بسم الله الرحمن الرحيم
(مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) صدق الله العظيم.


بكثيرٍ من الحزنِ والأسى وبقلوبٍ مؤمنةٍ بقضاء الله وقدره ينعى إعلام حركة "فتح" - إقليم لبنان، إلى شعبنا المناضل في الوطن والشتات وإلى جماهير أُمّتنا العربية والإسلامية وإلى أحرار العالم المناصرين لقضيّتنا، القائد الفلسطيني والمناضل الكبير الطيّب عبد الرحيم "أبو العبد"، الذي توفي اليوم الأربعاء ١٨-٣-٢٠٢٠ في القاهرة، بعد مسيرةٍ نضاليةٍ حافلةٍ بالعطاء والكفاح والتّضحيات والإنجازات الخالدة.

إنَّنا نودّع اليوم فارسًا مقدامًا قدَّم جلّ تجربته النضالية في الكفاح السياسيّ والديبلوماسيّ والثقافيّ والإعلاميّ والتنظيميّ والنقابيّ دفاعًا عن الثورة والشرعيّة الفلسطينية، رافضًا المساومة على أيٍّ من ثوابتنا الوطنية أو المسَّ بقرارنا المستقل. فالراحل الكبير، بما حباه الله من خصال نبيلة، وبالإرث النضالي الذي ورثه عن والده القائد والشاعر شهيد معركة الشجرة عبد الرحيم محمود، وبحس الوطنية والقومية العالي الذي كان مسكونًا به حتى النخاع، جسَّد مثالاً للمناضل الثائر الصّلب في كلّ مراحل حياته، وكان عَلمًا من أعلام فلسطين ورجالاتها الوطنيين الوحدويين.

إنَّنا برحيل "أبو العبد" قد خسرنا قامةً وطنيّةً كانت لها بصمتها في المسيرة النضالية والكفاحية للشعب الفلسطيني. فقد قدَّم فقيدنا الكثير لفلسطين وشعبها عبر مسيرته الحافلة، ومن خلال تبوُّئِه العديد من المواقع السياسيّة والحركيّة والوطنيّة التي كانت له إسهاماته من خلالها، وأبرزها أمين عام الرئاسة، وعضو المجلسَين الوطنيّ والمركزيّ الفلسطيني لمنظّمة التحرير الفلسطينية، وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، وكان ملازمًا للرئيس الرمز ياسر عرفات، وتابع دوره الكفاحي مع حامل الأمانة سيادة الرئيس محمود عبّاس.


وبخسارته نفتقدُ مُثقَّفًا ثوريًّا ومؤسِّسًا من المؤسّسين الأوائل للإعلام الرسميّ، فقد كان الفقيد أحد مؤسّسي إذاعة صوت فلسطين عام 1969، ومديرًا لها، ومُعلّمًا ومُلهمًا لأجيالٍ فلسطينيةٍ في الإعلام الموحّد -إعلام منظمة التحرير الفلسطينية، والإعلام الرسمي الفلسطيني- منذ تأسيسه على أرض فلسطين عام 1994.

وإذ نتقدَّم في إعلام حركة "فتح" - إقليم لبنان بأصدق مشاعر التعزية والمواساة لقيادتنا الفلسطينية ممثَّلةً بالرئيس محمود عبّاس، ولعائلة الفقيد ورفاق دربه، ندعو المولى عزَّ وجل أن يتغمَّدَه بواسع رحمته، ويشمله بعظيم عفوه ومغفرته ورضوانه، ويُسكنه فسيح جنّاته مع الشهداء والصِّدّيقين والأنبياء وحَسُن أولئك رفيقًا.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
وإنَّها لثورةٌ حتّى النّصر


إعلام حركة "فتح" - إقليم لبنان