استوقفني شريط فيديو من إعداد قناة فلسطين مباشر، الشريط عبارة عن مقابلات مع رجال الأمن الفلسطينيين من كافة الأجهزة، الذين يواصلون الليل بالنهار ليحافظوا على أمننا ويمنعون انتشار وباء الكورونا. هذا الشريط يظهر تحمل وصبر هؤلاء الرجال المشبعين بالوطنية الفلسطينية وقد أمضوا أسابيع على الحواجز والدوريات دون أن يروا أهلهم وأحبابهم.

وفي مقدمة جنودنا المجهولين أطباء وممرضون وكافة العاملين بِوزارة الصحة، هؤلاء الذين يعرضون أنفسهم للخطر والإصابة بالوباء تقديسًا لواجبهم الإنساني ولغاية إنقاذ حياة غيرهم. ويمكن تخيل الضغوط النفسية والجسدية لطبيب يعمل لساعات طويلة، إضافة للضغط الذي يحصل لهم من مغبة خوفهم من نقل الفيروس لأسرهم وأهلهم. وفي هذا المجال نحن نقرأ ونسمع كل يوم عن أطباء في العالم فقدوا حياتهم وهم ينقذون حياة غيرهم من الوباء.

وفي نفس السياق، فإن هناك جنودًا مجهولين في لجان الطوارئ وجيش المتطوعين في القرى والبلدات والمخيمات الذين بدورهم تركوا حياة الراحة ليقدموا أنفسهم وانتشروا على الحواجز وفرق التعقيم وتوزيع المساعدات على الأسر المحتاجة. ويضاف إلى كل هؤلاء الموظفون الملتزمون في أماكن عملهم، والذين تتطلب وظائفهم التواجد في العمل، خاصة أولئك في وزارة المالية والعمل والشؤون الاجتماعية وفي المحافظات والبديات وعمال النظافة، والقائمة تطول ممن يجهدون من أجل أن نلتزم نحن في منازلنا وبيوتنا.

ويأتي في مقدمة الجنود المجهولين كل هؤلاء الأبطال في تلفزيون فلسطين من مراسلين ومصورين في الميدان الذين يعرضون أنفسهم للخطر كي ينقلوا لنا الصورة والحقيقة كما هي. ومن خلف هؤلاء يقف جيش من العاملين في المقر الرئيس لهيئة الإذاعة والتلفزيون وفي وكالة الانباء الفلسطينية "وفا" وجريدة "الحياة الجديدة" والوكالات والصحف المحلية الأخرى، بالإضافة إلى مراسلي وسائل الإعلام العربية والعالمية.

ومن خلال إذاعة صوت فلسطين وشاشة تلفزيون فلسطين تعرفنا على طرق الوقاية من الوباء، ومن وسائل الإعلام الرسمي ومن الناطقين باسم الحكومة والأجهزة الاخرى واطلاعنا على المعطيات والأرقام والحقائق بِخصوص انتشار الوباء بِكل أمانة .

من دون شك أن هؤلاء الجنود المجهولين قد قدموا ويقدمون لأن على رأسهم  قيادة وطنية مخلصة همها سلامة شعبها في هذه المرحلة، فالقرارات والتوجهات الصحيحة للرئيس وإدارة الأزمة الذكية من قبل الحكومة هي من جعل كل مرافق الدولة تعمل بتكامل وتفان ملفت.

لقد ظهر الوجه الحضاري الذي يليق بشعبنا الفلسطيني بدولة فلسطين التي تسعى إلى اعتراف العالم باستقلالها وسيادتها على أرضها، لقد أثبتنا بحسن أدائنا وإدارتنا للازمة أننا نستحق الحرية والاستقلال.

ونحن من نلتزم بتعليمات وتوجيهات هذه القيادة الوطنية، نحن من نلتزم بالبقاء في منازلنا لا يسعنا إلا توجيه الشكر لكل هؤلاء الجنود الأبطال وأن ننحني لهم فهم فلسطينيون وطنيون من الطراز الأول.. مرحى لهم.