جريمة جديدة ترتكبها ميليشيات الانقلاب الأسود على عائلة مناضلة جسدت بتجربة أفرادها جميعًا وخاصة الجدة الكبرى أم جبر وشاح، وإبنها المناضل جبر، أسير الحرية لعقدين من الزمن قضاهما دفاعًا عن قضيته الوطنية تحت راية الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، تكشف مجددًا الوجه القبيح والمخزي للانقلابيين من جماعة الإخوان المسلمين، وتؤكد للقاصي والداني أن حركة حماس، حركة مرتدة، ومعادية لِمصالح الشعب، ومتسلطة على حقوق وحريات الجماهير.

حركة حماس وميليشياتها الإرهابية البغيضة لم تتورع عن تدنيس كل مظهر إيجابي، وضرب كل ظاهرة مشرقة في أوساط الشعب، والتعدي على الحرمات والمقدسات وفي طليعتها الدينية، وانتهاك حقوق وحريات أبناء الشعب من الجنسين، ومن مختلف الأعمار، والتطاول على القامات الوطنية والاجتماعية والفصائلية، حتى من التيار الإيجابي من ذات الحركة، وأعمال الحقد الأسود ضد كل من يخالفها الرأي والموقف، أو يدافع عن خيار الوطنية والشرعية.

وما جرى أمس الأول الخميس ضد عائلة المناضل الملتزم والوحدوي جبر وشاح، ليس سوى اعتداء جديد، لن يكون الأخير، لكنه اعتداء وحشي يعكس كم الحقد الدفين على العائلة الأبية، عائلة عميدة أمهات اسرى الحرية، ام جبر، التي مثلت روح التحدي والإصرار في مواجهة الغزاة المستعمرين الصهاينة على أكثر من جبهة وصعيد، وإن كان أبرزها تمثلها حقيقة دور الأم لكل اسرى الحرية من فلسطينيين وعرب دون استثناء، ودون تمييز بين انتماءاتهم الحزبية والفصائلية، بل كانت أما رؤوما  لكل المناضلين وليس لسمير القنطار اللبناني فقط، بل للجميع وبغض النظر عن جنسياتهم الوطنية.

شاءت حركة الانقلاب الأسود كسر مكانة وهيبة وحضور العائلة الشجاعة من خلال الاعتداء عليها دون سبب يذكر، سوى افتعال معركة وهمية عنوانها "التصدي للتعديات على الشوارع في مخيم البريج وسط قطاع غزة"، حيث أصدرت إحدى المحاكم الموجهة، والمرتهنة لسياسات قادة الانقلاب حكمًا بإزالة تلك التعديات، ولم تكن عائلة أم جبر وشاح ضد الإزالة، ولكنها طالبت بإزالة كل التعديات الموجودة في الشارع الذي تقيم فيه. لكن ميليشيات عصابة حماس أبت إلا أن تزيل الجزء الصغير الموجود في بيت المناضل جبر دون غيره من العباد في الشارع، وخاصة أنصار ومحازبي حركة الانقلاب الإخوانية. بيّد أن العائلة رفضت التمييز بين العباد، وتصدت لجرافة وميليشيا الانقلاب، مما حدا بهم الاعتداء على النساء والأطفال والشباب والرجال دون تمييز، واستهدفت بشكل مباشر أيقونة الدفاع عن أسرى الحرية، أم جبر وشاح التسعينية، وعلى جبر ذاته المناضل، الذي يعمل منذ خروجه من الأسر في إحدى منظمات حقوق الإنسان دفاعًا عن الأسرى والحقوق الوطنية الفلسطينية، كما وتعرضت شقيقتان بالإضافة لأبنائه وابناء اخوته للضرب والاعتقال. ونتيجة لذلك تم نقل أم جبر وبناتها إلى المشفى للعلاج. ليس هذا فحسب، بل أن الناطق باسم الميليشيات الإرهابية أدلى بتصريحات كاذبة، لا أساس لها من الصحة، كما نشر أخبارًا ملفقة على لسان المناضل وشاح، نفاها فورًا هو وأبناء إخوته.

الجريمة الجديدة تؤكد أن حركة الانقلاب الإخوانية غير الإسلامية المأجورة ماضية في غيها، وإرهابها، وتطاولها على حقوق الشعب عموما ورموز نضاله الوطنية في محافظات الجنوب وخاصة نساءه، التي تحتل المناضلة أم جبر مكانة رفيعة في هذا الحقل، وعنوانًا من أبرز عناوينه، ورائدة من رواد العطاء بهدف تهشيم صورة أيقونة النضال النسوي والوطني أم جبر، وإبنها صاحب التجربة المميزة في الكفاح الوطني وداخل زنازين وباستيلات الاستعمار الإسرائيلي، وإرسال رسالة للكل الوطني، أن قادة الانقلاب الأسود لا تعير اهتمامًا للمناضلين، ولا تهتم بهم، بل تعمل العكس تمامًا بهدف الإساءة لكفاحهم ودورهم الوطني، وضرب هيبتهم في أوساط الجماهير الفلسطينية، والانتقاص من شموخهم وكرامتهم الشخصية والوطنية والاجتماعية.

الجريمة القذرة، التي ارتكبتها ميليشيات حركة الانقلاب الحمساوية تملي على الجميع الوطني فصائل وشخصيات ومنظمات مجتمع مدني والقطاعات الاجتماعية المختلفة في محافظات الجنوب التحرك بسرعة للحد من جرائم الانقلابيين، والتصدي لتغولهم وإرهابهم وانتهاكاتهم الخطيرة ضد أبناء الشعب عموما والمناضلين والمناضلات خصوصًا حماية لمكانتهم، ولدورهم الريادي، لا سيما وأن الواجب يفرض على الجميع تكريمهم، ومنحهم الأوسمة، وليس ارتكاب الجرائم بحقهم، واتمنى على الأخ الرئيس أبو مازن أن يكرم عميدة أمهات الأسرى الأبطال بوسام الجدراة والشجاعة تقديرًا لمواقفها، وحفاظًا على كرامتها، وصونًا للمرأة الفلسطينية حارسة نيراننا وأحلامنا، ومربية أجيالنا.