بسم الله الرحمن الرحيم

حركة "فتح"- إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية

النشرة الإعلامية اليوم الاثنين 2020/7/13

 

*رئاسة

الرئيس يهنئ رئيس مونتينيغرو بالعيد الوطني

هنأ رئيس دولة فلسطين محمود عباس، اليوم الإثنين، رئيس جمهورية مونتينيغرو ميلو ديوكانوفيتش، لمناسبة احتفال بلاده بالعيد الوطني.

وأعرب سيادته عن اعتزازه بعلاقات الصداقة والتقدير المتبادل التي تجمع البلدين والشعبين، مثمنا مواقف مونتينيغرو الداعمة لشعبنا وقضيته العادلة من أجل نيل حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال والسيادة على أرضنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

 

الرئيس يتكفل بتكاليف الدراسة الجامعية لسبعة توائم من نابلس وغزة تفوقوا في الثانوية العامة

تكفل رئيس دولة فلسطين محمود عباس، بتكاليف الدراسة الجامعية لسبعة توائم من نابلس وقطاع غزة، تفوقوا في الثانوية العامة.

وهاتف سيادته، ناهي حنني والد التوائم الأربعة من بيت فوريك شرق نابلس، مهنئا بتفوقهم في الثانوية العامة، ومعلنا تكفله بتكاليف دراستهم الجامعية.

كما هاتف سيادته، والد التوائم الثلاثة من محافظة خان يونس أيمن قديح، مهنئا بتفوقهم، ومعلنا تكفله بتكاليف دراستهم الجامعية.

وأعربت العائلتان عن عميق تقديرهما وشكرهما لسيادة الرئيس محمود عباس، على تكفله بتكاليف الدراسة الجامعية لأبنائهما، وأن هذه الخطوة ساهمت بشكل كبير في التخفيف من الأعباء المالية الملقاة على عاتقيهما.

وكان المواطن ناهي حنني وجه مناشدة من خلال تلفزيون فلسطين، إلى سيادة الرئيس لمساعدته في تعليم أبنائه وقال إن الحمل ثقيل، ولا يستطيع أن يعلم طالبا واحدا، وقد استجاب سيادته لذلك.

 

*فلسطينيات 

الخارجية تُثمّن المواقف المتضامنة مع شعبنا وتدعو لتحميل (إسرائيل) مسؤولية ممارساتها غير الشرعية

ثمّنت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية مواقف الدول، والبرلمانيين، والمنظمات الحكومية الدولية، ومنظمات المجتمع المحلي، والمراجع الروحية والمؤسسات، وخبراء وعلماء القانون، ولكل أصدقائنا والشعوب المحبة للسلام حول العالم، الذين يواصلون وقوفهم في الجانب الصحيح والمحق من التاريخ.

جاء ذلك في بيان صادر عنها، اليوم الاثنين ١٣-٧-٢٠٢٠، ورد فيه:

"تتقدّم دولة فلسطين بالنيابة عن الشعب الفلسطيني بعميق امتنانها لكل الدول، والبرلمانيين، والمنظمات الحكومية الدولية، ومنظمات المجتمع المحلي، والمراجع الروحية والمؤسسات، وخبراء وعلماء القانون، ولكل أصدقائنا والشعوب المحبة للسلام حول العالم، الذين يواصلون وقوفهم في الجانب الصحيح والمحق من التاريخ. نحن ممتنون لتضامنكم ودعمكم ودفاعكم عن حق الشعب الفلسطيني في الحرية والعدالة وتقرير المصير.

تحيي دولة فلسطين استقامتكم الأخلاقية ومواقفكم المبدئية في معارضة خطة الضم غير الشرعية للأراضي الفلسطينية، بما فيها مدينة القدس، بأي شكل أو حال. إنَّ إدانتكم المعلنة والمصرح عنها لهذا الانتهاك الفاضح وغير الممكن تبريره أو غفرانه للقانون الدولي وللحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف هي منارة للأمل. نحنُ ممتنون لالتزامكم الثابت لدعمكم وتمسككم بروح ورسالة القانون الدولي، بما في ذلك الرفض التام لخطة الضم الإسرائيلية. إن موقفكم الكبير سيثبت بما لا يدع مجالاً للشك مجرى التاريخ في مسار العدالة وسيفرض على الآخرين الوقوف ضدَّ جرائم إسرائيل والاحتلال الاستعماري.

بعد مضي أكثر من نصف قرن على الاحتلال والاستعمار، يجب علينا أن نعمل سويًا لإنهاء هذا المشروع الاستعماري، الذي يستعمل الضم والاقتلاع ليحافظ على بقائه. إن استمرار الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي ليس قدراً. إنَّ الشجاعة، الإرادة والفعل المشترك يستطيعون مواجهة هذه الأجندة العدوانية. لذلك نحثكم أن تكونوا متشبّثين بمواقفكم وتضمنوا بأن مواجهة خطة الضم بأي شكل أو نسبة ستؤتي نتائجها.

نناشدكم بالوقوف بحزم دفاعًا عن النظام الدولي القائم على القواعد والأسس وعن حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في تقرير المصير والحرية. حافظوا على الضغط لتضمنوا المساءلة والمحاسبة للجرائم وطالبوا بإنهاء الاحتلال. بدون تحميل إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، مسؤولية سياساتها وممارساتها غير الشرعية، فإنّ الأجيال القادمة في فلسطين سيكون محتومًا عليهم حقيقةً، الصراع والنزاع الأبدي.

إنَّ الشعب الفلسطيني يعتبر تضامنكم ودعمكم المتواصل حبل نجاة للعدالة في فلسطين. معًا نستطيع أن نطوّر نضالنا المشترك ومتعدد الجوانب في سبيل الحقوق الإنسانية العالمية، العدالة الاجتماعية والحرية. معًا، نستطيع أن نرسم مستقبلاً أفضل لشعوبنا ونضمن بأنَّ لا جريمة ستكون بلا عقاب، وبأن التوجهات الاستعمارية ونظام التمييز العنصري قد انتهوا وإلى غير رجعة من عالمنا".

 

* مواقف "م.ت.ف"

عريقات: على سلطة الإحتلال الإفراج الفوري عن الأسير أبو وعر وعلى المجتمع الدولي فرض العقوبات عليها

طالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، إسرائيل، السلطة القائمة بالإحتلال، بالإفراج الفوري عن الأسير المريض كمال أبو وعر بلا شرط أو قيد، محذراً من أن تفشي فيروس كورونا داخل السجون سيحقق كارثة حتمية تتحمل فيها سلطة الإحتلال المسؤولية الأولى، وسيقود إلى إنفجار لا تحمد عقباه.

وأكد عريقات في بيان، أن المستوى الرسمي يواصل إتصالاته وعمله الحثيث مع جميع الجهات الدولية ذات الإختصاص لممارسة الضغط الجاد على سلطة الإحتلال لإطلاق سراح الأسرى المرضى وكبار السن والأطفال والنساء، في ظل خطر تفشي فيروس كورونا وتهديده لحياتهم.

وقال: "لقد حذرنا المجتمع الدولي طيلة الأشهر السابقة من خطر انتشار الفيروس داخل السجون، وناشدنا جميع الدول والمنظمات الحقوقية للتدخل، الا أن عدم تجاوب إسرائيل مع المطالبات الفلسطينية والدولية وتملصها من الإنصياع لأحكام القانون الإنساني الدولي، واستشهاد الأسير سعدي الغرابلي قبل أيام بجريمة الإهمال الطبي المتعمد أمسى يملي على المجتمع الدولي عدم الوقوف موقف المتفرج بل التحرك الفوري والفعلي لمساءلة سلطة الإحتلال على خروقاتها المنظمة والمتواصلة، ويستدعي العمل بشكل منفرد وجماعي من أجل فرض العقوبات عليها ودفع ثمن إنتهاكاتها المنافية للقانون الدولي".

وجدد عريقات مطالبته بفتح السجون الإسرائيلية أمام لجنة دولية للتفتيش والتحقيق، ومعاينة الأسرى، والتأكد من توفير الإجراءات الوقائية لمنع تفشي الفيروس، والتأكد من ضمان سلامتهم وحمايتهم، داعيا المحكمة الجنائية الدولية إلى الإسراع في فتح التحقيق الجنائي قبل فوات الأوان.

 

*عربي ودولي

اتحاد معلمين اليونان: نرفض الضم الإسرائيلي ونطالب بتنفيذ عقوبات على إسرائيل

أعرب اتحاد المعلمين في اليونان عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ورفض خطة الضم الإسرائيلية للأراضي الفلسطينية.

وأكد الاتحاد خلال لقاء وفد من منطقة كورذالوس وآيا بربارة، مع سفير دولة فلسطين لدى اليونان مروان طوباسي، عمق الصداقة التي تربط الشعبين اليوناني والفلسطيني منذ عقود.

وأدان استمرار الاحتلال الإسرائيلي وكافة سياساته بما فيها الضم والاستيطان، وعبر عن ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود ما قبل 4 حزيران 1967، وعلى ضرورة اعتراف الحكومة اليونانية بذلك الاستحقاق القائم على أساس قرار البرلمان اليوناني، مطالبين الحكومة بفرض سياسات عقابية على إسرائيل.

بدوره، قال السفير طوباسي، "تم خلال اللقاء بحث آفاق التعاون مع الوفد من خلال اتحاد المعلمين اليوناني واتحاد المعلمين الفلسطينيين".

في سياق متصل، زار السفير طوباسي بلدية مدينة ايليون، والتقى مع رئيس البلدية نيكولاس زينيتوس واعضاء من المجلس البلدي، وذلك في إطار اللقاءات التي تنفذ مع رؤساء بلديات يونانية لحشد التضامن مع كفاح الشعب الفلسطيني وقيادته في مواجهة المخططات الإسرائيلية الأميركية الجارية لتدمير اي فرص متبقية لحل الدولتين.

وأعرب رئيس بلدية ايليون عن التضامن الكامل  والثابت مع حقوق الشعب الفلسطيني في سعيه من أجل الحرية والاستقلال وعلى ضرورة إنهاء الاحتلال للوصول إلى السلام العادل والتعايش بين شعوب المنطقة لتوفير فرص الاستقرار والازدهار.

وأكد أهمية تفعيل العمل في إطار شبكة تضامن البلديات اليونانية مع فلسطين التي أعلن عن بدء العمل لتشكيلها خلال مؤتمر اتحاد بلديات اليونان قبل عامين في مدينة يوانينا.

وأشار زينتوس إلى أهمية القرار الذي اتخذه اتحاد بلديات اليونان في حينه لدعم قرار البرلمان اليوناني في مطالبته الحكومة اليونانية للاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967.

 

*اسرائيليات

منظمة صهيونية تشترط دعمها لجهات إسرائيلية بوقف أي أنشطة خارج حدود 1967

رضخ كيرين هاييسود (صندوق تمويل الاستيطان الذي أقره المؤتمر الصهيوني المنعقد في لندن "تموز 1920" والذي أنشئ بغرض استعمار فلسطين) لسياسة البلدان المانحة، مثل: ألمانيا، والبرازيل، واستراليا، وغيرها، فيما يتعلق بقوانين الضرائب لديها، واشترط على المؤسسات والمنظمات اليهودية التي تتلقى الدعم المالي منه، أن توقف أي أنشطة لها خارج حدود الرابع من حزيران 1967.

ونقلا عن صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، فإن الصندوق يشترط عدم استثمار أي أموال يتبرع بها خارج تلك الحدود، مشيرةً إلى أن الجهات التي تتلقى تمويلًا من الصندوق وقعت على وثيقة تتضمن هذا الشرط.

ووفقًا للصحيفة، فإن هذه الهيئة المخضرمة ليست على استعداد للمشاركة في أي مشاريع استثمارية في مرتفعات الجولان وشرقي القدس وغور الأردن، والضفة الغربية.

وقال ميكي زوهار رئيس الائتلاف الحكومي الإسرائيلي والمرشح لتمثيل حزب الليكود لرئاسة "المؤسسات الوطنية اليهودية"، إنه سيعمل على تغيير هذه السياسة التي وصفها بـ "التمييزية".

حيث أبدى استغرابه من عدم اعتراف المؤسسات الصهيونية والوطنية بالضفة الغربية ووادي الأردن ومرتفعات الجولان بأنها جزءا من إسرائيل، قائلا: هذا يتناقض بشكل صارخ مع تحقيق الحلم الصهيوني"، متعهدًا بالعمل من أجل تغيير ذلك. و"إذا كان هناك سبب وجيه للترشح لمنصب الرئاسة، فهو هذا السبب!!.

 

*أخبار فلسطين في لبنان

اتّحاد نقابات عُمّال فلسطين يُنظِّم وقفةَ استنكار في بيروت ضدَّ قرار الضمِّ الإسرائيلي

نظَّم اتحاد نقابات عمال فلسطين – فرع لبنان/ المكتب الإداري في بيروت وقفةً إستنكارية ضدَّ قرار الاحتلال الإسرائيلي ضمّ أجزاء من الضفة الغربية تشمل الأغوار والكتل الاستيطانية: "معاليم أدوميم" و"غوش عتصيون" و"أرئيل"، وهي المناطق التي تمثّل المشروع الاستيطاني الإسرائيلي، وذلك أمام مقرِّ اللجنة الشعبية في مخيّم مارالياس، قبيل ظهر الاثنين ١٣-٧-٢٠٢٠.

وشارك في الوقفة عضو قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان أمين سر اللجان الشعبية في لبنان أبو إياد الشعلان، وعضو الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة د.ناصر حيدر، والناشط السياسي اللبناني محمد زين، وعضو الأمانة العامة لاتحاد نقابات عمّال فلسطين الرفيق أبو سامح، وممثّلو فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وممثلو اللجان الشعبية، وأمين سر الشعبة الغربية، وأعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد نقابات عمال فلسطين، وعدد من النقابيين اللبنانيين والفلسطينيين.

وألقى أمين سر المكتب الإداري لاتحاد نقابات عُمّال فلسطين في بيروت الرفيق أبو عماد شاتيلا كلمة قال فيها: "إلى عمالنا، عمال فلسطين، حاملي مشعل الثورة والتضحية على طريق حق العودة. إنَّنا نقف معكم جميعًا وعبركم إلى الوطن وحق العودة وتقرير المصير وبناء الدولة الفلسطينية على تراب فلسطين. وعبركم ومعكم نرفض صفقة القرن وتوابعها الخبيثة من مصادرة الاحتلال لأراضي الضفة الغربية والقدس وبناء المستوطنات، ونضيف صوتنا إلى صوت القيادة الفلسطينية التي نوجّه لها أسمى التحيات في رفضها لصفقة القرن واستعداداتها لمقاومتها، وفي مقدمتها موقف الرئيس محمود عباس وموقف "م.ت.ف"، ومواقف الإخوة الفصائل الفلسطينية والقوى الإسلامية".

وأكّد أبو عماد وحدةَ الموقف الشعبي والمنظمات والاتحادات الشعبية مع القيادة الفلسطينية ضدَّ الموقف الأمريكي الإسرائيلي ومع وحدة حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه وسيادته.

وأضاف: "نحنُ عُمّال فلسطين ننظرُ إلى قيادتنا العمالية لتضيف صوتها عاليًا من أجل حقوق العمال وتحديدًا في الظروف التي يمر بها اللاجئون في لبنان، حيثُ أنَّ هناك فئات متوسطة أصبحت فئات فقيرة، والفئات الفقيرة ازدادت فقرًا وأصبحث بعوز شديد".

وختمَ أبو عماد كلمته بتوجيه التحية إلى الشعوب العربية المتضامنة والرافضة لصفقة القرن وتوابعها لجهة ضمَّ أجزاء من الضفة الغربية إلى السيادة الإسرائيلية. كما حيّا شعوب العالم الحُر ودُوَلَهُ المقاومِة المتصدية للمشاريع الأمريكية الإسرائيلية.

 

*آراء

فساد ترامب غير مسبوق/ بقلم: عمر حلمي الغول

زعيمان صديقان، يشبهان بعضهما في الكثير من الخصال، تسكنهما النرجسية، ويعبدان كرسي الحكم حتى تجاوزوا أكثر زعماء العالم الثالث تخلفًا واستبدادا، وإغراقًا في الذاتوية، هما دونالد ترامب الرئيس الأميركي، وبنيامين نتنياهو رئيس حكومات إسرائيل الأربع المتواصلة منذ عام 2009، بالإضافة لحكومته الأولى 1996/1999.

سأترك نتنياهو وشأنه، وأتوقف أمام ساكن البيت الأبيض، وزعيم "الديمقراطية الأميركية"، التي تعتبر "حصن الديمقراطية" البرجوازية، و"المدافعة" عن "حقوق الإنسان"، والمؤمنة بالتداول السلمي للسلطة بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي. هذا النظام الديمقراطي تعرض لانتكاسات خطيرة منذ تولى تاجر العقارات ترامب الرئاسة مطلع عام 2017، لأن الرجل قوّض ركائز هامة في مبنى النظام، وهدد مستقبله، وشوه مكانة وموقع الرئيس بطريقة مبتذلة، وتافهة، حتى قزم الذات الأميركية المصابة بالغطرسة والعنجهية تجاه "الأنا" الأميركية و"الآخر" مطلق آخر من العالم. مع أنه يبدو في الظاهر، وكأنه يمثل "روح الأنفة" و"الاعتداد" الأميركية عندما رفع شعار "أميركا أولاً"، بيّد أن التجربة المرة للسنوات الأربع من حكمه، أظهرت أنه حرف الشعار فبات "أنا أولاً" على حساب "الأنا" الأميركية.

وهذه الأنا الترامبية المريضة بالنرجسية كشفت عن خواء ورخص وابتذال من الرجل تجاه زعماء العالم، فكان يقايضهم على دعمه لتحقيق بعض الإنجازات هنا وهناك لتعزيز رصيده في الانتخابات القادمة، وهذا ما فعله مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ومع الرئيس الصيني، شي جين بينغ، ومع الرئيس الكوري الشمالي، كيم جونغ أون... إلخ، ولم يتنمر ويبتز سوى الحكام العرب، وأساء لهم في كل مقابلة ولقاء مع ناخبيه ليعوض نقطة النقص والرخص، التي عانى منها أمام زعماء العالم الآخرين، وحتى في علاقته مع دولة الاستعمار الإسرائيلية مارس دور التاجر الوضيع، كونه سمسارًا أنجليكانيا مزج بين البعد اللاهوتي والبعد الذاتي لخدمة "الأنا". وجميع المقايضات تتم على حساب مكانة الولايات المتحدة.

وهذا الاستنتاج الذي أكده تيموثي نفتالي، في مقالته، التي نشرها في "فورين أفيرز" بعنوان "ترامب يختطف السياسة الخارجية الأميركية أثناء محاكمته النيابية" ترجمة نادر الغول، وجاء بعد تبرئة مجلس الشيوخ الرئيس الجمهوري من حبل مشنقة العزل، فيقول: "بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من رئاسته، أهدر ترامب بالفعل معظم مصداقيته الدولية. دمرت أزمة الإقالة ما تبقى منها. تحت ضغوط سياسية متزايدة في الداخل، أثبت ترامب أنه سيد الصفقات الذاتية وأنه من الأسهل على القادة الأجانب التلاعب به مما كان عليه الحال من قبل. وفي نهاية المطاف، برأت الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ترامب بتكلفة كبيرة للسياسة الخارجية الأميركية وتوازن القوى الدستوري. من بين أزمات الإقالة الثلاث (نيكسون وكلينتون وترامب) في عصر القوى العظمى، كانت أزمة ترامب هي الأكثر ضررًا للولايات المتحدة وتحالفاتها، وما تبقى من النظام العالمي الليبرالي".

ولم يتوقف الأمر على العلاقات مع زعماء العالم وهدره مكانة أميركا، إنما عبث بالنظام وبالدستور والقضاء الأميركي، شوه كل معالم البناء الفوقي الأميركي، وكرس ووسع التناقض بين البنائين الفوقي والتحتي، ولم يأبه بشيء سوى البقاء على كرسي الحكم، وإنقاذ كل مناصريه من الفسدة والمرتشين، وشهود الزور لتبرئته حتى لو كان على حساب القانون. ومن الظواهر الخطيرة في الفساد، التي ارتكبها دونالد المعتوه، إصداره قرارا رئاسيا يوم الجمعة الماضي الموافق 10/7/2020 بتخفيف الحكم الصادر بحق مستشاره السابق، روجر ستون قبل أيام من تحويله للسجن لقضاء عقوبته، ومدتها 3 سنوات و4 اشهر، التي قضتها محكمة فيدرالية في الولايات المتحدة في شباط/ فبراير الماضي لكذبه على الكونغرس ومحاولته التأثير على الشهود لحماية الرئيس في قضية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية عام 2016. وجاء في بيان البيت الأبيض أن "روجر ستون عانى بشكل كبير، لقد تمت معاملته بشكل غير منصف، مثل كثيرين غيره في هذه القضية. روجر ستون رجل حر الآن". لكن الأمر هو إنقاذ من كذب على الكونغرس والقضاء ودافع عن رئيسه الفاسد.

وتعقيبًا على ذلك، قال السيناتور ميت روميني، وهو مرشح رئاسة جمهوري سابق عام  2012 على "تويتر": "ما حصل فساد تاريخي غير مسبوق، رئيس أميركي يخفف عقوبة بالسجن على شخص أدانته هيئة محلفين بالكذب لحماية هذا الرئيس", أمر غير مقبول، ومدان. وحدث ولا حرج عن موقف الديمقراطيين، الذين اعتبروا قرار الرئيس ترامب "فضيحة". وقالت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب "إن قراره تخفيف عقوبة مستشار حملته روجر ستون (...) فساد مثير للذهول", وأضافت في بيان، أن "الكونغرس سيتخذ تدابير لمنع هذا النوع من المخالفات الوقحة". وعمق الموقف النائب آدم شيف، الذي قاد حملة العزل للرئيس بالقول "بوجود ترامب أصبح هناك نظامان قضائيان في أميركا: واحد لأصدقاء ترامب المجرمين، وواحد لأي شخص آخر".

من خلال المتابعة لمواقف الرئيس صاحب الشعر الأصفر المسكون بالتناقضات، يلاحظ أن أميركا لم تعد أميركا. وهناك أميركا جديدة، لأن ترامب الذي أقال منذ توليه الحكم أكثر من 160 مسؤولاً نتيجة حساباته الذاتية، وبسبب هواجسه وانفعالاته المرضية، وتعريضه القضاء والنظام للخطر، وتعميده العنصرية،  وعدم تمكنه من مواجهة تحدي الكورونا، وفشله في السياسة الخارجية بشكل تام، ودخوله في حروب بينية مع كل حلفاء أميركا باستثناء دولة إسرائيل المارقة، كل ذلك أدى لتراجع مكانة الولايات المتحدة والسبب فساد ترامب غير المسبوق.