رفضًا واستنكارًا للتطبيع العربي مع العدو الصهيوني، نظّمت فصائل "م.ت.ف" في منطقة صيدا اعتصامًا جماهيريًّا حاشدًا أمام مقرّ حركة "فتح" - شُعبة عين الحلوة، اليوم الأحد ١٣-٩-٢٠٢٠.

وشارك في الاعتصام أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة، والأمين العام للاتحاد العام لاتحاد نقابات عمال فلسطين المشرف على اتحاد نقابات عمال فلسطين- فرع لبنان عبد القادر عبد الله (أبو علي كابولي)، ورئيس اتحاد المهندسين الفلسطينيين في لبنان م.منعم عوض، وممثّلون عن فصائل "م.ت.ف"، وحركة الانتفاضة الفلسطينية، والمكاتب الحركية النسوية والطلابية، واتحاد المرأة الفلسطينية، واللجان الشعبية، وحشد من أهالي المخيم، وكان في استقبال المشاركين أمين سر حركة "فتح" - شُعبة عين الحلوة العقيد ناصر ميعاري وأعضاء الشعبة.

بدايةً تحدّث مسؤول إعلام حركة "فتح" في منطقة صيدا يوسف الزريعي فقال: "وقفة غضب نقفها اليوم في مخيّمات لبنان، نحنُ أبناء فلسطين العربية وشعبنا من أبناء جلدتنا في الأنظمة العربية، وهنا أضع كلمة العربية بين قوسين، في وقت نحن أمّس ما نكون فيه بحاجة إلى من يساندنا ويقف إلى جانبنا".

وأضاف الزريعي: "لا يحزننا إخواني أخواتي تكالب الأعداء، فهم أعداء، ولا نضعهم سوى في هذه الخانة، لكن حين يتكالب علينا ابن هويتي وثقافتي ولغتي وقضيتي، ففي أي خانة يا إخوان يمكن وضعه؟!".

وأكّد الزريعي أنَّ عدم الرضوخ لإسرائيل، ليس كلامًا ولا شعارًا، إنما هو واقع وإيمان وفي صلب عقيدتنا ومنهجنا، لمواجهتنا مع الاحتلال.

وإلى نظامي البحرين والإمارات وكل من بارك ودعم وأيّد التطبيع، قال: "عليكم لعنة الله ولعنة الشهداء الذين قدّموا أرواحهم دفاعًا عن قضيتنا الوطنية".

وأكّد الزريعي التمسُّك بحقِّ العودة، والسير قدمًا خلف سيادة الرئيس محمود عبّاس، والالتزام بجميع القرارات التي أجمع عليها مؤتمر الأمناء العامين لفصائل العمل الوطني.

وفي ختام كلمته وجّه الزريعي رسالة محبة إلى الشعوب العربية، وإلى شعبي الإمارات والبحرين على وجه الخصوص، فحواها: "إننا امتدادٌ لعمقنا العربي الواحد، كونوا إلى جانبنا وارفعوا أصواتكم وفاءً لقيم العروبة ودفاعًا عن قضيتكم المركزية فلسطين. قاوموا الانبطاح وارفعوا صوتكم في وجهه، قوموا فإنّ الله لا يرضى بأن تحيوا أذلاء".

كلمة اتحاد المهندسين الفلسطينيين ألقاها رئيس الاتحاد -فرع لبنان م.منعم عوض وقال فيها: "وأخيرًا وبعد أكثر من سبعين عامًا من الصراع ضدّ الاحتلال الغاصب لأراضي البحرين والإمارات، تحرّرت البحرين والإمارات، وبعد أن تحررت كان لا بد من اتفاق سلام مع من كنا نتصارع معه، يا للعار أفلسطين تحررت أو وصل الشعب الفلسطيني إلى حقوقه الوطنية؟!". 

وتساءل عوض عن الإجماع العربي قائلاً: "أين الإجماع العربي؟ أين الحد الأدنى؟ يا للعار، لكنّ عزاءنا أنَّ أمتنا ولّادة، وأن رسولنا الكريم "صل الله عليه وسلم" قال: (الخير في وفي أمتي إلى يوم الدين)".

وأضاف عوض: "نحنُ نتطلع إلى الشعوب العربية، شعب الإمارات وشعب البحرين وكل الشعوب العربية، بأن هذا النبض الذي ينبض في عروقهم هو حر، وإنما وُلِّيَ عليهم حكام ظلَمة، فلا بد للقيد أن ينكسر ولا بد لفلسطين أن تتحرر".

وأكمل عوض قائلاً:" أما هذه الحناجر فلقد تعودنا عليها منذ الانطلاقة، فمنذ البدايات قال الشهيد كمال عدوان (يا وحدنا)، فلا بد لنا من الوحدة، وأقصر الطرق للنصر هي الوحدة. إنّ اجتماع فصائل العمل الوطني بقيادة الرئيس محمود عبّاس تحقق، واللجان بدأت تجتمع وأول مفاعيل هذه اللجان البيان الأول للمقاومة الشعبية، الذي يذكرنا جيدًا بالبيان الأول لقائد وأمير الشهداء أبو جهاد الوزير في الانتفاضة الأولى".

وختم عوض قائلاً: "بوحدتنا سنصنع النصر ولا بد أن يتحقق هذا النصر، فسر سيدي الرئيس أبو مازن فشعبك خلفك".

كلمة "م.ت.ف" ألقاها مسؤول حزب "فدا" في منطقة صيدا أحمد عزية مما جاء فيها: "نقفُ اليوم رفضًا للتطبيع والاتفاقيات المذلة واستنكارًا للعدوان على حقوق الشعب الفلسطيني، وقرارات الشرعية الدولية وخيانة قرارات الإجماع العربي والإسلامي وضدّ نقل السفارات، والعدوان على عاصمة الدولة الفلسطينية". 

وأكد أنَّ هذه الخطوة الخيانية من النظام البحريني والخطوة الخيانية التي سبقتها من النظام الإماراتي لن تنال من عزيمة شعبنا الفلسطيني وتمسكه بحقوقه الثابته، وأنَّ شعبنا لن يقبل بأقل من دولة فلسطينية كاملة السيادة على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام ١٩٦٧، وأن تكون القدس عاصمةً لها.

وأكّد عزية أهمية الوحدة الوطنية في الوقت الراهن قائلاً: "إنّ شعبنا الفلسطيني في وحدته وتماسكه التي تجلّت باجتماع رام الله وبيروت، سيحبط كل المحاولات المشبوهة التي أقدمت عليها بعض الأنظمة العربية الرجعية والتي أقدمت على توقيع اتفاقيات مذلة مع الكيان الصهيوني". 

ووجّه دعوةً إلى الجماهير العربية، والنخب والأحزاب والمنظمات والمجتمع الأهلي والمدني العربية لرفض مسلسل التطبيع الذي بدأت تنزلق إليه بعض أنظمة العرب، ودعا هذه الفئات جميعًا لإعلاء صوتها ضد هذه التنازلات المجانية والعمل من أجل إفشالها. 

تصوير: ناصر عيسى وفادي عناني

#إعلام_حركة_فتح_لبنان