية والسلام من مفرداته وتركته مجرد كراس يكتب فيه ترامب مفردات الحرب والظلم وفنون سرقة مقدرات وأموال الشعوب عبر صفقات ربح هو دولاراتها وافقد حكام دول شرفهم وشرعيتهم.. وستبين لنا الأيام والشهور القادمة فيما إذا كانت الترامبية جذور شجرة مُرّة أم قشورًا.
#إعلام_حركة_فتح_لبنان
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها