تعميم صادر عن اللجنة المركزية لحركة "فتح" بتاريخ 6-4-2020


 أيها المناضلون أبناء وبنات حركة "فتح" في كلِّ المواقع، في الوطن والشتات،
تحية الوطن وبعد:

لقد كنتم دائمًا المخلصين للشعب الفلسطيني وللأرض الفلسطينية، وقد كان جوهركم الصلب يظهر في الأزمات والظروف الصعبة أكثر من أي وقت آخر.
إنّنا والعالم نواجه أزمة غير مسبوقة تتمثل في وباء صحي يسببه فيروس الكورونا، وقد كان السيد الرئيس "أبو مازن" سبّاقًا في إدراك المخاطر وإعلانه حالة الطوارئ بقرار شجاع وحكيم، وقد بادرتم في كل الساحات ومواقع وجودكم لمساندة أهلكم وشعبكم كما هو دأبكم دائمًا.
إنَّ الأسابيع الفائتة من هذه الأزمة كانت مرحلة استجماع الطاقات والمبادرة للعمل، وآن الأوان للدخول لمرحلة جديدة من رص للصفوف، وتنظيم العمل وتطبيق تقاليد العمل الفتحاوي.

وأول هذه التقاليد أنّنا أبناء هذا الشعب نتطلّع لخدمته ورفعته من موقعنا بين صفوفه بتواضع المناضلين، دون تعالٍ أو فوقية، لذلك نشدّد على ضبط الأعصاب دائمًا واستيعاب أبناء شعبنا ومخاطبتهم بالحسنى، وهذا ما نعرف أنه موجود في الغالبية الساحقة من المواقع، وفي هذا الصدد لا بد من أن تكون "فتح" وكوادرها في طليعة من يلتزم ويحمي الإجراءات الصحية من منع التجمع والالتزام بالحجر المنزلي لمن يطلب منه ذلك، وبما في ذلك من تأجيل للمهرجانات الوطنية، ومهرجانات الأسرى المحررين، والاستعاضة عن هذا بوسائل إبداعية للتضامن والتعبير.

ثانيًا: لقد كانت المبادرات القاعدية الخلّاقة، التي يبادر بها أبناء الحركة باتّجاه الفعل كانت ومازالت من أهم الصفات التي عودنا أبناء الحركة عليها، ولكن هذا لا يعني أبدًا عدم تناغم الكل الوطني مع بعضه، ولذلك فإنّ التنسيق مع المستويات الرسمية والتنظيمية في خطط العمل وتنفيذها أمر ضروري، لأنّ الأزمة التي نعيشها لا تحتمل الخطأ، لذلك يجب التحرك وفق مفهوم واضح لما هو مطلوب وما هو غير ذلك، وبالتنسيق مع كل المكونات الأساسية في كل موقع سواءً مع المحافظين والطواقم الطبية والمؤسسة الأمنية وغيرها من المؤسسات والمكونات.

ثالثًا: إنّنا نقترب من الشهر الفضيل شهر رمضان، وهذا يدعونا لأن نعكس أسمى آيات التكافل الاجتماعي وأن نقوم بحشد الإمكانيات الشعبية لمساعدة الفقراء والمعوزين لتأكيد تعاضد أبناء مجتمعنا ووقوفهم مع بعضهم البعض كالبنيان المرصوص في توادٍ ورحمة، ويجب أن يكون ذلك أيضًا بالتنسيق مع مكونات لجان الطوارئ.


رابعًا: يا بنات وأبناء حركة "فتح" منكم الأطباء والممرضين والصناعيون ورجال الأعمال ومنكم من كل التخصصات في الوطن والشتات فلتنظر كل فئة لما يمكنها أن تقدّمه لشعبنا.


خامسًا: ندرك أنّ الاحتلال عدونا يسعى لاستغلال الظرف الراهن من أجل التوسع في سياسات العدوان والاستيطان، لذلك يجب أن نبقى له بالمرصاد، بما في ذلك سياساته التي "تؤدي للفوضى ونشر العدوى عبر تقديم تسهيلات غير مسبوقة لحركة العمال".
فلتفعّل كل آليات العمل التطوعي والشعبي، ولتتآزر كل الجهود الوطنية دون تفريق بين أبناء الفصائل والتنظيمات الأخرى، لأنّ "فتح" "حركة الشعب كل الشعب" التي يبذل أبناؤها الغالي والنفيس من أجل وطنهم وشعبهم ومن أجل الحرية والإنسانية.


سادسًا: لا بد من معالجة موضوع إخوتنا العمال بشكل حاسم ونهائي، وحسب التعليمات الصادرة .
( لا عمل بالمستوطنات – العمال الآخرين يعودوا إلى منازلهم ويقومون بالحجر الصحي دون الاختلاط بذويهم والجمهور ) ويجب متابعة ذلك من قبل لجان المناطق التنظيمية.


سابعًا: مسؤوليتكم هي حماية المجتمع أيضًا من كل من يسعى لاستثمار الوضع الطارئ بنشر الفوضى والعبث باستقرار مجتمعنا "مثل هؤلاء لا بد من التصدي لهم بشكل حاسم".


أيها الفتحاويون في كلّ المواقع ومن كل الفئات كان لأدائكم في هذه المعركة مع الوباء دور حاسم في محاصرته، فلكم التحية وأنتم محل فخرنا وإنّها لثورة حتى النصر حتى النصر حتى النصر.


اللجنة المركزية لحركة "فتح"