آذار، وإن جاء هذا العام مثقلاً بفيروس" كورونا"، يظل بالنسبة لنا هو آذار الأمل، وحيث تتفتح أزهار الحقول، ويتمدد عشبها صادحًا بأغنية الحياة، وأجمل وردة تتفتح في آذار الفلسطيني، وردة الأم في عيدها الذي هو اليوم، ولطالما كانت هي وردة الطبيعة الفلسطينية التي تجسدها أمهاتنا الحبيبات، حيث الحنان بذاته، والمحبة بطبيعتها والعطف بسلوكه، والرعاية بدورها وحقيقتها، بعمل نهاراتها، وسهر لياليها، وحيث التحدي بثباته، والمقاومة بارادتها، وحيث خيط السلالة الأصيلة، من بطون العرب العاربة، والعرب المستعربة، والأرومة في بيت كنعان، الجد الأول الذي أحاط القدس بأسوار التين والزيتون.

لا "كورونا" في عيد الأم، وقد تبشرنا بالأمس بشفاء سبعة عشر من أبنائنا من الفيروس القبيح، ولتسمح لنا أمنا فلسطين، وأمهاتنا الراعيات لبيوتهن في حالة الطوارئ، أن نقدم لهن هذه البشارة هدية وهي التي بعد عناية الله ورحمته ومشيئته، قد اجترحها شجعان الطواقم الطبية، وطواقم قوات الأمن والشرطة، وكوادر الإعلام الوطني، في الإذاعة والتلفزيون، والصحف الورقية، والمواقع الالكترونية، ونعرف ما من هدية تتلقاها الأم أجمل وأعظم من هدية شفاء المريض من أولادها، وتعرفون الحكاية: قيل لأم من أحب أولادك اليك. فقالت المريض حتى يشفى، والمسافر حتى يعود، والصغير حتى يكبر.. وتعرفون أيضًا الوصية النبوية: الجنة تحت أقدام الأمهات.

في عيد الأم نرفع لأمهاتنا، الراحلات منهن، والحاضرات، الشهيدات والشاهدات، نرفع لهن أجمل التهاني والتبريكات، وأطيب وأصدق تحيات القلب النابض بحليبهن الطاهر النبيل.

لا كورونا في عيد الأم.. بل حقيقة أمنا الرؤوم التي أنجبت وتنجب وستظل تنجب لفلسطين أجيال الصمود والمقاومة والتحدي، حتى تشرق شمس الحرية والاستقلال على دولة فلسطين من رفح حتى جنين.

محمود أبو الهيجاء