بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
(مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)


بمزيدٍ من الحزنِ وبقلوب مؤمنةٍ بقضاء الله وقدره ينعى إعلام حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" - إقليم لبنان إلى أبناء حركة "فتح" وشعبنا المناضل في الوطن والشتات، وإلى جماهير أُمّتنا العربية والإسلامية، القائد الوطني الفتحاويّ الكبير، محافظ محافظة وسط قطاع غزّة، د.عبد الله أبو سمهدانة "أبو إياد"، الذي وافته المنيّة فجر اليوم الأربعاء 1 نيسان 2020، بعد مشوارٍ طويلٍ من النضال الوطني المشرّف، جسَّد خلاله صفحات مشرقة من الانتماء والعطاء.


وفي هذه المناسبة الأليمة نتقدَّم إلى قيادتنا الوطنيّة الفلسطينية ممثّلةً بسيادة الرئيس محمود عبّاس وإلى عائلة الفقيد ومحبّيه وعموم شعبنا الفلسطيني، بأحرّ التعازي وأصدق مشاعر المواساة، بخسارة قامة وطنيّة كبيرة من الرعيل الأول لحركة "فتح" والثورة الفلسطينية.


 لقد كان الفقيد الكبير أحد مؤسّسي الحركة الوطنية الأسيرة، وأبرز قيادات حركة "فتح"، وشغل العديد من المواقع التنظيمية والوطنية القيادية في الوطن والشتات، من بينها: عضوية المجلس الاستشاري لحركة "فتح"، وعضوية المجلس الثوري لحركة "فتح" لسنوات طويلة، ورئاسة الدائرة التنظيمية في الهيئة القيادية العليا للحركة في قطاع غزّة، وعضوية لجنة إشراف على قطاع غزّة، وعضوية اللجنة الحركية، كما كان أمين سر اللجنة القيادية في الحركة، وأول محافظ لمدينة رفح جنوب قطاع غزة.


واعتقل أبو سمهدانة من قِبَل قوّات الاحتلال نحو خمسة أعوام في ثمانينيات القرن الماضي في سجن عسقلان، وكان الموجّه العام للمعتقل عام 1985، وخاض إضرابًا عن الطعام مع الأسرى لتثبيت حقوقهم بعيد صفقة تبادل الأسرى عام 1985، وأبعد إلى لبنان في تسعينيات القرن الماضي.


كما كان الراحل عضوًا في مجلس أمناء جامعة الأزهر وأحد مؤسّسيها في غزة، وشارك في العديد من المؤسسات الصحفية في الانتفاضة الأولى عام 1987، وكان يشرف على عملها التنظيمي، وهو من مؤسسي منظمة الشبيبة الفتحاوية.


عرفته ساحات النضال ومحطّاته المفصليّة مُدافعًا صلبًا عن مشروعنا الوطني وشعبنا الفلسطيني، وقد ظلَّ وفيًّا للعهد مقدامًا في الدفاع عن قرارنا المستقل وحقوقنا المشروعة في وجه العدو الصهيوني، يؤدي واجبه الحركي والوطني بكلّ أمانة حتّى وافته المنيّة.


ندعو المولى عزَّ وجل أن يتغمَّدَ الفقيد بواسع رحمته، ويشمله بعظيم عفوه ومغفرته ورضوانه، ويسكنه فسيح جنّاته مع الشهداء والصِّدّيقين والأنبياء وحَسُن أولئك رفيقا، ويُلهم عائلته ومحبّيه الصبر والسلوان.


(إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)
المجد والخلود لشُهدائنا الأبرار
وإنَّها لثورةٌ حتّى النّصر


إعلام حركة "فتح" - إقليم لبنان