هل فيروس "كورونا" هو الذي بات يتهدد صحتنا العامة على هذا النحو الخطير، أم أنها المكابرة الانفعالية والنكران والعناد الذي يواصله البعض بعدم الالتزام، بسبل وإجراءات الوقاية من هذا الفيروس لدحره، وتأمين السلامة العامة؟؟ ألا نعرف جيدًا، وشعبنا شعب متعلم، أن المكابرة الانفعالية لا تقود لغير الاستهتار الذي هو صنو التخلف والجهل، والذي لطالما يقتل صاحبه، خاصة إذا ما رافقه النكران غير العاقل، والعناد الاخرق!!

ليس من المسؤولية الأخلاقية أولاً، ولا من الحكمة، ولا من التقوى، أن نتغاضى الآن عن هذا الواقع، نعني واقع الاستهتار والمكابرة، الذي إذا ما توسع وتواصل فإنه سيقود حتمًا الى ما لا يحمد عقباه!! ولم يكن ولن يكون درهم الوقاية الذي هو خير من قنطار العلاج، درهمًا صعبًا، ولا مكلفًا، كي نتقي شر هذا الفيروس اللعين، يكفي أن نلتزم بلبس الكمامة، والتباعد، ونبذ المخالطات الواسعة، بل ومنعها أن تكون سواء في الأعراس أو المأتم أو غير ذلك.

عرس واحد في مخيم "الجلزون" ما زال ينتج المزيد من الإصابات بالفيروس اللعين بين أبناء المخيم الذين نتمنى الشفاء العاجل لهم، وللمخيم الذي هو واحد من أيقونات الصمود والمقاومة، أعراس أخرى في محافظة الخليل، وتحديات النكران المتخلف والمنكافات الحزبية الجهولة، التي ما زال يواصلها حتى اللحظة، هذا الحزب الذي يسمى حزب التحرير، جعلت من هذه المحافظة الباسلة، تكاد تصبح  بؤرة لفيروس "كورونا"!! البؤرة التي تعمل الحكومة اليوم بإجراءاتها وامكانياتها لدحرها، ليعود أهلنا في خليل الرحمن بتمام الصحة والعافية، وكذلك هي غاية الإجراءات الحكومية، أينما كانت، في مختلف محافظات الوطن، مدنًا وقرى وبلدات ومخيمات.

لا أحد يريد أن يصحو صبيحة كل يوم، على أنباء تزايد الإصابات بفيروس "كورونا" والإصابات كما بات الواقع يقول بمنتهى الوضوح، لم تعد أرقامًا بل اشخاص بتنا نعرفهم، ومنهم أقرباء وأصدقاء ومعارف، وكنا قبل هذه الموجة الثانية، أفضل حالاً، ونحن لا نسمع أنباء عن التفشي الخطير لهذا الفيروس بين أوساط شعبنا، بل كنا نكاد نسيطر عليه تمامًا، وكان ذلك بسبب التزامنا الإيجابي باجراءات وشروط السلامة العامة، وهذا يعني أن السيطرة على هذا الفيروس اللعين تظل ممكنة، إذا ما تواصل الالتزام بشروط السلامة العامة والتحصن بسبل الوقاية.

هذا هو المخرج، وهذا هو السبيل لدحر هذه الجائحة الخطيرة، الالتزام بكل سبل الوقاية ومنها الحجر، وخارج الحجر التباعد، وعدم المخالطة التي قد يراها البعض موجعة، لكن وكما يقول المثل الشعبي "وجع ساعة ولا وجع كل ساعة" والكورونا لا يريد لنا غير وجع كل ساعة، والحال وبالقطع فإننا لا نريد هذا الوجع، ولا بأي حال من الأحوال.