رغم حالة الخوف والهلع والهواجس التي باتت تسيطر على سكان المعمورة بأسرها نتيجة لتفشي فيروس كورونا وما ألحقه من انتكاسات وخسائر بشرية ومادية جعلت العالم يبحث بكل قدراته وطاقاته في محاولة للتصدي لهذا الفيروس الذي استنزف خزائن الدول ومقدراتها الاقتصادية بمليارات الدولارات، وجعل من يبحث عن النجاة منه كمن ينتقي الخطى بين حبات المطر في إشارة إلى صعوبة المطلوب والمرتجى، رغم كل هذه المصاعب التحديات ومن خلال النظر إلى ما يمكن أن نسميه الوجه الآخر للكورونا وما أحدثه من تغيرات إيجابية على الكرة الأرضية، سأتناول بعضها لا كلها.
 فعلى الصعيد الشخصي بتنا نعيش طفرة في النظافة الشخصية من خلال اتباع أقصى درجات الحماية والنظافة باستخدام كل أصناف المواد والمساحيق والمنظفات الوقائية بدرجة عالية. وعلى الصعيد الاجتماعي والتكافلي ومنذ اللحظات الأولى لنبأ تفشي فيرووس الكورونا وجدنا عشرات بل مئات الحملات والمبادرات التضامنية رسمية وشعبية تتحرك بطول الأرض وعرضها لتقديم يد العون والمساندة للدول والمدن والجماعات التى استفحل بها الفيروس.

وأما الصعيد السياسي نلاحظ أن انتشار هذا الفيروس في أوروبا والدول الغربية كشف الكثير من الأنظمة والأحزاب الحاكمة وخير دليل على ذلك الوضع في الولايات المتحدة الأميركية وبعد الكشف عن آلاف الحالات في مختلف الولايات سيجعل من الصعوبة بمكان عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى ولاية ثانية في الحكم وهذا بحد ذاته من أكبر المكاسب السياسية للعالم أجمع. وعلى الصعيدين المالي والاقتصادي ومع إعلان العديد من الدولة والشركات العملاقة على المستوى العالمي عن خسائر بمليارات الدولات في مجالات السياحة والطيران والاستيراد والتصدير سنجد هذه الدول والشركات هي نفسها من ستجني مليارات الدولارات، كالرجل الذي يخرج ماله من جيبه الأيمن ليضعها في جيبه الأيسر، وأما على الصعيد البيئي وهنا سأضرب مثلاً واحداً على الصين مصدر الفيروس ومن خلال تصريحات لمنظمة الصحة العالمية ومصادر صينية فإن نسبة التلوث البيئي تراجعت في الصين وحدها نتيجة لتوقف آلاف المصانع عن العمل إلى أكثر من خمسة وعشرين بالمئة هذا ناهيك عن توقف أو تقنين الرحلات الجوية والبرية والبحرية وما له من آثار إيجابية على البيئة والغلاف الجوي. وهذا ما يجعلنا نردد مصائب قوم عند قوم فوائد.