خليك بالبيت.. اعتبرها إجازة بتقضيها مع أهلك واولادك. طول الوقت بتشكي من قلة الوقت، كل شي بتعمله بسرعة، ركض! بطّلت تعرف إشي حتى عن علامات أولادك في المدرسة. هاي أجتك الفرصة حتى ترتاح من هموم الشغل. انتبه لبيتك. بيتك اليوم هو وطنك.
خليك بالبيت. يمكن هاي فرصة حتى تشوف أنه شغل البيت أصعب من إدارة مصنع أو شركة أو مؤسسة حكومية. البيت ما فيه لوائح ولا قوانين مكتوبة، ومهما بذلت من مجهود ما في ترقية ولا علاوة خدمة، بس البيت فيه جوائز لا يمكن تحصل عليها في مكان ثاني: ضحكة أولادك أو دعاء إمك: "الله يرضى عليك يمّا".
خليك بالبيت. اعتبر حالك في مهمّة. الوطن هاي المرّة ما بطلب منك شي سوى إنك تحمي نفسك وأهلك، ما بطلب منك تبذل أي مجهود خارق، بس إلزم بيتك وخذ راحتك. تخيّل إنك إذا قعدت ببيتك ممكن تساهم بإنهاء الاحتلال؟ لا تستغرب! عدونا ينتظر ويتمنى أن نفشل، لذلك لازم ننجح، ولازم نفهم إنه الالتزام بالحجر المنزلي وحماية أنفسنا وأهلنا وجيراننا من فيروس كورونا هو اليوم مقياس الشجاعة والوطنية وحب فلسطين.
خليك بالبيت.. غالبية أبناء شعبنا ملتزمين مثلك بالحجر. طبعاً في ناس بفكروا انه الالتزام بالقانون "عيب". وبعتقدوا إنه "التشبيح" والتطاول على القانون والطخطخة بالهواء شجاعة ورجولة، لكن أنت بتعرف إنه نشر الفوضى نذالة مش شجاعة، وتحريض الأطفال ضد الشرطة والأمن نذالة مش شجاعة، والأهم من هذا كله إنه اللي بعرّض شعبنا لخطر العدوى بالفيروس اللعين لا يمكن يكون فيه ذرة شرف ولا رجولة.
خليك بالبيت.. علّم أولادك أنه حب الوطن مش يافطة بنرفعها في المظاهرات أو شعار بنزيّن فيه صفحاتنا على "الفيسبوك". حب الوطن هو الاستعداد للدفاع عنه وعن الشعب ضد أي خطر، سواءً ضد الاحتلال أو ضد فيروس كورونا. حب الوطن هو المشاركة في المقاومة ضد المحتل وهو الاعتكاف في البيت لقهر جائحة كورونا. حب الوطن هو احترام مصلحة الشعب والحفاظ على أرواح الناس. وما تنسى تعلّم أولادك إنه الدراسة والتعليم هو كمان من حب الوطن، لأنه أكبر عدو بعد الإحتلال هو الجهل. عشان هيك لازم يفهموا إنهم مش في إجازة ولا في عطلة مدرسية، لازم يعملوا الواجب وينابعوا دروسهم مع المعلمين، لازم ننجح بامتحان "كورونا" ولازم نكمّل تحصيلنا العلمي في البيت.
خليك بالبيت.. هذا هو متراسك وحصنك وقلعتك ضد الفيروس الخبيث. صحيح إنه فيروس جديد ما في علاج ولا تطعيم ضده حتى الآن، بس معروف إنه فيروس جبان بخاف من النظافة وغسل الإيدين باستمرار، وبخاف من التزامنا بالحجر وابتعادنا عن مخالطة الناس. سبحان الله! إذا بدّك الآن تقول لواحد -خاصة الختيارية- "بحبّك" لازم تبعد عنه، بدون تقبيل وتعبيط.. إذا ظلينا ببيوتنا الفيروس ما بدخلها، ممكن يظل يلف ويستعرض عضلاته بالشوارع مثل كل الزعران، بس بعد اسبوعين راح يزهق وهو يدوّر على ناس يعديهم، ولما ما يلاقي حدا بطق من القهر..
خليك بالبيت.. هاي أرخص وأسهل طريقة للتغلب على الوباء.. ممكن تفتح شبابيك بيتك وممكن تقعد على "البلكونة" وتتنفس رائحة الحريّة وريحة الحنّون اللي مغطي أرض فلسطين. الحرية اليوم هي الإلتزام بالبيت و "حبس" الفيروس في الشوارع والطرقات حتى الموت. ما تنسى إنه الفيروس خارج جسم الإنسان بتفكّك وبفقد القدرة على العدوى بعد فترة قصيرة..
خليك بالبيت.. النصر في معركتنا ضد فيروس كورونا هو صبر أسبوعين في الحجر المنزلي.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها